الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرف الحراكات العربيه عن مسارها

ادم عربي
كاتب وباحث

2012 / 12 / 15
مواضيع وابحاث سياسية



الذي يحدث في هذا العالم الشرق اوسطي مثير للشفقه و للحزن وللغضب ، ويجعل الحياة تحت سماءه و شمسه شاقة ،مؤلمة وقاسية الى ابعد الحدود ، ولكل من يمضي بعض الوقت يتصفح الفيس بوك - مراة العالم اليوم- ،لا بد ان يشاهد حالة اشبه ما يكون بحالة من الاشتباك ، ماهي في حقيقة الامر الا انعكاس لواقع الناس وواقع هذا العالم العربي المتردي بل الى ما هو أسوأ .

فهذه الثورات التي هللنا لها واستبشرنا بها ، وتغنينا بربيعها والتي انتظرتها الجماهير العربية بفارغ الصبر ، فشلت في ان تحل مشكلات و معضلات هذه الجماهير ،سواء في الحرية او في لقمة العيش .

حتى ان دولة عظيمة بوزن مصر ما زالت تتلقى المساعدات الامريكية – حوالي مليار ونصف المليار دولار - ، وتفتش عن قرض من البنك الدولي سئ الصيت والمهيمن عليه امريكيا – حوالي خمسة مليار دولار - ، في حين يعرض مسؤول خليجي شراء الفيس بوك بخمسين مليار دولار .

ان الشعب المصري التي يخرج للشوارع يوميا للتظاهر و للاحتجاج على اعلانات الرئيس الدستورية ليتبين بعد قليل انها غير دستورية ولا تمت للدستورية بصلة و بمجرد ان يقوم بإلغائها ، وعلى حد قوله "انني لست متمسكا بها " ، فلطالما انت لست متمسكا بها وتعرف عدم دستوريتها ، فماذا طرحتها؟ ولماذا تركت الحصان وحيدا على حد تعبير درويش ،ان هذه الجماهير النابضه ببذور الثوريه والامل و التي وجدت طريقها ـ اصبحت تتعرض في ربيعها المزعوم للتنكيل والقمع والضرب لا من اجهزة الدولة او الشرطة او الحرس الجمهوري بل من قبل مليشيات تقوم بتلك المهمه القذرة . وبدلا من التصدي لمهمات تلبية حاجات الشعب الاساسية ، في تخفيف وطأة جوع الناس و التصدي لغول البطالة ، يذهب النظام الى قضايا شكلية من على شاكلة الاستفتاء على الدستور ، وكما عبرت احدى الناشطات انها بنفسها لا تستطيع هضم واستيعاب كل هذه المواد الدستورية الجافة ، فما بالكم بـحوالي ثلاثين مليون أمي .

المشكلة السورية وتداعياتها ليست في وضع احسن ، بل تواجه ما هو اسوا من ذلك اضعاف مضاعفه ، لا نقصد عدد القتلى ولا نقصد طريقة قتلهم ، لكن الاسوا من ذلك كله حالة الانقسام في الشارع العربي بين ما هو مؤيد للنظام وبين ما هو معارض / الثورة / الجيش الحر .
وكأن الموضوع معقد جدا الى حد اعماء البصيرة ولحد عدم وجود تغذيه راجعه وعدم الاستفادة من دروس الماضي المكثفة بالمنطقه والتي بدات اولى محطاتها في العراق ، من أجل ديمقراطية لن تكون في احسن حالاتها افضل من ديمقراطية مصر .

على اقل تقدير لا يوجد هناك جيش نصرة ، ولا يوجد ذبح بالسيوف . ان العالم الداعم واللاهث موضع الاتهام و الذين لم يترددوا في التصويت ضد دولة فلسطينية غير عضو في الامم المتحدة قبل ايام في قضية مضى عليها خمس وستون عاما . لكنهم سرعان ما كشفو عورتهم من الائتلاف الوطني ممثلا شرعيا لشعب سوريا الذي لا يقل عظمة عن الشعب المصري والفلسطيني وبقية شعوب هذه المنطقه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الرفيق العزيز آدم عربي
فؤاد النمري ( 2012 / 12 / 15 - 04:36 )
كنت في 14/2/11 قد كتبت عن تحليلي للإنتفاضات الشعبية في البلدان العربية تحت عنوان -ماذا في مصر وفي تونس
رأيت فيه أن الطبقات الإنتاجية في العالم تنهار وتفلس إجتماعيا في سبعينيات القرن الماضي. مشروع الطبقة العاملة في المشروع اللينيني بدأ في التفتت والرأسمالية العالمية تنهار بدءاً بأميركا وارثة الرأسمالية الإمبريالية بعد الحرب والبورجوازية الدينامية الكبيرة في العالم الثالث تنهار بدءاً باستسلام الثورة المصرية بقيادة السادات لأمريكا
وعلى مبدأ غاب القط العب يا فار خلا الميدان للبورجوازية الوضيعة لاستلام السلطة وهي لا تمتلك المؤهلات لذلك حيث أنها بحاجة لمن يطعمها
في البلدان العربية تهيأت الفرصة لاختطاف السلطة من قبل عصابات عسكرية لا يربطها بالمجتمع أي رابط: عصابة بومدين، عصابة السادات، عصابة عبدالله صالح، عصابة صدام، عصابة الأسد، عصابة القذافي، عصابة البشير
العصابات تمتهن الابتزاز وليس التنمية
خلال أربعين عاماً أفقرت العصابات شعوبها وأنفقت الثروات على أمنها بدون تنمبة
سئمت الشعوب حكم العصابات وانتفضت بجميع طبقاتها للتحرر والنتيجة ستعود لما كان في السبعينيات لا تجد طبقة قادرة على الحكم


2 - الرفيق المبدع النمري
ادم عربي ( 2012 / 12 / 15 - 13:42 )

غياب البرجوازيه الديناميه وانهيارها في المنطقه مع انهيار حركة التحرر المصريه كما ذكرت وصعود العسكر سدة الحكم قد امات حركة المجتمعات لما يقارب اربعة عقود ، لصالح البرجاوزيه الوضيعة العالميه ، في ظل هكذا وضع واستثمارا لثورة المجتمعات الغائبة عن الوعي تماما حيث تغرق في الجهل والفقر ، وجدت البرجوازيه العالميه الوضيعه مبتغاها في الاسلام السياسي المزدهر في هكذا مجتمعات . ان الدور المنوط بالاسلام السياسي المجرب في افغانستان لهو دور وظيفي سعيد المجتمعات الى الخلف اكثر من مئة عام على اقل تقدير
تحياتي لك

اخر الافلام

.. حزب الله يهدد باستهداف مواقع جديدة داخل إسرائيل ردا على مقتل


.. المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي يبحث اليوم رد حماس بشأن الت




.. مصادر فلسطينية: ارتفاع عدد القتلى في غزة إلى 38011 | #رادار


.. الناخبون البريطانيون يواصلون الإدلاء بأصواتهم لاختيار الحكوم




.. فرنسا.. استمرار الحملات الانتخابية للجولة الثانية للانتخابات