الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحل خارج الصندوق

صلاح عبد القادر

2012 / 12 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


عندما يكون الانسان في مأزق واقعا" تحت تأثيره, فإنه حتما" سيفكر في الحلول المفروضه عليه نتيجة هذا الضغط النفسى الرهيب الذى يتعرض له. وقد لايري حلولا" بسيطة واقعية قد تخرجه من أزمته دون كلفة.
هذا هو حالنا فنحن دائما" نفكر في حلول للأزمات المتتالية التي تتعرض لها البلاد دون جدوي وقد تعود علينا أفكارنا بأزمات أكبر تحتاج إلي عمليات معقدة للوصول لحلول أخري وهكذا.
ويحضرنى هنا قصة تدرس فى علم الموارد البشرية لدفع الانسان للتفكير خارج الصندوق فقد استغرق طالب جامعى فى النوم أثناء إلقاء المحاضرة , وعندما استيقظ بعد انتهاء المحاضرة لم يجد أحد حوله وكان مكتوب علي سبورة القاعة مسأله رياضية اعتقد انها الواجب المنزلى لنهاية الاسبوع فكتبها وبذل مجهود كبير فى التنقل بين المكتبات وشبكة الانترنت لحلها . وفى بداية الاسبوع توجه للمدرس بالحل ففوجئ برد مدرسه الذى قال انها لم تكن واجب منزلى بل مثال للمسائل الرياضية التي ليس لها حل والتي فشل في حلها علماء الرياضه.
هذا مثال علي أننا إذا تحررنا من التفكير داخل حيز المشكلة فإننا قد نصل الي حل مناسب لها , حل بعيد عن التعقيد وفلسفة الأمور, حل لايعترف بالثوابت ولا حتي احداثيات الكرة الأرضية حل وإن جاءنا من تحت أنقاض الزمن السحيق , أو كان وصفة سحرية لعطار يبيع الأعشاب ويدعي أنها الطب البديل , إلا أنه يكون حلا" لا يستطيع أحد أن يقول عليه سوي أنه حلا" ينقذنا مما نحن فيه
ومشكلتنا في مصر الان اننا نبحث عن الحل وسط حلول مفروضة علينا جميعها لاترضى كافة الاطراف كما أننا نفقد الفرص المتتالية للحل ونتعامل مع أصحاب الرؤي وكأنهم خونه ليس لديهم عقل ودين . وأصبح الصراع علي السلطة علي خلفية المشهد السياسي حاضرا" بلون الدم القاتم لا يجليه عقل ولا حوار, وأصبح واضحا" أن سمائنا لن تعود صافية زرقاء كما كانت لا يقطعها سوى سحب تحمل الخير سرعان ما تمضي .
لن يأتي الخير الا إذا اعترفنا جميعا" أننا فشلنا في أن نقتنص الفرصة لنلحق بركب التقدم والإزدهار , فشلنا في أن نعبر بآله الزمن إلي المستقبل وأدرناها للخلف نبحث في الماضي عن دوافع الإنتقام والقصاص لنسقط في النهاية داخل الجب العميق السخيق المظلم الذي وقع فيه من قبلنا أتراب لنا فعلوا فعلتنا الشنعاء وساروا علي نفس الخطي التي رسمها من لايريد لنا الحياة.
نحن مدينين جميعا" بالاعتذار لأبنائنا الذين أشعلوا نار الثورة وتركوا لنا مهمة الحفاظ عليها لتأكل كل فساد استشري في الجسد المصري , إلا أننا تركنا لنيران الحقد التي تسكن صدورنا أحقية الالتهام فالتهمت صفاء القلوب وصدق النوايا وجعلتنا جميعا" في المواجهة .
علينا جميعا" أن نفكر خارج الصندوق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التعبئة الطلابية التضامنية مع الفلسطينيين تمتد إلى مزيد من ا


.. غزة لأول مرة بدون امتحانات ثانوية عامة بسبب استمرار الحرب ال




.. هرباً من واقع الحرب.. أطفال يتدربون على الدبكة الفلسطينية في


.. مراسل الجزيرة: إطلاق نار من المنزل المهدوم باتجاه جيش الاحتل




.. مديرة الاتصالات السابقة بالبيت الأبيض تبكي في محاكمة ترمب أث