الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسعود البرازاني . موشي دايان : صورة المنتصرين واحدة

جاسم محمد كاظم

2012 / 12 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


في حمى التصريحات الكلامية المنبعثة من قناة فضائية تتسمى بأحد مدن ميزوبوتاميا ووسط زحمة المتسوقين من احد محلات التجزئة مرت الكلمات المتخاصمين وتوقفات مذيع النشرة مرور الكرام بدون أن تحرك أو تثير قشعريرة جلد احد المتسوقين وتدعوه بالتالي إلى رفع ناظرة ليشاهد الصورة ويستمع لحروف الكلمات المتصارعة مع بعضها وكأن جنسية أولئك المتسوقين من غير العراقيين .
ولأني أقسمت على نفسي بعدم مشاهدة أي قناة عراقية فضائية كانت أم محلية ترعاها السلطة أو تتحدث بلغة المعارضة لكرهي الشديد لكل ما تحمله تلك القنوات من صور . مشاهد وبرامج كرايهتي للمرض الخبيث .
لكني في تلك اللحظة رفعت ناظري واستمعت بكل قنوات السمع إلى كل حرف قاله المتخاصمين على تلك الصورة والمشهد حين وصل وصف احدهم لابن الملا الذي عمدته النيران بصدام حسين .
وبحكم اطلاعي على الكثير من كتب التاريخ بأوراقه . صورة .مشاهدة وموسوعاته بمكتبة تفوق كتبها إل 5000 ألاف كتاب ورقي وأكثر من 25 ألف كتاب الكتروني بنظام ألPDF تصرح بشهادة بان مشهد وصورة قائد البيشماركا بين ضباط كردستان الضاحكين فيما بينهم على كراسي الخشب في الفضاء المفتوح لا تتشابه وتتقارب مع أي صورة تحتفظ بها كل الكتب الموثقة " للقائد الضرورة " .
لان صدام حسين لم يظهر أبدا في لقاءاته التي تحتفظ فيها كتب التاريخ والصور الوثائقية التي التقطتها له العدسات ونشرت بكتاب طبع على نفقة وزارة الدفاع بعنوان " صور الرئيس القائد صدام حسين ولقاءاته من عام 1979 إلى عام 1988 " بصور تفتقر بمثل هذه الصورة والمشهد .
وان كانت اغلب لقطات ذلك الكتاب تظهر صدام حسين جالسا بين جدران الغرف أو منعزلا وسط مجاميع موالية جدا من مقربي "البودي كارد" الشخصيين لبني عمومته من بني المجيد ولم يجلس بظهر مفتوح وسط فضاء خالي لخوفه من محاولات الاغتيال كما حدث لبكر صدقي كما تشهد كتب التاريخ بذلك .
لقطة البرازاني بين قادة البيشماركا أعادتني إلى تصفح كتب التاريخ وهي تظهر بوضوح موشي دايان ضاحكا بين قادة إسرائيل وأركانها ممن تمكنت مدرعاتهم من ابتلاع سيناء والجولان والضفة الغربية في ستة أيام كما تتفوه حروف الصفحة 693 من احد الكتب موسوعات التاريخ الهائلة بكلمات تقول تحت الصورة :-
" مجموعة تضم معظم القادة العسكريين الإسرائيليين في حرب 1967"
تلك الصورة والمشهد الذي أثار "عبد الجبار الشطب" بعد عشر سنوات على النكبة بعموده في مجلة "إلف باء" وهو يصب جام غضبة على ذلك المنتشي بالنصر بتلك الصورة التي لازالت تحتفظ بضحكات أريل شارون . إسرائيل تال أبراهام يوفه على كراسي الخشب مع إسحاق رابين رئيس الأركان الذي تقول فيه الموسوعة البريطانية بأنة نجم حرب الأيام الستة ومخططها البارع .
وابتدأ عبد الجبار الشطب شاتما وزير دفاع حكومة "ليفي أشكول" ساخرا منة بعموده الأسبوعي " نقطة في محيط " في مجلة ألف باء ذات العدد445 في 28 حزيران 1977 بالقول:-
"... ...ولا يأتي للذاكرة واضحا وجليا كما يأتي موشي ديان تلك الأيام الخوذة الأميركية واللقطات السينمائية والعرق الذي يمسح بطريقة " غاري كوبر "والشفة المرجعة إلى الخلف والى أعلى على طريقة " بطلة " السينمائي الممثل "ريتشارد ويد مارك " في فلم " قبلة الموت " إلى أن يصل بالقول واصفا صلف ديان كما يقول هو :-
" .. ولم ينس أن يضيف ديان : مهما أعطى الروس لوكلائهم العرب من سلاح وبالرغم من كل تدريبهم علية فأنهم لن يستطيعوا أن يعلموا العرب روح القتال والنضال "
حتى يصل بمقالة إلى نهايته بان هذا التورم السرطاني اليهودي سوف يصير إلى رماد كما هو عنوان مقالته .
لكن الزمن لم يجاري كلمات عبد الجبار الشطب بل سار معاكسا له فتحول الرماد إلى خرسانة صلبة تكسرت عليها عظام العرب .
ومابين صورة قائد جيش الدفاع وقائد البيشماركا يتفق التاريخ على كلمات تقول أن الذي يقاتل بشرف وصدق من اجل تحقيق وجودة الذاتي وهويته الحقيقية لا يخسر أبدا ولا تخيفه كل الكلمات وتبقى صور المنتصرين واحدة وهي تبتسم لعدسات التصوير مهما اختلفت المسميات والايدولوجيا وتعددت الأشكال وتباعد الزمن .

