الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
دهاليز عالم ثالث
محمود عبد الغفار غيضان
2012 / 12 / 15الادب والفن
1- وجبة جاهزة
ما يتبقى منَّي في صناديق قمامة الأغنياء، يظلُّ أيضًا وجبة جاهزة لكثير مِن المشردين في الأرض.
2- نقود
يدُ الفقير؛ هي اليدُ الوحيدةُ التي تعرفُ قيمتي جيدًا؛ لكنها أيضًا اليد الوحيدة التي تغمرني بالوسخ، وتضع بأصابعها القذرة بصمات التعب الخشن التي تُبهتُ ألوان جسدي الناعم.
3- قطط وكلاب
في أوروبا والدول المتقدمة يعاملوننا كحيوانات. أما في بلادكم، فيلقون بنا في الشارع مع المساكين والمتسولين!!!
4- حذاء
رجلٌ أو امرأة. شاب أو شيخ. غني أو فقير. يضعني الجميع في أقدامهم. وحده الثائر، يرفعني أعلى من هامته لعنًا لحاكم مستبد.
5- صورة فوتوغرافية
كنتُ أداة تحقق وتوثيق زمن الأبيض والأسود، الآن وفي زمن الفوتوشوب أصبحتُ أداة طمس وتزوير بامتياز.. حسبي الله ونعم الوكيل.
6- جيص
أعترف دون مكابرة أنَّ رائحتي كريهة. لكن ألستُ مِن صُنعِ بطونهم؟! ثم إنني أتلاشى في ثوانٍ معدودات، فماذا عن عطنٍ تنفثُه أفواههم ويتمدد باتساع الأرض؟! إن كنتَ لا تصدقني. اذهب إلى يوتيوب أو تويتر أو "جيص بوك" وتحقق بنفسك.
7- قُنفذ
تعلمتُ منذ الولادة أنَّ الوقاية خيرٌ من العلاج.
8- قلم
أكتبُ كل ما يُطلب مني؛ كلمات الحب، شهادة الحق، أسجل الدين والمواثيق، السباب واللعن والكذب البيِّن، كل ذلك دون أدنى اعتراض. فلماذا من أجل لوحة مفاتيح مزعجة يتخلون عني بسهولة؟!!!
9- بطريق
نظمتُ إيقاع حياتي حسب قدراتي فعشتُ بهدوء، ولهذا أفخر أني الذكر الوحيد في هذا العالم الذي لا يستخدم المنتجات الكيميائية لزيادة الفحولة.
10- آيات
كنتُ نقشَا يزين قصور الخلفاء وقاعات جلوسهم للحكم، وصرتُ كتابًا يوضع بعناية في صندوق مذهب مغلق فوق مناضد خاصة وبحرصٍ متناهٍ لا يوضع شيء يعلوني، ثم في مكاتب الروؤساء- بمساحة حيٍّ كامل من أحياء الفقيرة- لم يعد لي وجود يذكر.
11- سلة قمامة
أي ذنب اقترفت كي يكون عقابي أنْ أحمل كل قاذوراتهم للأبد؟!!!
12- أفعى
بلسعة واحدة أقتلهم. ومع ذلك يضعون صورتي فوق صيدليات الدواء، يرونها جيئة وذهابًا، دخولاً وخروجًا، دون أن يدركوا أبدًا أنَّ لكل شيء وجهًا آخر.
13- عصا
بين رجلي أطفال القرية كنتُ حمارًا أو حصانًا، وفي يد العجوز أنا وسيلة سير، وفي يد الأحمق أنا وسيلة تحطيم، فقط عندما يعلقونني على الحائط أعرف من أنا.
14- حمامة
غريب أمرهم حد الجنون. يعتبرونني رمزًا للسلام، ويقيمون المسابقات لقنصي رميًا بالرصاص!!!
15- حمار
أحملُ الجميعَ دون تأفف، وأطيعُ الأوامر دون تفكير. لكن ما يرهقني هو ذلك الراكب من البندر. لا تتوقف رجليه عن لكزي، رغم أنني لم أكفّ عن السير.
16- مقص
في يد الطبيب؛ أنا أداة للشفاء. وفي يد الخياط أنا أداة للستر، وفي حصة الرسم والتلوين أنا أداة طيبة في يد الأطفال. فلماذا صرتُ أداة للتمزيق في يد البعض؟
17- مسبحة
تركل أصابع اللص حباتي، لأنها تمرُّ هاربةً مِن سرقةٍ ما. بينما تهدهدني أصابع طيبة، تمرًّ عليَّ بردًا وسلامًا في صلاة خاصة. وأنا في يديهما.... المسبحةُ نفسها.
18- حزام
حول خصر الغني أنا حزام من جلد خاص فحسب. وحول خصر الأغنياء لي معانٍ عدة تجسدها رداءة جلدي. وحول خصر المرأة أنا بأشكال وألوان عديدة مبهجة. أما حول خصر الإرهابي... فأنا حزام ناسف!!
19- درجة سلم
من الخشب أو الأسمنت أو الجرانيت الفاخر، أكون أداة للصعود أو الهبوط، مع أنني لا أتحرك من مكاني قيد أنملة!!!
20- هامش تفسيري
كنتُ دائمًا في أسفل الصفحة، تجتازني العيون دون اهتمام خاص. فقط في حكايات غيضان الحكيم تمكنتُ أخيرًا من الاستمتاع بالوجود في المتن... "قل أعوذ برب الفلق".
محمود عبد الغفار غيضان
15 ديسمبر 2012
[email protected]
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مش هتصدق كمية الأفلام اللي عملتها لبلبة.. مش كلام على النت ص
.. مكنتش عايزة أمثل الفيلم ده.. اعرف من لبلبة
.. صُناع الفيلم الفلسطيني «شكرًا لأنك تحلم معانا» يكشفون كواليس
.. ليلى عباس مخرجة الفيلم الفلسطيني في مهرجان الجونة: صورنا قبل
.. بـ«حلق» يرمز للمقاومة.. متضامنون مع القضية الفلسطينية في مهر