الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العبودية العصرية في بلاد العم سام والمتخلفة في السعودية

سامي بن بلعيد

2012 / 12 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


من المؤكد إن العبودية هي العبودية المقيتة أكانت من الصنف الحجري المتخلف أو بلباس جديد يحمل لمعان وبريق يجعل المرء لا يرى ما وراء ذلك وقد تكون الاولى أكثر وحشية ولكن الثانية تظل أكثر خطورة

العبودية مصدرها الاول هو الاستحواذ والسيطرة من قبل بني البشر على بعضهم البعض وزاد وقعها في عهد الاقطاع وتطورت في المرحلة الرسمالية التي ألبستها حلل زائفة كثيرة ومتنوعة تحت غطاء شعارات العدالة والحرية والديمقراطية والمساواة , وللاسف غنى لها الكثير ممن تحرر جسده ولم يتحرر عقله من قيود الثقافة المجتمعية القاهرة في مناطق ما يسمى بشعوب العالم الثالث فزادوا الطين بله وساءة الاوضاع فوق سوئها وبددوا ما كان متلاسقاً أو متناسقاً أو متقارباً من عوامل الوئام الانساني

نحن نعيش في بلاد العم سام ولا ننكر وجود حرية الكلمة في حال إن تكون فاقدة المعنى أو فاقدة القدرة على الوصول الى الهدف ما عدا ذلك فهناك محطات فحص وتدقيق تكنلوجيه تعرّض الناس للمخاطر طبقاً والتصنيف المسبق للشخص , والتصنيف لا يبعد عن الفحص الجيني الوراثي عبر الكامرات الرقمية في المطارات والاماكن الهامة وعبر البصمات الوراثية التي تعتبر واسعة الانتشار عبر التلفونات وأجهزة الانترنت , هذا جانب إضافة الى الدرجات فهناك مواطني الدرجة الاولى ويذهب العدد الى نهاية القائمة الطويلة . وبعد الدرجات يأتي نوع الجنس والدين وتلك هي الكارثة , لانك قد تكون من أصول إسلامية وحتى لو صرت مسيحياً وحاضراً في الكنيسة كل يوم أحد ووضعة لنفسك لقب بدلاً عن الاسم الاصلي لكنك لن تتغير في نظرهم

عموماً ندخل على الاهم وهو النظام الرأسمالي وقانونه الاول ( الدولار ), لهذا النظام شبكة واسعة ومترابطة أستقطبت اليها العقول النشطة وأستحوذت على التكنلوجيا مع جهاز أمني عالمي على مستوى الداخل والخارج وسيطرة على الاعلام بكل جوانبه حتى التربية والتعليم وصنعت العقلية المادية التي تميل للترف وجعلة العقول الفقيرة تتحدّث بأسماء ماركاتها وأسعارها الجميلة ووفرت العروض والمبيعات ولا تعلم إنها السبب فيما هي عليه من الفقر ويذكرنا هذا الموقف بعض المؤيدين للزعماء العرب في ظل الاحداث الثورية الربيعية التي خرج يهتف للزعيم مقابل حفنة من المال وهو لا يعلم إن الحالة المزرية التي وصل اليها ذلك المواطن تعود الى الرئيس الفاسد

الدولار وملاكه مسيطرين على الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية عبر منهج عصري رهيب إسمه بطائق الإئتمان , تلك البطائق هي التي جعلت من الناس عبيداً , جعلتهم مربوطين بدائرة رؤساء الاموال بمختلف الطرق وعلى مختلف المؤهلات حيث يصبح المرء لا يفكر بغير أبيال الدفع ولا يستطع أن يفكر باي شيئ آخر , وتلك البطائق ممكن تعطل حياة الانسان وتعقدها ولا يستطع الحصول على أي حق في حال لم يلتزم بالدفع وبالوقت المحدد مع دفع عقوبات التأخير في الدفع , وشاء الانسان أو أبى ومهما كان المبلغ المالي الذي يقيده عليه راعي الشركة لا يستطع أن يناقش ولا يجادل , لان الرأسماليين هم القانون الذي لا يعلى عليه

هناك تشابه في دول الخليج والسعودية في العمل ببطائق الإئتمان الذي يبدوا ظاهرها حلو وباطنها مرير وذلك من ضمن مخطط عام يجمع القوى الرأسمالية الكبرى مع القوى الرأسمالية الطفيلية ,

ودعونا نقف أمام قوانين عائلة آل سعود التي أرهقت المهاجرين العرب وغير العرب , تلك القوانين التي ينتمي أغلبها الى قانون الغاب وبالذات الاستعلاء والاستكبار والطرد والنفي والتعذيب في حال أراد مواطن سعودي أن يلفّق تهمة على أحد المهاجرين , والامر من ذلك نظام الكفالات المرير الذي يشبه عقود الزواج الزائفة كزواج المتعة والمسيار وغيرها من الاختراعات الوهابية التي تقيد المهاجر وتضاعف همومه وأحزانه وتجعله يعمل أجيراً تحت الاحتقار ولا يعلم متى تسحب منه حفنة المال التي يوفرها

فهنا نستطيع أن نلاحظ إن الرأسمالية المقيتة مهما أختلفة أشكالاها فغايتها واحدة وهي صناعة وتهيئة البشرية لتكون في مقام العبد الطائع ومن عصى الامر صنعوا له أعداء من موقعه وسموه بمختلف التسميات الوهمية التي تنطحن الشعوب تحت رحائها

وفي العالم العربي ومن العرب في هذا الصرح الفكري السياسي الثقافي الكبير تنطلق الافكار من العقول المقيدة بقيود الثقافة المجتمعية القاهرة التي لا يستطع رؤيتها صاحبها الذي ذهب الى الغرب فحصل جسده على الحرية وعاد الينا بجلبابها الخارجي وهو لا يعلم إن تلك القيود التي تجسد الصراع وتزرع الفتن ما زالت هي عرفه وسلوكه بغض النظر عن الشكل الخارجي أو درجة الاهلية التي يمتلكها , وقد لا أجحد إن قلت إن من استفاد وتحرر عقله من القيود لا يتجاوز العشرة في المائة فقط

فيا من لا يرى تلك القيود ؟ هل تستطيع أن تتوقف للحظة مراجعة جادة ؟ وتغير على اساس الثقافة الانسانية الجامعة ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا