الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موت القديس -عبد السلام ياسين- وبداية نهاية جماعة العدل و الإحسان بالمغرب

علي لهروشي
كاتب

(Ali Lahrouchi)

2012 / 12 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


كما يعرف العام و الخاص من دارسي التاريخ الإسلامي ، فإن وفاة الرسول- محمد - قد تلاه صراع على الخلافة حتى قبل أن يدفن في قبره ، وقد نتج ذلك الصراع عن عقد لقاء عاجل ، ومستعجل لحسم أمر الخلافة بين المقربين و المحيطين بالرسول بما سمي أنذاك بعقد لقاء السقيفة ، وليس بمؤتمر السقيفة لأن المؤتمر يتطلب مالا و وقتا ، وما يلزم ذلك من تحضير لكل المشاريع المستقبلية لأي توجه فكري ، سياسي ، ديني ، أو عقائدي يجمع الناس حوله ، وهو اللقاء الإستعجالي الذي عرف صراعا أدى إلى التهديد بالسيوف ، وإشهارها في وجه كل من له رأيا مخالفا عن رأي و رغبة ، وإرادة محيط الرسول المتوفي ، الذي هو ضرورة تنصيب - أبو بكر الصديق - ليواصل مسيرة الرسول في نشر الإسلام ، و التحكم في شؤون المسلمين بتربعه عن كرسي الخلافة ، بدون إستشارة باقي المسلمين في ذلك ، و بهذا غاب منطق الشورة ، المشار إليه في الإسلام ، و الذي يقارنه بعض المسلمون حاليا بالديمقراطية ، و الحرية في إلإدلاء بالرأي عبر التشاور ، حيث أن المؤيدين لأمر تولي - أبي بكر الصديق – تلك الخلافة برروا رايهم و رغبتهم تلك عملا بالتعيين الغير مباشر الذي تفوه به الرسول – محمد - قبل أن يلفض أنفاسه الأخيرة ، حيث أنه لما شعر بالدوخة و العياء ، من جراء شدة مرضه أمر بذلك - أبي بكر - قائلا : " صلي بالناس يأبو بكر " ثم غادر المسجد متجها لمقر سكناه ، حيث وافته المنية بعد ذلك . وقد حاول من كان يحيط به التستر على موته ، وتأخير إعلانه ، حتى يستتب الأمن ، و الإستقرار في صفوف المسلمين ، خاصة أن الكثير من أتباع الإسلام عن جهل ، قد لا يعتقدون أن الرسول سيموت بتلك الطريقة لكونه رسولا ، أي شخصا متميزا ومميزا من قبل الله ، حسب إعتقادهم ، وليس بذلك كالإنسان العادي ، وقد كان على رأس المتسترين عن وفاة الرسول كل من زوجته - عائشة - محبوبته ، و كاتمة أسراره ، و أبوها - ابو بكر- ، وأخرون من المقربين إليه ، حتى يتمكنوا من نزع كرسي الخلافة ، و الإستلاء عليه لصالح - أبي بكر الصديق - لكونه والد - عائشة - زوجة الرسول من جهة ، ولكونه صهر ، و صاحب الرسول إلى درجة الأخوة من جهة ثانية ، لما يمثله - أبو بكر- من تأثير قبلي ومالي على الأتباع و الأنصار من المسلمين ، و لأن الرسول لم يكن لذيه ولد ذكر كي يرث الخلافة ، و يتولى منصب تسيير شأن المسلمين أينما وجدوا ، كما أن المقربين من الرسول يعلمون علم اليقين كون الإسلام و المسلمين قد يتصارعون في حرب قاتلة إذا تم تعين مثلا - عائشة - في مكان زوجها الهالك لتتولى الخلافة ، كما أنهم كانوا يرغبون في جعل مسؤولية الخلافة تدور فيما بين العائلة المحمدية فقط ، دون أن تفلت من بين أياديهم بأي ثمن ، من هنا كان عليهم من الضروري تنصيب – أبوبكر الصديق - كي يكون خليفة على المسلمين في الواجهة ، فيما أن بنته - عائشة - ستبقى في الظل ، تسير ، وتتحكم ، وتحكم من وراء الستار، ومن هنا لن يتم إستفزاز المسلمين بأمر تولي إمرأة شأن الخلافة في تسيير شؤونهم ، خاصة وأن المرأة تحظى بالدونية لذا المسلمين ، ونعتها بالإنسان الغير كامل ، كما يؤمن المسلمون بذلك ، فهي لا ترث مثل حظ الذكر ، كما أنها لا تتمم صيام شهر رمضان كاملا ، لما يسببه لها دام الحيض أو النفاس ، كما أنها لا يمكنها أن تؤدي بالشهادة ، و الإشهاد أمام القضاء لوحدها كفرد ، إلا إذا تم إحضار أنثيين أي إمرأتين لأكمال ، واستكمال ، و قبول ، و تقبل الإدلاء بشهادتها ، و إشهادها في أية قضية ، ومن هنا ينظر الإسلام إلى المرأة كونها ناقصة عقلا و دينا ، و من هذا المنطلق تم إختيار - أبو بكر الصديق - صهر الرسول لتولي الخلافة مباشرة ، للإحتفاظ بالخلافة بالبيت المحمدي ، رغم أنه في الواقع لم يكن سوى خليفة الواجهة ، فيما أن بنته - عائشة - هي في واقع الأمر خليفة الظل ، فقد لا تظهر على الواجهة كما يظهر الزعماء من الخلفاء ، و لكنها المسيرة الشرسة لشؤون المسلمين من داخل المطبخ المحمدي ، لأن ذلك يدخل في إطار ممارسة حقها في إرثها للمال و الجاه و السلطة ، ولما لا وكل شيء يعود إلى ملكية زوجها الهالك ، وأبوها العجوز؟ ولكن ما علاقة ذلك بوفاة الشيخ القديس عبد السلام ياسين ؟
