الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول المقال المتعلق بالأزمة الكردية السورية - للأستاذ صلاح بدر الدين

ربحان رمضان

2012 / 12 / 14
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


حول الأزمة الكردية في سورية كتب الكاتب ، والمحلل السياسي الأستاذ صلاح بدر الدين مقالا ً هاما ًً بعنوان : في الأزمة الكردية – دعوة إلى المكاشفة والحوار ..

يفتتح الأستاذ بدر الدين مقاله بتعريف لمعنى الأزمة حيث ينفي وجود أزمة في خيارات الشعب الكردي في سورية ،ذلك أنه متمسك بالثوابت من الحقوق والولاء الحاسم للثورة متجاوزا ً التنظيمات الحزبية ، سيما بعض المجاميع كما يسميها التي عجزت عن ايجاد المخرج المناسب لأزماتها التنظيمية والسياسية والأخلاقية على السواء .
هذه التنظيمات التي تصر ّجاهدة على إقناع الرأي العام بأنها تمثل الشعب الكردي في الوقت الذي مازالت فيه الأكثرية الصامتة تنتظر اللحظة التاريخية المناسبة لتمارس فعلها وتقول فيها كلمتها.
ثم يعنون مقطع آخر باسم إخفاق مشروع الأحزاب الكردية في عهد الثورة أيضا يستعرض فيه مرحلة ما بعد اندلاع الثورة السورية حيث تفاقم عدد الأحزاب الكردية بدون داعي ، إننا دفع الكثير من الناشطين الكرد إلى مغادرة أحزابهم بحثا عن أماكن تناسب توجهاتهم الثورية المتداخلة مع الثورة ضد حكم العسكر والقمع ، فشكلوا تنسيقياتهم الشبابية في مناطقهم الكردية متعظين بإفلاس الأحزاب الكردية عندما ساهمت مع السلطة في إخماد الانتفاضة الباسلة عام 2004 .
ولما خرج الناس في الجنوب والوسط من البلاد يطالبوا الأسد بالرحيل ، هدت الانقسامات في الحركة الكردية حيلها ، وأصيبت بذهول مريب جعلها تبتعد عن المسيرة الوطنية -ن وتقوقعت على نفسها تطالب بحقوق الكرد في مسار ابتعدت فيه عن العام الوطني الذي كانت قد التزمت به سابقا ًً ، ولم تجد أمامها خيار وأقل تكلفة كما يقول الأستاذ بدر الدين من موقف " الحياد " مما جعلها في الصف المواجه لمطالب الشعب السوري في التغيير وإزالة الاستبداد .
ثم يشير الأستاذ بدر الدين إلى أن النظام الاستبدادي الحاكم في دمشق يقوم على تشجيع هذا المسار الحيادي – الرمادي و يصفه بالمهادن والمحرج لقوى المعارضة السورية ، معتبرا أن موقف الأحزاب الكردية بمجملها شكل " عارا " على أكراد سورية في زمن وصفه بأنه زمن الثورة والحسم والانتفاض مذكرا ً برسالة الشيخ أحمد معاذ الخطيب " رئيس " الائتلاف الوطني " قبل أيام الى " المجلس الكردي " الذي خاطبه وكأنه طرف محايد غير معني بالثورة والمصير الوطني أوضيف عابر الا صورة واضحة لمأزق المجلس وحالته المأساوية .

