الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الولاء و الكفاءة

بن جبار محمد

2012 / 12 / 15
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي



لا أعـلـم بالضبط لمـاذا عندما أهـم بكتـابة موضوع " الولاء أم الكفــاءة " تفتـر الحمـاسة فجـأة في نفسي تم يستتبع بعد ذلك بخمول مستديــم ؟ ربمـا يعزو ذلك الى تواجدي الطويل في بيئة إداريــة غير صحيـة أو شـعوري بعدم جديـة الكتابة عن مواضيع مشابهة ليست ذات أهمية أو عديمة الجدوى .. يعلم الجميع و بالأخص الموظفين أن الولاء أصبح عملــة الوحيدة في سوق تداول السلطــة والنفــاذ الى عـالم المصلحة و التموقــع في الإدارات و المناصب العليا و تكريس المسار المهني و الخروج منه بأقــل الخسائر ...كلمة الثناء التي يبديهـا الرئيس أو المدير ستجعــل من المرؤوس أكثر حرصــا و أكثر تضحية بــل تجعــل منه كلبا وفيا بإسم "المصلحة العامة" , رغــم خطورة المواقف و الإنحراف عن الأهداف التي يتوخــاها العقــل و المنطــق . ترقيــة أي شخص في بلدي لا يستند إلى أي معيــار سـوى معيار "أهـل الثقــة " فتتسابق المصـالح الأمنية على إبداء ملاحظــاتها على الشخص المرشــح للتـرقيـة و تقــوم بنبش تفـاصيل حيـاته و نشــاطه و تقرير صـلاحيتــه من عدمهــا في المهــام التي هــو مرشح لهــا ..و لهــا كلمــة الفصــل في ذلك في أغلب الأحيان .
هذا العرف الإداري هو في حقيقة الأمــر من الأعـراف الضـارة بل هي مستلهمـة من الممارسات المــافيوية و السلطات الإستبداديـة لإطـالة عمــر حكـومتهــا و إستنزاف ثروات الأمــة لأطــول مدة ممكنـة و جثو على صدر الشعب تكميما للأفواه و مصادرة كل رأي معــارض. يتحقق الولاء بتغييب كــل شفــافية في السياسات و البرامج و الخطط و تسود الظــلاميــة أرجاء الأمــة فيكــون الفســاد هو سيد الموقف و العصــا التي تضــرب المجتمع دون تمييز و لاهوادة .
ينتعش الفســاد بــاطراد بوجود علته و لا فــائدة من التدابيرة المقررة لمكافحته أو الحد منهــا و تبقى مجــرد نصــوص لا فــائدة يرجى منهــا .في حين أن الكفــاءة تثير كثير من الإمتعاض والإستياء و الصداع تستغني عنــه الدولــة في دواليب سلطتهــا لتمرير مشاريعــها المشؤومة و سياستها العرجاء وخططها المشوهــة و مصالحها الفاسدة .. تقترن الكفاءة بوضوح الرؤية و المواقف الشريفة و الكرامة الإنسانيــة ..كثير من أصحاب الهمم العالية و النفوس الشريفة غــادروا السلطة بغير رجعــة أو بقــوا على الهــامش أو طالهم التهميش لأنهم لم يرضوا بالممارسات التي تنتهجها السلطــة أيا كانت هذه السلطــة فأتخذوا قرارات صعبــة لكنهــا شجــاعة حسمت بعض الأمــور المعلقــة على ضمائرهم .خســروا الدنيــا أو الوظيفــة و لكنهم ربحــوا أنفسهم و كرامتهم .
لأسفنا الدولـة تمارس رقابتها و وظيفتها على مبدأ الولاء و إستبعاد أهــل الكفــاءة و العلم فزاد من تعقد الأمــور وسيادة الغموض و تآكل دواليب السلطة من الداخــل و إنتشار نتانة الفساد في الخــارج و لم تعد تأخذ بزمام أمــورهــا و ضــاعت مصالح الشعب الى غير رجعـة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي الشجاعة داخل نفق مظلم.. مغامرة مثيرة مع خليفة المزروعي


.. الحوثي ينتقد تباطؤ مسار السلام.. والمجلس الرئاسي اليمني يتهم




.. مستوطنون إسرائيليون هاجموا قافلتي مساعدات أردنية في الطريق


.. خفايا الموقف الفرنسي من حرب غزة.. عضو مجلس الشيوخ الفرنسي تو




.. شبكات | ما تفاصيل طعن سائح تركي لشرطي إسرائيلي في القدس؟