من بين الأخطاء القاتلة لبعض المسلمين المتحكمين في تسيير شوون أتباعهم ، منذ بروز الإسلام كعقيدية إيديولوجية إلى يومنا هذا ، أن القلة القليلة التي لا تتجاوز غالبا أفراد عائلة ، أو قبلة ، من المقربين للحاكم ، و المتحكم في الشأن الإسلامي ، و التصور الديني و العقائدي لأتباعه ، أن الأسرار تبقى حبيسة جدران بيت القديس ، أو الزعيم ، أو القائد ، أو المرشد ، أو الخليفة ، فالتسمية هنا لا تهم مادامت توجهات و ممارسة الزعيم غالبا ما تكون إنفرادية ، ميزاجية تتحكم فيها الأوامر ، و القرارات الفوقية التي لا علاقة لها بالقواعد من الأنصار و الأتباع ، وصولا حتى وقاحة التستر لبضعة أيام على وفاة القديس ، و الهدف من ذلك يكون دائما هو رغبة محيط المقربين من الزعيم القديس نسج سيناريهات ومؤامرات ، و حبك خطط و مخططات للإستلاء على كرسي الزعيم القديس من قبل أقرب المقربين إليه عبر طريقة الإرث إن كان للزعيم القديس ذكر يرث كرسيه مباشرة ، بدون نقاش ولا جدال في الأمر ، وفي حالة عدم وجود هذا الوريث الذكر ، فإن المحيطين و المقربين بالقديس خاصة إذا تعلق الأمر بالشأن الإسلامي المذل ، و المبعد للإنثى ، و استثنائها من هذا الإرث ، كما حدث مع عائشة ، وهو نفس الأمر الذي تكرر في وفاة القديس عبد السلام ياسين مرشد ، و قديس جماعة العدل و الإحسان ، فقبل اعلان تلك الجماعة عن وفاته الطبيعي الذي لا يحتاج في واقع الأمر إلى ذلك التكتم ، بالرغم من تلك الوفاة الطبيعية فقد كان هناك تكتم كبير حول وفاته ، ، كما كانت الدائرة السياسية للجماعة مطبقة لصمت المقابر فيما وصلت إليه الحالة الصحية للقديس " ياسين " حتى يتمكن المقربون و المحيطون به من التحكم في الصراع حول خلافته بين كل من مجلس الارشاد والدائرة السياسية ، و الحسم في من سيتولى مقعده كخليفة له ، وقد صمم المقربون من القديس على إبقاء الخلافة بالبيت الياسيني ، ولكن ليس عبر مبايعتهم لبنته المعروفة ب - نادية ياسين - ، لكون الهالك لم يخلف ذكرا ، من هذا الباب فقد يحدث إتفاق من قبل المقربين للقديس على جعل الجماعة تبايع المدعو - عبد الله الشباني – زوج بنت القديس - نادية ياسين - وجعله خليفة في الواجهة ، فيما أن بنت القديس هي الخليفة الحقيقية في الظل ، وبهذا يتكرر سيناريو لقاء السقيفة و إن إختلف الزمان و المكان بين تلك المرحلتين التاريخيتين ، ومهما إختلف الزمان و المكان في الواقعتين ، فإن المسلمين من الأتباع سواءا في عهد - أبي بكر الصديق - وبنته - عائشة - ، أو في عهد - عبد الله الشوباني - و - نادية ياسين – لم يتغيروا في شيء لأنهم دائما أتباعا أوفياء للقديس ، ولعائلته ، ولقبيلته في كل الحالات ، مهما إدعى أتباع جماعة العدل و الإحسان أن عدم الاتفاق حول الشخصية الكاريزماتية مثل " عبد الله الشباني" سيؤدي الى انشقاق حتمي داخل الجماعة ، لأن الهدف في عيون المقربين للقديس في الواقع ليس هو مستقبل هذه الجماعة ، ومصلحة اتباعها من أبناء الشعب المغربي المقهور ، وإنما الغرض من ذلك هو إبقاء الخلافة بالبيت الساسيني ، في إنتظار أن يأتي الذكر من رحم بنت القديس ياسين كوريث ليحسم أمر تلك الجماعة لصالح العائلة الياسينية نهائيا. ومن خلال هذه الممارسات اللاديمقراطية المتنافية مع مبدأ الشورة ، فإن وفاة القديس - عبد السلام ياسين - الذي يحظى بإحترام لامثيل له مغربيا ، ودوليا ، ليس لتوجهه العقائدي و الديني ، وإنما لوقوفه بكلمة الحق في وجه الديكتاتور الملك المفترس السفاح ، هي في الحقيقة بداية لنهاية جماعة العدل و الإحسان لغياب الشورة بين أتباعها ، ويبقة السؤال الذي سيكشف عنه التاريخ القريب أو البعيد : ما هي اخر وصايا الشيخ حول من سيتولى الشأن في خلافته على تسيير الجماعة ؟ من هو الشخص الحقيقي الذي أوصى الشيخ أن يتولى خلافته في السر بعد موته ؟.