انعكاسات العامل الكردستاني المجاور :
تحت هذا العنوان يتابع الأستاذ صلاح بدر الدين فيشير إلى أن انعكاسات العامل الكردستاني واضح وهو " تابع لوضع اللاجئين السوريين إلى بلاد الجوار ومنها العراق ، وخاصة اقليم كردستان" الذي استقبل بحرارة جموع اللاجئين الين لجئوا إليه فأصبحوا ضحية ضغوط الأطراف السياسية المؤثرة في الساحة العراقية بما فيها وحسب رأيه الاقليم الكردستاني في العراق لاسيما من جانب النظام الايراني الذي اعتبر دعم نظام الأسد والحفاظ عليه ليس من أولويات سياسته الاقليمية الاستراتيجية فحسب بل المقياس في موقفه من اقليم كردستان العراق .
وعلى هذا الأساس تحرك النظام العراقي المؤيد والداعم للنظام المجرم في سورية وبادارة من رئيسه "الكردي" ليرعى قيام المجلس الوطني الكردي بقيادة مواليه بشكل علني وإعلامي جسد حسب رأي الأستاذ بدر الدين استجابة لشكل من التوازن المصلحي والتوفيق بين ارادات عدة فرقاء ( نظام الأسد – النظام الايراني – الرئيس العراقي كممثل مزدوج لحكومة العراق وادارة اقليم كردستان" خشبة الخلاص " لتلك الأحزاب لتحييد الكورد وابعادهم عن الثورة ..
في حين نعيش ظروف ثورة وطنية تقترب من تحقيق النصر
ثم يشرح لنا الأستاذ صلاح موضوعة التوازن بين القومي والوطني التي طرحها منذ الثمانينات عندما كان أمينا ً عاما لحزب الاتحاد الشعبي الكردي في سورية ويشير إلى أن المصلحة الاستراتيجية والآنية المرتبطة بمستقبل كرد سوريا الى ضرورة تصدر الحركة الوطنية الكردية الصفوف الأولى من الثورة باعتبار أن للكرد مصلحة مزدوجة في اسقاط الاستبداد .

من " ناوبردان " الى " أربيل "

وهنا يقارن الأستاذ بدر الدين بين ما حدث في ناوبردان عام 1970 وهذه الأيام ، والثورة السورية في أوجها ويشير إلى ضرورة أن يتم التعاطي مع الساحة الكردية السورية بمفهوم ماقبل ثلاثين عاما ، أي قبيل وصول الأسد إلى الحكم ، وقبيل قيام علاقات بعض رموز الحركة الكردستانية مع النظام القائم في سورية .
ويتوقف عند جملة مهمة جدا حيث يقول : لسنا ولن نكون على الحياد بين الثورة ونظام الاستبداد ، لأن الحيادية تعني الوقوف إلى جانب نظام الاستبداد .
والكرد شركاء المصير في السراء والضراء ، ويخاطب الآخرين قائلا : ومن حقنا مناشدة الأشقاء أينما كانوا لدعم واسناد قضيتنا الكردية والوطنية في اطار الثورة والكفاح من أجل اسقاط النظام كما من حقنا أن نطالب ب ك ك بالكف عن التدخل القسري في شؤوننا عبر تنصيب جماعات بقوة السلاح والتهديد في جزئنا الغربي ،
دخول ب ك ك على الخط
وفي هذ الجزء من المقال يشرح موقفه وموقف الحركة الثورية السورية بما فيها الكرد المنضويين في إطار الثورة السورية المجيدة تجاه حزب العمال الكردستاني ، مع الكثير من التفاصيل عن التنظيم الشمولي ل PKK
و تفاهماته مع نظام الاستبداد الحاكم في دمشق ، كما يلفت النظر إلى هيئة التنسيق التي يعتبرها " التشكيل الأقرب إلى مشروع النظام " وإلى أن الأحزاب الشقيقة أولويات ب ك ك اسقاط النظام السوري وتحقيق حقوق الكرد السوريين كما أنه ليس في أولويات الأشقاء في كردستان العراق ، أو تركيا فكرة التصدي والعمل على تحرير الأجزاء الأخرى من كردستان وإسقاط الأنظمة الغاصبة

المجالس الحزبية في مواجهة الحراك الثوري الكردي :

