الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بدل كتم أفواه المفسدين، كُتم صوت -البغدادية- !!

سعد سامي نادر

2012 / 12 / 15
ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس


بدل كتم أفواه المفسدين، كـُتم صوت "البغدادية" !!


كالعادة، بحجة :"الإخلال بقواعد ونظام البث الاعلامي وخرق النظام العام وتهديده". أغلقت الحكومة العراقية مكاتب فضائية البغدادية ومنعتها من ممارسة دورها الإعلامي في العراق.
حقيقة الأمر يتعلق بكشف البغدادية ملفات الفساد المالي. ولا غرابة ان مثل هكذا قرار تعسفي، يتعكز على نفس حجج الطوارئ: خرق النظام وتهديده! ولعله سيفتح للحكومة باباً أهوجا هي في غنى عنه وسيزيد من شدة انتقادها لتسترها على الفساد والمفسدين. وفي وقت هي في اوج ضعفها وأزماتها الخانقة. فهل حقاً الأمر يتعلق بأمن الدولة؟
البغدادية كأي وسيلة إعلام حرة - تبث من القاهرة - تبنت مؤخرا كشف ملفات الفساد " إرضاءً للشعب العراقي" حد زعمها، وكسبق صحفي يعزز موقفها. فهل تستطبع حقاً كشف الفساد ومقارعة قواه المهيمنة ؟ فالفساد هو صفة مميزة لنظامنا السياسي ولطبقته المتنفذة.؟
ربما ما تم كشفه خلال اسبوع عبر برنامج" أستوديو التاسعة " كان مهولا لدرجة أخاف الحكومة لقطع دابره..!
استغل المحاور السيد انور الحمداني بحق، فرصته وحريته (بأبشع)استغلال. فهو يحاور ساسة بغداد من القاهرة. فاستنفذ بحرية و بذكاء حرب تصريحات التسقيط السياسي، وكيل الشتائم البشعة وصرخات التخوين التي تبادلها الساسة عبر البرنامج. فبعض أسئلة الاستنطاق كانت ساذجة، لكنها كانت تليق بسذاجة وصلافة "بعض" الساسة من ضيوف البرنامج. ساسة تطوع بعضهم ان يقول ما لديه دون سؤال أو استئذان. وقدم البعض الآخر لنا وبدون أي واعز وطني أو أخلاقي، ما لديهم من فضائح و غسيل وسخ، فهم لا يملكوا سواه. طبقة سياسية بثقافة رثة غارقة بالفساد، تدافع عن فشلها ومصالحها وكتلها بتشويه الآخرين لا غير. ظاهرة صوتية بلا انجاز ولا ذمة، فقط زفرة شتائم تزبد وترعد وتتوعد شركائها المتحاصين معها في الحكم وفي صفقات الفساد.
لا جديد لديها، فكل ما كشف لا سوى صفقات مساومة على الهواء، تعودنا ان نشاهد حفلات عريها وتخوينها مع كل حملة انتخابية . صحيح انها لم تغير من معادلة قادة الكتل السياسية بشئ ، لكنها تعبر بوضوح عن سوء اختيار قادة الكتل الاسلامية لنوابها والناطقين عنها وتدني ثقافة طاقمها السياسي. فهل سنرتجى الحياء من ساسة غارقين حتى العظم بصراع مصالح مخزي مكلل بالدم والخراب.
لكسر اجنحة الفضائح، يمكن لسلطة فاسدة صياغة كم هائل من الأكاذيب والذرائع والمؤامرات لطمس حقيقة فشلها السياسي، فشل مريع فاضح تخطى المقاييس . لكن ما خلفه فسادها من شواهد خراب فاضح على الأرض، لا تغطيه حملة تشويه من شهود زور، وساسة فاسدين يملئون الفضائيات تباكيا على الوطن والشعب والدين. الفساد وصل حد الدم والعظم، فساد أصبح ظاهرة تدير الملف الأمني، ليمسي ملفَ مقايضة مع صمتنا و حياتنا. فأي تهديد للوطن تمثله الصحافة والإعلام من هذا الكم الوسخ والغبي من التصريحات !