مواطن مغربي مع وقف التنفيذ
أمستردام هولندا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تتبعوا غدا جنازته
ايمان عبد الله ( 2012 / 12 / 14 - 00:28 )
كلامك كله بعيد عن الواقع يذكرنا بكلام حسني مبارك عن المحظورة اي جماعة الاخوان المسلمين.جماعة العدل والاحسان ربما أكبر حزب سياسي في المغرب ومن رأيها ان شروط المشاركة السياسية غير متوفرة وكانت أكبر الداعمين ل20 فبراير
الجماعة لها قانون في انتخاب المرشد ومؤقتا يسيرها الاكبر سنا شهرين
عزاؤنا لأسرة الشيخ ياسين وجماعته وانا لله وانا اليه راجعون


2 - تابعوا جنازنه على موقع هيسبريس
ايمان عبد الله ( 2012 / 12 / 15 - 01:18 )
تابعوا جنازة الشيخ عبد السلام ياسين على موقع هيسبريس
رحمه الله رحمة واسعة وانا لله وانا اليه راجعون

اخر الافلام

.. كأس الاتحاد الإفريقي - -أزمة القمصان-.. -الفاف- يتقدم بشكوى


.. نيكاراغوا تحاكم ألمانيا على خلفية تزويد إسرائيل بأسلحة استخد




.. سيارة -تيسلا- الكهربائية تحصل على ضوء أخضر في الصين


.. بمشاركة دولية.. انطلاق مهرجان ياسمين الحمامات في تونس • فران




.. زيلينسكي يدعو الغرب إلى تسريع إمدادات أوكرانيا بالأسلحة لصد