الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكرى و لكن ليست مُجرَده رشيد كرمه

رشيد كرمه

2005 / 3 / 16
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بعد العار الذي لحق بالقومية العربية جراء سياسة حزب البعث في العراق في أكثر من مجال وخصوصاً إثرَ هزيمته بعد غزو الكويت. هب الشعب العراقي خالقاً إنتفاضته أللآذارية ليضيفوا لهذا الشهر فرحاً آخر
وليحفر في ذاكرة العراقيين بأن آذار كاوة الحداد وآذار الشيوعيين وآذار الإنتفاضة الشعبية آذار واحد.
ولإنتفاضة آذار في بداية التسعينات مغزاها إذ إستطاع الشعب العراقي خلالها من تقويض نظام قمعي سلطوي مدعومٌ إعلامياً وتسليحياً من أغلب دول العالم مما أتاح له ألأستفراد والسيطرة على مقدرات الشعب وقواه السياسية القومية..(العربية, الكردية , التركمانية ) والعلمانية ..( شيوعية ,ديمقراطية , إشتراكية ) ودينية..( إسلامية ومسيحية بكل مذاهبها وتشعباتها ). وكان من المستحيل أن يُهزم هكذا
نظام بهبةٍ شعبية عفوية غير منظمة وعلى أقل تقدير بقوى وطنية أغلب قيادتها في المنفى ومع هذا إستطاع الشعب العراقي تكوين قيادات بديلة مؤقته أسقط خلالها وفي أيام قلائل مابناه البعث وجلاوزته خلال سنوات. ولقد تحطمت عروش السلطة في أكثر من 14 محافظة شمالاً وجنوباً, وبات النظام مذعوراً ومرعوباً من ساعة الحساب.
ولأننا كالعادةِ إنشغلنا بمصالح ضيقةٍ في مؤتمرات مهمة وحاسمة كمؤتمر بيروت الذي أنتج لجنة العمل المشترك ,سارع النظام الى إستجداءٍ آخر والى صرخة نعم واضحة وجليةٌ للأمريكي القادم الى المنطقة بطلبٍ عربيٍ وإسلامي, فكانت زيارة الأخوة الأكراد وعلى رأسهم قياداتهم الى الدكتاتور نفسه لأحراز مكاسب كردية على حساب مصالح الشعب العربي والتركماني المسلم والمسيحي ومن جهة أُخرى نصبت وعلى عجل خيمة صفوان حيث وقع وزير دفاع السلطة البعثية على كل ما أراده الأمريكيون ليتحول العراق بقضه وقضيضه الى صفقة بين الأكراد وصدام والأمريكان .
ومن هنا إنكشفت اللعبة وأستطاع البعث العودة الى ما حرره الشعب في أكثر من موقع وبدأت السلطة البعثية تفرض نفسها في كل قرية وناحية ومدينه وبأساليب غاية في الهمجية.
ولقد كتبتُ رسالة مريرة الى الرائع الرفيق والأستاذ والأخ هادي التكريتي آنذاك مشيراً فيها الى خذلان الرفاق الأكراد لنا في هذه المحنة وذهابهم الى بغداد حيث مقر ومصنع الخوف والإجرام للعراق والمنطقة والعالم , ولقد نُشرت الرسالة بكاملها في الغد الديمقراطي لسان حال التجمع الديمقراطي العراقي تحت عنوان ( حلمٌ كاد أن يتحقق ) ويبدو ان حلمي لا يشبه حلم مام جلال او مسعود البرزاني او حتى حلم الرفيق عزيز محمد فالحلم القومي لا يشبه باي حال من الأحوال حلم الديمقراطي فالأول ينزع الى القبيلة والعشيرة و( التعنصُر ) بينما ينزع الثاني الى الفضاء الرحب من المكان والتجمعات الأنسانية فهي بالتالي ليس لها عنوان فكل العالم عنوان لما لها من آمال وآفاق وإستكمال.
ومرارة رسالتي تكمن في أن النظام عاد وسحق الأنتفاضة وملأ أرض العراق بقبور جماعية نتيجة إتفاقية غير عادلة بمعنى بقاء كردستان بحماية دولية وبقاء كل العراق تحت بطش البعث.
وبذلك أطالت اياً كانت هذه الإيجابيات الأحادية الجانب من الأتفاقيات مع الأمريكان وقيادة السلطة البعثية من عمر النظام لسنوات عجاف لاحقة كبدت الكثير خسائر في الأرواح والممتلكات وأضرت بقوى الشعب الفاعلة النيرة ومساعدةً بذلك القوى الدينية التغلغل السريع الى صفوف الشعب الحائر والخائر القوى مما نتج عنه الوضع الحالي من لجوء الناس الى التخدير الديني وما نتائج ألإنتخابات الأخيرة إلا واحدة من أسبابها إذا أخذنا بفلسفة السبب والنتيجة . ومن هنا تأتي جدية الذكرى , كون اننا فقدنا الكثير من أهلنا في عموم العراق ( عدا محمية السليمانية, وأربيل, ودهوك ) واليوم إذ نفقد أحبة وأهلاً في الحلة والموصل جراء اللف والدوران وعدم الوضوح للفدرالية من قبل العرب والكرد على حد سواء يتوجب
على الأكراد الحوار من أوسع أبوابه مع الشعب العراقي لا مع غيره . لأنه بات واضحاً وجلياً للقاصي والداني أن سبب تأخير اعلان الجمعية الوطنية هي القضية الكردية ومطلب الأكراد العادل والحق .

رشيد كرمه السويد 14 آذار 2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كير ستارمر -الرجل الممل- الذي سيقود بريطانيا


.. تحليق صيادي الأعاصير داخل عين إعصار بيريل الخطير




.. ما أهمية الانتخابات الرئاسية في إيران لخلافة رئيسي؟


.. قصف إسرائيلي يستهدف مواقع لحزب الله جنوبي لبنان | #رادار




.. سلاح -التبرعات- يهدد مسيرة بايدن في السباق الرئاسي! #منصات