يقينا ان البغدادية لم تتجاوز المهنية بشئ كي تغلق، ويقينا ان السبب هو تجاوز بعض الساسة المحصنين دستوريا للخلق العام، فقد خونوا علناً رئيس الوزراء، وحملوه إثم تغطية الفساد. ! وهم كالعادة قدموا أنفسهم كملائكة الحياء والنزاهة والتقوى ! فالدورة الانتخابية القادمة حرجة.! ويقال ان المرجعية الدينية قد غسلت يديها منهم! فهل تصدقون ؟؟
لنشاهد ونسمع معا بالصورة والصوت، هول ما قدمه لنا السيد عزت الشابندر عن خفايا مشهدنا السياسي الشائك (* فديو):
( هسة السستاني حرم عليهم – الاتلاف الشيعي-هذا الفوز وانتهى الموضوع..هسه مستحيل !! خاصة بعد فشل تجربة الاسلاميين لادارة المرحلة .. فالحرامي منهم والبواك منهم واليقتل منهم واليخطف منهم !!) ما زال الشابندر يغرد بالحقائق العارية :
( حزب الدعوة متخلف... عشيرة بائسة تعبانة لا عدهة لا دين ولا اخلاق.. هسة الغرب ما عندة دين بس عندة اخلاق !!)
تبجحات وشتائم مبتذلة وتسقيط وإسقاطات لا تعد ، فالشابندر لم يترك احد دون تشويه، ولم نفهم من "دون جوان" حزب الدعوة، ما قد تعلمه من "المراس الحضاري " الذي أسس به أخلاقه الحميدة في السبعينات، حد زعمه.!
كان كلام الشابندر هذا مع فضائية غير البغدادية ! فلماذا لم تغلق هي الاخرى على هذا الكفر والتهديد ؟ لقد اعتدنا على ازدواجية معايير الاسلام السياسي وطائفيته التي لا ترحم .
اننا لا نتكلم عن المخالفات الدستورية ولا عن خنق حريات النشر والاعلام والتعبير. لكن نذكر من سن هذا القرار ببديهة: في زمن ديمقراطي به انترنت وآيفون، من الخيبة والبلادة والبلاهة منع فضائية ما من العمل في هذا الفضاء الرحب. فهل البغدادية بفضحها للفساد تهدد النظام حقا لهذه الدرجة ؟ أم ان هناك تصفية حسابات صفقات فساد وشراء ذمم لم تتم بعد، لرجة استعجلت القرار فبل انكشاف مستور صفقات الفساد ؟
ايها السادة، هناك استحالة في مسك وغلق فضاء الحرية الخلاق، نطمح كلنا ان تستطيع الحكومة ذلك، وان تقدم لنا أمناً وخدمات و سياسيين شرفاء، اذكياء نزهاء يمثلون قادة الكتل بشرف على اقل تقدير ! هذا ، أو تصموا أفواه ممثليكم والناطقين عنكم، أو امنعوا الفساد وحاكموا المفسدين !؟ لعل هكذا قرار خطير !! يحتاج الى إرادة سياسية وطنية!!غير متوفرة حاليا ! يا للخيبة !

(*) فديو – فضيحة عزت الشابندر

http://www.youtube.com/watch?v=59PMFQKLlN0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خطأ في عنوان المحور والملف
سعد سامي نادر ( 2012 / 12 / 16 - 13:23 )
للتنويه عن خطأ: اختير محور مواضيع وابحاث سياسية وظهر نتيجة خطا الكتروني ملف المتاجرة بالجنس

اخر الافلام

.. قيادي بحماس: لن نقبل بهدنة لا تحقق هذا المطلب


.. انتهاء جولة المفاوضات في القاهرة السبت من دون تقدم




.. مظاهرة في جامعة تورنتو الكندية تطالب بوقف حرب غزة ودعما للطل


.. فيضانات مدمرة اجتاحت جنوبي البرازيل وخلفت عشرات القتلى




.. إدارة بايدن وإيران.. استمرار التساهل وتقديم التنازلات | #غرف