الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجزرة حلبجة شذرة في البرلمان العراقي

لميس كاظم

2005 / 3 / 16
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



قررت الأحزاب العراقية الدخول الى قمة البرلمان العراقي ، بعد إنتظار دام أكثر من شهر ونصف، فستعقد الجلسة الأولى يوم الأربعاء في 16.03.2005 ، وهي الذكرى السابعة عشر لقيام النظام البائد بقصف مدينة حلبجة الكردية بالسلاح الكيماوي والغازات السامة والتي راح ضحيتها أكثر من 5000 من المواطنين الكرد الأبرياء ، الذين لم يحسوا بتلك الجريمة النكراء سوى أن الموت داهمهم بدون مقاومة وهم في بيوتهم ..على موائد الطعام .. في اسرة النوم ...الأطفال في الطرقات . دخل الموت الى الحارات الكردية وأنتشر في الطرقات والشوراع وفي سطوح المنازل نفذ من الشبابيك و الأبوب الرئيسية .
إعتاد الأكراد في شهر اذارعلى تلك النسمات الربيعية الجبلية العذبة لكنها هذه المرة كانت النسمات باردة قاسية وغير مألوفة ورائحتها كريهة وأستنشاقها ثقيلاً وعبقها ساماً ، لم يستذوقها الكبار والصغار ، إستنشقها الكرد الأبرياء وهم لم يعرفو ان هذه هي الجرعات الأخيرة من الهواء السام الذي دخل أجسادهم الطاهرة سينقلهم ، وبدون ذنب أو جرم يذكر سوا أنهم أكراد بسطاء أمنين يريدون العيش بسلام، الى عالم الخلد.

مات الطفل وهو لم يكمل رضعته من ثدي أمه التي احست أن فم ابنها توقف عن شقط حليبها وتوقعت أنه غفى على صدرها وهمت بالوقوف لتضعه في سرير نومه فلم تستطع أن تتحرك وماتت هي الأخرى والطفل يعض حلمتها معتقدا ان حليبها مسوم ، لكنه لم يعرف أن كل إخوانه وعائلته وقريته قد تسمموا بغاز الخردل الذي اكرمهم المجرم صدام بمناسبة عيد نوروز ،العيد القومي للشعب الكردي، يوم تتحول كل السهول الكردستانية الى قوس قزح لكثرة تلاوين الملابس الكردية وتهتز الجبال من قوة الدبكة الكردية .

مات الأب وهو يُلفلف إبنه بملابسه مدركاً انه سيحمه من قصف الطيران اليومي الذين أعتادوعليه لكنه لم يدرك أن الموت قد دخل رئته قبل إبنه وان الشهيق العميق الذي سحبه من الهواء السام اسقطهُ ارضاً على ابنه ليموتو متحاضنين ومتشابكين وترتفع ارواحهم الطاهرة سويتاً الى السماء.

مات الأطفال وهم لم يكملوا لعبة كرة القدم في ملعب الحارة، ضرب أحد الأطفال الكرة فسقط على الأرض ، ضحك الأطفال من كلا الفريقين لأنه لم يصب الكرة، لم يعو ان تلك الضحكة كانت هي الأخيرة في حياتهم فسقط الواحد يلي الأخر في ساحة ملعب الحارة ، ووقفت الكرة مندهشة لتلك الاستراحة المفاجئة التي لم يتفق عليها الأطفال فأنتظرت نهوضهم لتكملة اللعب وحين رأت أن الحكم سقط أيضا وقفت الكرة دقيقة حداد على أرواحهم.

مات شيخ القرية وهو جالس القرفصاء في باحة الدار ولم يكمل سيكارته، سحب النفس الأول من السكارة فسعل سعلة شديدة احس أن رئته سُتخلع من مكانها ، سحب النفس الثاني وهو يتحدث لزوجته عن الألم الشديد من هذا الدخان اللعين وهو قرر أن يترك التدخين أعتباراً من يوم غذ ، لم يعرف انه يحتضر، فلم تجبة زوجته وحالما التفت اليها وهزها مستفسرا لم لا لم تعلق ،سقطت الزوجه على الأرض فهّم لمساعدتها وللاعتذار منها لكنه لم يلحق فسقط هو الأخر على زوجته.

حدثُ لم يألفه الأكراد يومها ولم يعرفوا كيف ينجون منه ، هرب القسم الأكبر منهم الى سفح الجبل معتقدا ان الهواء النقي سيكون في القمة فمات الكثير منهم في الطريق ، ، أُصيب الكثير منهم بالعمى الموقت ، والقسم الأخر وضع كمادة بيضاء مبللة على فمه ومنخاره لعله يساعده على منع السموم من الدخول الى رئته فلم يفلحوا بذلك واستوطنت الغازات السامة في أجسادهم ففتكت بهم على مر السنيين الواحد يلي الأخر.

ان السلاح الكيماوي لم يتسرب الى قرية حلبجة فقط ، بل سمم الكثير من القري الكردية الأخرى، والتي كانت مواقع محصنة لفصائل الأنصار العراقية( البيشمركة) المعارضة للنظام البائد من الكرد والعرب والأقليات والتي لم يستطع النظام البائد أن يقتحمها طوال العشرة سنوات التي تواجدو هناك ، رغم ترسانته العسكرية الهائلة ، فقرر إجتثاثها عن بكرة ابيها ، فإستخدم السلاح الكيماوي المحرم دولياً، متهما وقتذاك بأن إيران هي التي أبادت الشعب الكردي وكما هو معروف ان النظام البائد هو أفضل بكثير من مخرجي هوليود في أخراج القصص الكاذبة.

أنه ليوم تأريخي أن تفتتح أول جلسات الجمعية العمومية للبرلمان العراقي في ذكرى 17 لمجزرة حلبجة الكردية ، سيقف الساسة العراقيون دقيقة صمت حداداً على أرواح شهداء حلبجة الأبرار وباقي شهداء الأنفال والمقابر الجماعية التي نفذها النظام البائد ضد كل أبناء العراق بعربة وأكراده وأقلياته.

هذا اليوم سيُذكر الساسة العراقيين بأن الذي جمعهم هو نضالهم المشترك ، ضد النظام البائد الذي ارتكب أبشع الجرائم بحق كل الأديان والطوائف والقوميات والأقليات العراقية بدون تمييز، من اجل عراق موحد حر متعدد فيدرالي.
كان أملي أن يكون يوم صدور الحكم بالأعدام على المجرم صدام حسين وكل زمرته الحاكمة في يوم تأريخي أيضاً من أيام جرائمة البشعة التي أرتكبها بحق شعبه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صور أقمار اصطناعية تظهر النزوح الكبير من رفح بعد بدء الهجوم


.. الفيفا يتعهد بإجراء مشورة قانونية بشأن طلب فلسطين تجميد عضوي




.. مجلس النواب الأمريكي يبطل قرار بايدن بوقف مد إسرائيل ببعض ال


.. مصر وإسرائيل.. معضلة معبر رفح!| #الظهيرة




.. إسرائيل للعدل الدولية: رفح هي -نقطة محورية لنشاط إرهابي مستم