جاسم محمد كاظم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التحية الطيبة
علي الأسدي ( 2012 / 12 / 13 - 22:48 )
مرحبا رفيقي العزيز محمد المحترم
شكرا على المقال وابدعت في تصوير قائد ضرورة العهد الجديد ، وحيف على الآمال التي علقتها أيام زمان على البرزاني قبل انحرافه المبكر نحو الشعور بالعظمة.
كنت أود رايا أكثر وضوحا بالحالة في كردستان ، فالاخبار في بغداد لا تبشر بخير وانا مثلك لا اتابع قنوات العراق أو كردستان الفضائية وبصراحة فاني اتابع روسيا اليوم فهي معتدلة وتحليلات الخبراء تعطيني صورة أقل تشاؤما عما يجري بين بغداد وكوردستان. أما الشارع البغدادي فلا يعطيني غير التشاؤم . فهل لك ان تعطيني فكرة عن رأيك فيما ستاتي به الأسابيع القادمة من حلول للأزمة مع كردستان. واشكرك مقدما
مع تقديري الخالص
رفيقكم
علي الأسدي


2 - الرفيق والأستاذ العزيز علي الاسدي تحية طيبة
جاسم محمد كاظم ( 2012 / 12 / 15 - 13:12 )
في البداية ارجوا العذر بسبب التأخير بسبب عدم امتلاكي لخدمة الانترنت في البيت مما يدعوني لدخول المكاتب .
وأشكرك جدا عل هذا التعليق الرفيق العزيز في عراق اليوم لن يحدث شي وهو مثل عنوان الرواية الشهيرة - كل شي هاد في الجبهة الغربية - لان لا يوجد هنا ك خصام حقيقي وانتظرني في مقالة مهداة لك بهذا العنوان في القريب العاجل . مع أسمى اعتبار وتحية

اخر الافلام

.. زيادة كبيرة في إقبال الناخبين بالجولة الثانية من الانتخابات


.. جوردان بارديلا ينتقد -تحالف العار- الذي حرم الفرنسيين من -حك




.. الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية الفرنسية: تابعوا النت


.. إسرائيل منقسمة.. ونتنياهو: لن أنهيَ الحرب! | #التاسعة




.. ممثل سعودي يتحدث عن ظروف تصوير مسلسل رشاش | #الصباح_مع_مها