الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مطرب بغداديّ

أديب كمال الدين

2012 / 12 / 14
الادب والفن



بجسدٍ سمين
وبوجهٍ سمين
وبعينين باسمتين،
سيذهبُ هذا الغزاليّ
جيئةً وذهاباً
أمامَ كاميرا التلفزيون
وهو يغنّي بصوتٍ رقيق:
"يَم العيون السود ما اجوزن أنة
وخدّچ الگيمر أنة تريگ مِنة".

2.
وإذ لم تأبه العاشقةُ البغداديّة
لأغنيته القيمريّة
ولا لملابسه الجديدة
ولا لخدوده السمينة
فسيغنّي لها:
"واگفة بالباب تصرخ يا لطيف
لاني مجنونة ولا عقلي خفيف.
من ورة التنور تناوشني الرغيف
يا رغيف الحلوة يكفيني سنة".
وإذ لم تأبهْ له ثانيةً
فسيغّني لها ثالثةً عن النخل
ورابعةً عن العيدِ وهديّةِ العيد
وسابعةً عن الصبا
وعاشرةً مِن مقامِ الصبا.
حتّى إذ تقدّمَ به العمر
فسيصرخُ من لوعةِ العشقِ والهوى:
"عيّرتْني بالشيبِ وهو وقارُ".
لكنّه هذه المرّة
سيمسُّ وترا
وسيطلقُ طيرا
يسمعُ تصفيقه الشرقُ والغرب.
بيدَ أنّ العاشقةَ البغداديّة
كانتْ- كعادتها- تتبغددُ من النافذة.
والمطربُ السمين
بوجهه السمين
وبعينيه الباسمتين
صارَعلى موعدٍ مع الموت
حتّى إذ تعثّرَ به في صباحٍ غريب،
بكى عليه الدفُّ والكمانُ والناي.
وخرجتْ بغداد كلّها
تودّعهُ إلى الأبد.
فيما اختفت العاشقةُ البغداديّة
من النافذة
وهي تجرُّ خيبتَها
إلى الأبد.

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
أستراليا 2012
http://www.adeebk.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في المغرب.. بيوت الضيافة العتيقة مزيج استثنائي من سياحة الثق


.. صباح العربية | الفنانة شيماء سليمان تتحدث عن بداياتها في عال




.. رانيا فائق: هناك 3 محاور للفعاليات الثقافية والفنية نعمل عل


.. هل أثرت السوشيال ميديا على الجانب التراثي والثقافة للجيل ا




.. خارج الصندوق | مصير محمد الضيف.. ماذا تقول الروايات؟