" المجلس الوطني الكردي " بأحزابه الستة عشر – أو أكثر - الموسومة بالفشل والعجز المزمنين أثبت بعد حوالي العام من قيامه أنه مجرد ظاهرة اعلامية استند في بنائه بغالبية مكوناته الحزبية وليس كلها وعلى غرار جماعات ب ك ك السورية بمسمياتها " سوى في التنافس على النفوذ الحزبي وقطف الثمار وتحسين الأوضاع الشخصية والشللية وكلاهما لا يشكلان خطرا يذكر على مشروع النظام الحاكم بل يقومان قولا وعملا بتضييق الخناق على الحراك الثوري الشبابي في المناطق الكردية وحجر عثرة في طريق الصداقة الكردية العربية وعائقا أمام العمل المشترك مع اطياف المعارضة والناشطين السوريين من عرب وغيرهم وعرقلة أية مساع للتفاهم مع قيادات الجيش السوري الحر كذراع عسكري أساسي للثورة الوطنية .
ثم يبين أن الانقسام الكردي لم يبدأ بظهور ال PKK في الثمانينات من القرن المنصرم بل ، يتابع ان كل الاستعصاءات التي تظهر هنا وهناك ما هي الا احد مظاهر بقاء القضية الكردية دون حل نتيجة مواقف الأنظمة المتعاقبة الشوفينية المعادية للديموقراطية
وفي بحثه عن مواجهة الأزمة يرى أن على جميع الأطراف الكردية الاعتراف دون تردد وأمام الشعب بفشل مشروعها بكل حلقاته بدءا من اعلان ولادة " المجلس الوطني الكردي " من القامشلي ومرورا باجتماعات أربيل وانتهاء با " الهيئة الكردية العليا " المتقاسمة مع " مجلس ب ك ك " على قاعدة ( 16 بواحد لاسيما عندما عزلت تلك الأطراف الحالة الكردية عن حاضنتها الوطنية السورية بلجم الحراك الثوري الشبابي الكردي وعرقلة المشاركة الكردية في الثورة تحت دعوة – الحياد –والابتعاد عن صفوف المعارضة بالانسحابات من اجتماعاتها بحجج واهية وبهدف إحراجها ودعم سياسات النظام مما سببت ردود فعل سلبية انعكست في إقرار تدني مستوى المشاركة الكردية في " الائتلاف الوطني " بفضل الإدارة الفاشلة للمجلس الحزبي .
والعامل الثاني هو الإخفاق في توحيد الصف القومي الكردي و التشويش على الثوابت الكردية القومية والوطنية ومحاولة تبديلها في حصر النضال الكردي لمواجهة تركيا في ظل سكوت مريب للمجلس الحزبي الموقر .
ثم ، معارك المفتعلة مع قوى الثورة السورية و الجيش الحر :
وخامسا ً ، عجز إدارة مشروع الأحزاب الكردية ومجالسه وهيئاته من نقل الصورة الحقيقية للمشهد الكردي السوري إلى القوى الإقليمية والعالمية والفشل في بلورة المطالب الكردية القومية والوطنية أمام المحافل والمنابر .
يقول الأستاذ بدر الدين أنه اعتبر ، ومنذ قيام " المجلس الكردي تجسيدا َ لرغبة النظام في تحييد الحالة الكردية و – تطعيمه – لاحقا بإضافة جماعة ب ك في حين أن الحل البديل يكمن في دعم توجهات " الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية
وانبثاق إطار جبهوي أساسه الحراك الشبابي المنتفض بالداخل وعماده الوطنيين المستقلون من النساء والرجال والمثقفون الثائرون تشارك الأحزاب في مفاصله القيادية المقررة إذا أرادت بنسبة لا تتعدى الخمسة بالمائة ،
بحيث يقوم هذا الإطار بإعادة الأوضاع في الساحة الكردية الى طبيعتها السابقة وازالة آثار الاعتداءات وعمليات الاغتيال والخطف والإرهاب ويعمل على عودة مسلحي ب ك ك الى أماكنهم السابقة
كما أنه يجب تعزيز أسس التعايش المشترك بين المكونات الكردية والعربية والمسيحية .
و تصحيح الاختلال في معادلة التوازن بين القومي والوطني والتفاعل الايجابي مع الحالة الثورية السورية جيشا حرا ومعارضة وخاصة " الائتلاف الوطني " الجديد على قاعدة التلاحم والشراكة والعيش المشترك وتمتين الوشائج الكفاحية مع الجيش الحر بالتعاون والتنسيق والعمل بالخندق الواحد والتعاطي الايجابي مع العامل الجديد الذي أفرزته الحالة الثورية في البلاد وأقصد " المجلس العسكري الكردي المشترك " المنسق مع الجيش السوري الحر .
وبالنسبة للحركة الكردية والكردستانية يرى أنه من الضروري تصحيح العلاقة القومية الكردستانية عموما على أساس إعادة الاعتبار للشخصية الوطنية الكردية السورية المستقلة والاحترام المتبادل
وأخيرا ً العمل على تهيئة الشروط للمرحلة القادمة و صياغة البرنامج القومي والوطني الكردي ، وملامح دستور سوريا القادمة ونظامها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتحضير لخوض الكفاح السياسي بكل متطلباته من أجل الاستحقاقات الدستورية والقانونية والسياسية في سوريا الجديدة الديموقراطية التعددية .

أصاب الأستاذ صلاح بدر الدين في طرحه ، وفي تحليله للحدث ، حيث أن موقع الحركة الكردية هو رحم الثورة السورية الهادفة إلى إسقاط نظام الاستبداد ..
لا وسط بين الولاء لنظام الاستبداد أو الثورة عليه ، الوسط يمثل اللون الرمادي المعروف بأنه لون الظل ، المخادع ، والمكان المناسب لحركة تعتبر نفسها حركة شعب مضطهد هو رحم الثورة الذي سيلد سورية الديمقراطية – المدنية - التعددية - الفيدرالية وأي فكرة من أفكار الخبث الداعية إلى الحوار مع النظام ، أو الرهان عليه تعتبر فكرة خبيثة ستكون نتيجتها لصالح أعداء الشعب الممثلون بالسلطة السياسية نهجا ً ورموز ، وأجهزة قمع ، وموالين يطلق عليهم أبناءنا اسم "العواينية" .
وأصاب في ما طرحه حول جدلية العلاقة مابين الوطني والقومي ، وقد كان الأستاذ بدر الدين سباقا ً في هذا المضمار لأنه كان أول سياسي كردي ، وأول سياسي سوري يطرح هده الموضوعة الهامة تاريخيا في أدبيات حزبه الذي تزعمه لفرة طويلة قبل أن يتنحى طوعيا ً عن قيادته .
أما موضوع إخفاق مشروع الأحزاب الكردية ، وكما وصفه إخفاقها في عصر الثورة هو موضوع ليس دقيق تماما ً ، لأننا لا نستطيع تحميل رفاق الأحزاب الكردية بعموميتها جريمة موالاة النظام " بخساستها" أو جريمة التغاضي عن شعار إسقاط النظام نهجا ً ورموز وعلى رأسها بشار الأسد .
أعتقد أن للأحزاب أدوار مشرفة عدة عبر سنين نضالها ، وكان هو ذاته زعيما لأهم فصيل فيها ، وتقاعسها في الانحياز للثورة السورية المباركة طفرة ممكن أن تنتقد ، بعضها أيد الثورة ، وبعضها انتقد موضوعة إسقاط الأسد وراهن عليه في البقاء ليستمر القتل والاعتقالات والتشريد .
يمكننا أيضا أن نساعد تلك الأحزاب في الخروج من موقفها الرمادي المخزي هذا عبر الحوار السليم لتشارك في ثورة الشعب السوري المجيدة ، وفي انبلاج فجر الحرية ، وصناعة سورية الجديدة ، سورية الديمقراطية – المدنية - التعددية - الفيدرالية همنا هو التخلص من الاستبداد ، وحكم الديكتاتورية ، همنا أن تتوحد قوانا ، عربا وكورد ، وأقليات قومية من أجل الحرية والكرامة المنشودة .
بالتأكيد أبناء الشعب الكردي تواقين للتحرر من عبودية هذا النظام الفاشي ، وعلى رأسه بشار الأسد ، توقين لانبلاج فجر الحرية في غد مشرق خالي من قانون الطوارئ ، والعسف ، والأحكام العرفية .
وبالتأكيد سيسقط هذا الأسد رغما عنه وعن مواليه .. وستتحرر سورية من ِربقة عبودية نظام الذل والعبودية ، وفي هذا الصدد أكرر المثل القائل : لو دامت لغيرك .. ما وصلت إليك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا


.. العالم الليلة | انتصار غير متوقع لحزب العمال في الانتخابات ا




.. Mohamed Nabil Benabdallah, invité de -Le Debrief- | 4 mai 2


.. Human Rights - To Your Left: Palestine | عن حقوق الإنسان - ع




.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم