الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس مجرد صراع ميادين

رفعت السعيد

2012 / 12 / 15
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان



بل هى فى البداية والنهاية حرب إرادات. والإرادات إذ تتصارع ليس القادر فيها هو الحاكم مهما تحكم، ولا الاستخدام غير الذكى للممكنات من آليات حكومية أو أموال تتدفق بغير حساب أو تهديدات لا تكتسى بالحكمة، ولا حشود خيالية تؤمر فتطيع فتحتشد بغير عقل مثلاً حول المحكمة الدستورية أعلى هامة قانونية فى مصر هاتفة بشعارات بذيئة تصم أصحابها ومن حشدهم وأمرهم ومولهم بافتقاد الإرادة الحكيمة.

وحرب الإرادات السوية يجب أن تستند إلى عدة التزامات. أولها سلمية الاختلاف، وأخلاقيات هذا الاختلاف، وهو ما يحاول طرف أن يلتزم به، وما يهدره الطرف الحاكم، ولعل المصدر لذلك هو سوء الفهم لحقيقة الخلاف فالمتأسلمون يخادعون ثم يصدقون أنفسهم أو يصدقهم أتباعهم. هم مثلاً يتصورون أنهم وحدهم يمثلون صحيح الإسلام، ومن ثم فإن من يخالفهم يخالف صحيح الدين. ويقولون إنهم يريدون دستوراً يؤكد شرعية الشريعة، وكأن الشريعة غائبة عن مجتمعنا. والفارق فقط هو أن الفهم المتأسلم للشريعة بعيد كل البعد عن الواجب الشرعى الذى يأمرنا به الإسلام.

والذى يؤكد أن فهم مضمون الشريعة ومبتغاها حمال أوجه. المتأسلمون يمسكون بتلابيب الفهم الأكثر تشدداً والأكثر بعداً عن الزمان والمكان، ناسين حتمية تجديد فهمنا للشرع. وما بالهم ينسون قول الإمام نجم الدين الطوفى «حيث تتحقق مصلحة الناس فثمة شرع الله». المشكلة إذن ليست فى الشريعة وإنما فى فهم كل طرف للموقف الشرعى الواجب النفاذ.

والمشكلة هى أنهم ينسون الحديث الشريف «يحمل هذا العلم من كل خلف عدول ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين». أما ثانى شرط فى حرب الإرادات السوية فهو الاستماع لصوت الإرادة الشعبية والالتزام بها. ولكى نوضح نعود إلى نتيجة انتخابات الرئاسة.

فبرغم كراتين الزيت والشاى والسكر وبرغم الأموال الطائلة، التى أنفقت وبرغم عفاريت المطبعة الأميرية وأقلام الحبر المتطاير، والتى يرفض النائب العام فتح ملفها، وبرغم تدخلات مرئية وغير مرئية، وتمويلات تحدث عنها الكونجرس الأمريكى «50 مليون دولار لدعم انتخاب د.مرسى» وتداولتها أخبار حول زيارات قطرية، ثم ضغوط لا يغفلها متابع عاقل، كان الفارق بين مرسى ومنافسه ثمانمائة ألف صوت.

كان ذلك يوم الانتخاب فما هو الحال الآن؟ ألم يشعر د. مرسى وجماعته بأن النادمين على التصويت لمرسى أكثر بكثير من هذه الثمانمائة ألف صوت؟

وبهذا تكون الأغلبية قد انتقلت بوضوح من ساحة جماعة الإخوان إلى ساحة قوى الشعب الرافضة لحكمهم، والأمر واضح لكل عاقل فالمناخ تغير، والناس أسرعت بالندم على اختيارهم لمرسى، وعلى ثقتهم فى الوعود الإخوانية، وكم حذرناهم من الثقة فيها حتى اكتشفوا جميعاً وإن متأخراً حقيقة الخداع الإخوانى.. ويبقى أن أدعوك يا د. مرسى أن تتأمل الصورة، أقصد الصورة الحقيقية وليس ما تصوره لك الجماعة وحلفاؤها، وإلا فإنك تقامر بكل شىء.. وسوف تتحمل أنت شخصياً كل وزر عما سيكون من انقسام وفتن، وربما جرائم بينما يتسحب الآخرون، وتترك وحدك لحساب عسير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يعدون العدة لحرب اهلية تقسم مصر علي غرار السودان
مجدي سعد ( 2012 / 12 / 15 - 15:10 )
سيدي الفاضل

منذ وقت والنذر تزداد وضوحا ويتضح اليوم بعد الاخر الهدف الحقيقي للاخوان المسلمين وتابعيهم من السلفيين

لم يأتي قول المرشد السابق بطظ في مصر من فراغ

كانت زلة لسان لانها فضحت عن غير قصد اهداف التنظيم السري

الكثير من مثقفي مصر تخوفوا منذ زمن من مقاصدهم الحقيقية

يفضل البعض ان يغمض عينيه كي لا يري بشاعة المخطط

لكن حان الوقت ان ندق ناقوس الخطر

هالني هذا الخبر الذي نشر في جريدة الاهالي بتاريخ 15 الجاري

للاسف لم يلقي الاهتمام الواجب

ان صح هذا الخبر ولا اجد سببا في تكذيبه فمخطط تنظيم الاخوان ينجلي بوضوح

المخطط هو حرب اهلية في مصر

هم علي علم بأن اعدادهم قليلة

ومؤيديهم في النتاقص السريع بعدما افاقوا من الخديعة

لذا فهم (يعدون لكم ما استطاعم من قوة) ولن يتورعوا عن استخدامها

اقرأوا ياسادة الخبر في الرابط

وخلاصته ان مرسي اتفق مع البشير ليقوم بتدريب اعضاء تنظيم الاخوان عسكريا في السودان

وكذا تهريب السلاح الي مصر من السودان وليبيا

http://www.al-ahaly.com/%D8%AA%D8%AF%D8%B1%D9%8A%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D9%88%D8%A7%D9%86-%D9%81%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8

اخر الافلام

.. منظومة الصحة في غزة الأكثر تضررا جراء إقفال المعابر ومعارك


.. حزب الله يدخل صواريخ جديدة في تصعيده مع إسرائيل




.. ما تداعيات استخدام الاحتلال الإسرائيلي الطائرات في قصف مخيم


.. عائلات جنود إسرائيليين: نحذر من وقوع أبنائنا بمصيدة موت في غ




.. أصوات من غزة| ظروف النزوح تزيد سوءا مع طول مدة الحرب وتكرر ا