الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرفيق بشير الحامدي بين -وعي الهزيمة - و -هزيمة الوعي-.

بيرم ناجي

2012 / 12 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


لا شك عندي ان الرفيق بشير الحامدي الذي أصدر اليوم المقال التالي في "الحوار المتمدن" http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=336615
هو احد اكثر المناضلين اليساريين نزاهة و حركية و نضالية و ذكاء ولذلك اكتفي بالتعليق على مقاله الأخير بملاحظات مختصرة و مكثفة.

باختصار شديد اقول لك :

بدأت مقالك بالعبارات التالية:" من الشرف النقابي و الكرامة النضالية أن لا نحول الخيانة و العار إلى إنتصار .
و أن لا ندافع ولا نلمع صورة شركاء الإنقلاب .
و أن لا نختلق أسبابا لصنّاع الهزائم.
لأنه ليس هناك من سبب يمكن قبوله لتوقيع هذا التراجع..."
لن أناقشك في هذا التوصيف الذي، رغم اختلافي مع نزعته الكارثية ، احيي فيه أخلاقية سياسية عالية .
ولكن فكر في ما يلي:


1- كتبت " تونس بعد 13 ديسمبر 2012 إلى النقابيين الذين لم تستوعبهم بعد ماكينة اللبراليين و الأحزاب الإصلاحية الانتهازية" بهدف " ...مواصلة المهمات الثورية و إسقاط حكومة الثلاثي و الإستقلال عن كل جبهة اليمين اللبرالي واليسار الملون الإصلاحي حتى إسقاط النظام.

فالرسالة موجهة الى النقابيين و ليس الى السياسيين فهل المهام الثورية هي مهام النقابيين و النقابات؟


2- كتبت ان" المطلوب هو خوض المعركة مع الببروقراطية المتنفذة في الإتحاد لتصحيح مسار هذه المنظمة النقابية ودفعها في الاتجاه الذي يجب أن تكون فيه . اتجاه يضع مصلحة العمال والكادحين والمفقرين والمهمشين قاعدة لكل سياساته و يتبنى صراحة مطالب الجماهير ويدافع عنها و يقطع مع السياسة الانتهازية سياسة الوفاق. اتجاه مناضل بسياسة مستقلة عن كل ممثلي رأس المال يتبنى صراحة ويعمل على مواصلة تنفيذ المهمات الثورية المطروحة."
هل المنظمة النقابية هي من سيقوم باستكمال مهام الثورة ؟ و ضد من ؟
ضد ". كل ممثلي رأس المال".
فهل الثورة التونسية ثورة نقابية -اشتراكية ؟
و بعد اتهام اليسار بالانتهازية و الاصلاحية و اتهام القادة النقابيين ب" المتسلقين والقوادة و الانتهازيين والبيوعة والسماسرة في الإتحاد العام التونسي للشغل " مع من ستواصل" تنفيذ المهمات الثورية المطروحة"؟


3- تقول " يحتم على كل نقابي مازال متمسكا بمطالب الجماهير ومواصلة المهمات الثورية رسم قطيعة مع الجهاز البيروقراطي.إن تلك هي مهمتنا المباشرة والفورية."

ألا تخاف من ايقاعنا معك في فخ " النزعة النقابية " فتصبح المهمة " المباشرة و الفورية" ليس اسقاط حكم النهضة بل تحقيق القطيعة مع البيرقراطية النقابية والقطيعة مع رأس المال و اليساريين الاصلاحيين و الانتهازيين الخونة ؟
هل يجب القطع مع البيرقراطية " قبل" مواصلة المهمات الثورية و إسقاط حكومة الثلاثي و الإستقلال عن كل جبهة اليمين اللبرالي واليسار الملون الإصلاحي حتى إسقاط النظام."؟

دعك مما قد نريد نحن اليساريين ، و هذا لا بد ان يناقش، وتذكر مستوى وعي و تنظيم العمال و الشعب الذي صوت للنهضة و يستعد جزء كبير منه للتصويت لنداء تونس و البقية تشعر بالقرف من السياسة و السياسيين .
و دعك من اصلاحية و انتهازية اليسارو النقابيين ، وهذا يناقش أيضا، و لكن هل البديل هو " النقابية الثورية الحمراء"؟


4- تقول " الصراع الحقيقي القائم اليوم والذي هو أولا وأخيرا بين الجماهير الشعبية وقواها الثورية ورأس المال وممثليه السياسيين . بين الأغلبية و الأقلية المالكة والمسيطرة على راس المال والسلاح والإعلام "
و تضيف "أننا لا نؤمن بغير الجماهير فهي القوة الوحيدة القادرة إذا ما تمكنت من الاستقلال عن مضطهديها من السير بالثورة إلى النهاية إلى الانتصار".

يا رفيقي ، هل الثورة التونسية - ان كانت ثورة اجتماعية جذرية أصلا- ديمقراطية أم اشتراكية ضد " الأقلية المالكة والمسيطرة على راس المال والسلاح والإعلام "؟


5- واذا كانت الجماهير هي "وحدها الثورية" و اذا كنت تضيف اليها عبارة " وقواها الثورية" ،
فهل يمكنك ان تقول لي ماهي "القوى الثورية" التونسية الآن بعدما اتهمت الجميع بالخيانة و الاصلاحية و الانتهازية؟
و اذا لم تكن هنالك " قوى ثورية" وازنة الآن فكيف تفسر "ثورية الجماهير" من ناحية و عدم قدرتها على انجاب "قوى ثورية" ؟
هل الماهير الثورية عقيمة ، أو معقمة الى هذه الدرجة؟
وهل الجماهير الشعبية الآن جاهزة ""للعصيان" و لتكوين " مجالس المواطنين الثورية" ؟
هل نحن الآن في لحظة قطع مجالسية أو كومونية مع رأس المال؟


يا رفيقي العزيز الذي لا يكاد يضاهيه مناضل في اندفاعه الثوري المخلص .
اخرج من الحلم بالتحقيق الفوري للفردوس الأرضي قليلا فالجماهير تكاد تسحب الى قاع الهاوية و هي تتوهم الصعود مع "سدنة جنة السماء" .

يا بشير ، تذكر و أنت تنقد اليساريين و النقابيين ما قاله جوزيف برودون لماركس ، وأنا أتعمد تذكيرك شخصيا ب جوزيف برودون ، فعندما دعاه ماركس الى عمل مشترك وافق مشترطا، كاتبا في رسالة شهيرة وجهها الى ماركس سنة 1846، ما معناه :
" ... فلنبحث معا، اذا أردتم، عن قوانين المجتمع و عن طريقة تحققها و عن المسار الذي علينا اتباعه لاكتشافها...لكن يجب علينا ان نبقى علماء منفتحين و متسامحين ...ولايجب ان نقوم بما قام به لوثر مع الكاثوليكية، أي تأسيس تيولوجيا بروتستانتية دينة دوغمائية جديدة على أنقاض التي انتقدها.. انه لا يجب تحويل فكرنا الى دين دوغمائي ...ان البروليتاريا ليست في حاجة الى دين جديد، حتى لو كان دين المنطق و العقل..."

رفقا بنفسك و برفاقك و أصدقائك و شعبك فأنت سيد من يعلم ان "طرق الجحيم كثيرا ما تكون معبدة بالنوايا الحسنة".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تساهم ألمانيا في دعم اتفاقية أبراهام؟| الأخبار


.. مروان حامد يكشف لـCNN بالعربية سر نجاح شراكته مع كريم عبد ال




.. حكم غزة بعد نهاية الحرب.. خطة إسرائيلية لمشاركة دول عربية في


.. واشنطن تنقل طائرات ومُسيَّرات إلى قاعدة -العديد- في قطر، فما




.. شجار على الهواء.. والسبب قطع تركيا العلاقات التجارية مع إسرا