الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتاب مفهوم الارهاب في القانون الدولي (4 )

ثامر ابراهيم الجهماني

2012 / 12 / 15
دراسات وابحاث قانونية


الحلقة ..(( 4))
إن كلمة الرهبة (TERREUR) اصبحت وسيلة حكم يقوم على الترهيب . لذلك قدّم ( روبسيبير ROBESPIERRE) عام 1793 تقريراً عن مبادئ الحكومة الثورية ، فقال : (( ليس علينا أن نزرع الرهبة في قلوب المواطنين والتعساء ، بل في مخابئ المجرمين الغرباء ، حيث يتقاسمون الأشلاء ، وحيث يشربون دماء الشعب الفرنسي )) .
ويؤكد "جان توشار " بأن روبسيبير الذي لايفسَد يتجلى بتقديس الفضيلة ، فلا سياسة بدون أخلاق ، ولاتمييز بين الأخلاق العامة والأخلاق الخاصة ، والأخلاق العامة هي التي تفتح الفضائل الخاصة . من هنا ذلك المزيج من المثالية والإرهاب : حيث أن الإرهاب يصدر عن الفضيلة .
يتضح إذن أن الرهبة (TERREUR) قد تجاوزت في هذه المرحلة حدود كونها ردة فعل تلقائية تقوم بها الجماهير بدافع من الحماس الوطني المتزمت ، وأصبحت وسيلة حكم يقوم على الترهيب ، والذي انتهى بسقوط ( روبسيبير ) الذي حوكم وأعدم في ساحة الثورة باعتباره إرهابيا ً ، فكان أول استعمال للمصطلح في اللغة الفرنسية .
لكن في بداية القرن التاسع عشر تبدل مفهوم الإرهاب على أيدي الفوضويين الذين كانوا يرفضون جميع اشكال السلطة ، أشخاصاً ومؤسسات ، ويتضح ذلك من برنامج المنظمة الإرهابية العدمية التي أطلقت على نفسها ( إدارة الشعب ) حيث يمكننا الاطلاع على دور الإرهاب في عملها السياسي : > .إلا أن المفهوم قد تطور بفعل تطور المجتمع الدولي ، حيث اشارت إلى ذلك الكثير من الوثائق الرسمية ذات الصفة الدولية أو الإقليمية .
وبعد إنتصار الثورة الاشتراكية 17 تشرين الأول - أكتوبر 1917 ، اطلقت الراسمالية على الثورة الفتية ( صفة الإرهاب ) ، في حين كانت الرأسمالية – والحاكمة للدول الغربية – تنكل بالقوى العاملة ، وتزيد من اضطهاد ةإحكام سيطرتها عليها ، مستخدمة التطور التكنولوجي ، ووسائل القمع الحديثة ، واصفة اي تحرك جماهيري بالإرهاب . فظهر ما يسمى هناك ( بالإرهاب الأبيض Wihte terror-La Terrreur Blanche) حسب الدكتور عبد الوهاب الكيالي ، الذي مردّه بالأصل إلى مرحلتين من تاريخ فرنسا الحديث "الأولى في عام 1795 ، وفي بعض مناطق جنوب فرنسا ، عندما لاحقت جماعات من أنصار الملكية ( اليعقوبيين ) فقتلت بعضهم رداً على إرهاب الأخيرين ( الأحمر ) الذي اتبعوه في السنوات السابقة . والثانية في أواخر 1815 عندما اتخذ شكل ردة الفعل الملكية على حكم المائة يوم . ويتابع الكيالي قائلا : " فقامت من جهة حركات شعبية عفوية بسجن وتعذيب وحتى قتل بعض أنصار الإمبراطور مثل الماريشال ( برون ) والجنرال ( راميل ) في جنوب فرنسا ، ونفذت الحكومة من جهة اخرى ، عقوبات بحق اشخاص اعتبروا مسؤولين لمساعد تهم نابليون كالماريشال ( ني ) الذي أعدم في 7 كانون الأول - ديسمبر 1815 " .
يتبع ...-.....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العربية ويكند | الأمم المتحدة تنشر نصائح للحماية من المتحرشي


.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو




.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع


.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة




.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون