الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بناء فندق على سطح القمر

سومه حساين

2012 / 12 / 12
كتابات ساخرة


بناء فندق على سطح القمر- إن ما أثار انتباهي وأضحكني كثيراً هو خبراً عُرض على قناة تلفزيونية يتحدث عن نية أمريكا في بناء فندق على سطح القمر بتمويل من الإمارات العربية، فالدول الخليجية هي البقرة الحلوب بالنسبة لأمريكا والغرب، وطبعاً أمريكا التي ستشرف على بناء هذا المشروع الضخم، وستقوم بتسيير رحلات سياحية للبشر الراغبين في الإستجمام على سطح القمر، فهي ذات باع طويل وخبرة طويلة في النصب والإحتيال أقصد في هذا المجال، فهي لها أسبقية في مشاريع الفضاء خصوصاً ارتياد القمر.
وأنا هنا لن أناقش إذا كان موضوع بناء الفندق هو حقيقية أم مجرد خيال وكذبة يضحكون بها على عقول العرب الساذجين لإبتزاز أموالهم المُكدّسة في البنوك الأمريكية والآوروبية، مع العلم أن الكثير من العلماء والمثقفين الغربيين يُشككون في كثير من الإشاعات التي تطلقها أمريكا حتى في وصولها الى سطح القمر، وما تروجه أمريكا ما هو إلاّ ضحك على الذقون وسخافات يُلهون بها العالم والناس أصحاب العقول الفارغة الباحثين عن العجائب والغرائب التي تثيرهم وتجعلهم يلهثون ورائها.
ولكن المهم والمُلفت في الموضوع والذي يثير التساؤل، أنه ما دامت الإمارات العربية قادرة على تمويل هذا المشروع الضخم الذي سيكلف المليارات من الدولارات، فلماذا لا تقوم في بناء مساكن بسيطة لا تكلّف الكثير على سطح الأرض للفقراء والمشردين من المسلمين، أو على الأقل بناء مدارس لهم أومراكز صحية، أو حتى إطعام جائعين وسد رمقهم، أم أن هذا كله لن يعود عليهم بالفائدة التي يريدونها ويحلمون بها.
إذن فما الذي سيجلبه هذا الفندق من فوائد إليهم، أم فقط يريدون إيهام أنفسهم والغرب بأنهم قد شاركوا في بناء الحضارة، وأنهم ليسوا مُتخلفين ورُعاع كما يتصوّرهم الغرب، ومن الطبيعي أن يهتموا بنظرة الغرب لهم بما أن الغرب هو قبلتهم ومصدر متعتهم المرئية عبر الشاشات، والمحسوسة والملموسة عبر الرحلات السنوية التي يحجون بها الى البلدان الآوروبية، وينفقون عليها ألوف بل وملايين الدولارات في التسوق والبحث عن الملذات.
والحقيقة أنه مهما أنفقوا من أموال فلن تتغير نظرة الغرب لهم، بأنهم عرب ساذجين لا يفكرون كثيراً إلاّ في شهواتهم وغرائزهم، ويصدقون كل ما يسمعون من أخبار عجيبة ومُبهرة، فهم دائمي البحث عن اللهو والأخبار العجيبة التي تُبهرهم، ولا يهمهم من أمر الدنيا إلاّ متعهم وإنفاق أموالهم على ما يُحسن صورتهم ويجعلهم لامعين ومقبولين في عيون النساء الغربيين.
لقد اعتاد العرب المسلمين منذ أفول نجمهم في عصور النور والحضارة التي مروا بها، لقد اعتادوا على تخدير عقولهم وتجميدها وارجاء أمورهم الى رجال الدين والمشايخ لكي يفكروا عنهم ويفتوا لهم في كل أمور حياتهم الدنيوية والآخروية، حتى أصبحوا يسيرون وراء الشيخ والمفتي باستحياء كالقطيع دون تفكير فيما يقوله لهم، المهم أنه عالم بأمور الدين كما يدّعي.. فـ (حُطها برقبة عالم واطلع سالم) و (حط راسك بين الروس وقول يا قطاع الروس).
ومن المؤسف أنهم لا يعرفون أن رجل الدين (الشيح المُفتي) هو عبد للحاكم وما يريده الحاكم لما يعود على الشيخ من منافع دنيوية، والحاكم هو بدوره عبد للغرب وحُكّام الغرب، يملون عليه ما يريدون، فالغرب الرأسمالي الباحث عن قطيع من الأغنام تأكل وتشرب وتنام، تتلقى الأوامر وتطيع دون أن تعترض على شيء أو تفكر كيف يسير العالم، فالغرب لا يهمه كم ينهب من الأموال ولا كم يموت من القطيع، المهم عنده هو بقاء الرأسمالية وسيطرته على العالم.
- سومه حساين -








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أون سيت - الأسطى حسن .. نقطة التحول في حياة الفنان فريد شوقي


.. أون سيت - أولاد رزق 3 .. أعلى نسبة إيرادات .. لقاء حصري مع أ




.. الكاتب علي الموسى يروي لسؤال مباشر سيطرة الإخوان المسلمين عل


.. بيت الفنان الليبي علي غانا بطرابلس.. مركز ثقافي وفضاء إبداعي




.. العربية ويكند | جيل بايدن تقود الرئيس بايدن إلى خارج المسرح