الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انا وسيزيف ورجاء النقاش

علي ماضي

2012 / 12 / 13
سيرة ذاتية


العلاقة بين ثلاثتنا افتراضية لم تنشأ على ارض الواقع ، وانما في بطون الكتب ، تعرفت الى سيزيف عندما قرأت كتاب الدكتور رجاء النقاش تاملات في حياة الانسان في منتصف ثمانينات القرن المنصرم ،حيث اشار فيه الى اسطورة سيزيف وكيف ان فينوس الهة الجمال لدى الاغريق عاقبته بحمل الصخرة كبيرة من سفح الجبل الى قمته ، والتي كانت تسقط بفعل الجاذبية ليعاود حملها في اليوم التالي ، فينوس لم تقصد اجهاد سيزيف جسديا لانه اله القوة كما تقول الاسطورة ، ولكنها قصدت اجهاده بالعمل الروتيني اليومي الرتيب .
مشكلة الصخرة اخذت مني اياما للتفكير ، ثم اهتيدت الى: كان على سيزيف ان يسلك في كل يوم مسلكا جديدا من مسالك الجبل ليتحول من معاقب الى باحث في مسالكه .
تعلمت من هذه الاسطورة ان اصنع لنفسي هدفا ،كلما احسست برتابة الحياة ووطأة روتينها ، هدفا يضفي اليها شيء من الحراك ، ويمنحها غاية منشودة تستولي على اهتمامي بحسب ما تحتاجه من سنوات لانجازها .
في بداية التسعينات سعيت للحصول على درجة البكلوريوس في الاقتصاد من جامعة المستنصرية ولكن انتقال عملي من بغداد الى قاعدة البكر في بلد فضلا عن وطأة الحصار الاقتصادي حالا دون ذلك .
وفي ذات الوقت تعلمت كيف اعيد الحياة(تصليح وادامة) للمحركات الكهربائية ، لتكون حرفة اضافة الى وظيفتي التي كان مرتبها لايكفي لمعيشة الاسبوع الاول من الشهر ، وسعيي الى اتقان هذه الحرفة دفعني الى قراءة الكتب العلمية ذات الطابع العملي ، ودفعني الى تعلم بناء دوائر السيطرة على المحركات ، والتي كانت تتعتمد المنطق في احكام قبضتها عليها ، ثم دفعني شوقي لتعلم دوائر السيطرة الالكترونية الى دراسة الالكترونيك والتخصص بدوائر المنطق ، فتعلمت ان المنطق يصلح للسيطرة ،ولتنفيذ مخططات مسبقة ولا يصلح لتنمية الفكر الابداعي عند الانسان، فادركت سر اصرار رجال الدين على دراسة المنطق ومراعاة قوانينه لانهم لاينشدون الابداع وانما التنفيذ والسيطرة من اجل المحافظة على ما لديهم .
واخيرا وليس اخرا حصولي على درجة البكلوريوس في العلوم التربوية والنفسية من جامعة واسط ، وان كان التقدير الذي حصلت عليه لا يرضي طموحي الا ان الاصرار على اكمال الدراسة على الرغم من صعوبات التوفيق بين العمل ومتطلبات الاسرة اعده نجاحا بالنسبة لي .
وما زالت قائمة اهدافي مزدحمة بما علي تحقيقه في السنوات المقبلة . فلسفة العيش هذه ، غلبت غرائز الحياة لدي على غرائز الموت ،ونتج من ذلك توافق مع الذات ومع المجتمع ومن الطبيعي ان ينعكس كل ذلك ايجابيا على صحتي الجسمية .
نفس الاعوام الاربعة التي مرت علي مرت على زملائي نفس الاجهادات النفسية والبدنية
، بالنسبة لي تمكنت من اعادة صياغة المعادلة مع الزمن ، فلم ادعه يمر كما يشاء ، وهم اكتفوا
بالانتظار وقنعوا بان يكونوا ضحايا فينوس ، انفتحت امامي مجالات اوسع لايجاد فرص عمل ، اصبحت اكثر وعيا ، وربما معدل ذكائي ارتفع قليلا وهم بقوا كما هم دونما تغير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بهجمات متبادلة.. تضرر مصفاة نفط روسية ومنشآت طاقة أوكرانية|


.. الأردن يجدد رفضه محاولات الزج به في الصراع بين إسرائيل وإيرا




.. كيف يعيش ربع سكان -الشرق الأوسط- تحت سيطرة المليشيات المسلحة


.. “قتل في بث مباشر-.. جريمة صادمة لطفل تُثير الجدل والخوف في م




.. تأجيل زيارة أردوغان إلى واشنطن.. ما الأسباب الفعلية لهذه الخ