الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مرساليزم الجزء الثالث بقلم : محمد خطاب

محمد خطاب

2012 / 12 / 16
مواضيع وابحاث سياسية



أنت لا تصنع ثورة كل يوم
لا قدرة لشعب علي أن يظل ثائرا أبد الدهر
الحياة لا تستقر مع التناحر
أشعر بالميل للفلسفة قليلا لأفهم واقع مأسوي ؛ واقعنا المصري . تأتي المأساة من جدلية الواقع السياسي و انهيار عقد اجتماعي ظل مكتوبا بين أبناء الشعب منذ نشأت الحياة علي شريط النيل وتوحدت مصر علي يد مينا ، عقد اجتماعي مبني علي مودة وحب وترابط بين الأسرة المصرية مرورا بالشارع والحي والقرية والمدينة إلي المحافظة ونهاية بالدولة الأم ، مزقت السياسة وقرار خاطئ رابط المودة ، و أذاب الاستقطاب الأيدلوجي أواصر القربى ، وتناحر أبناء البلد الواحد وسط حالة من الإقصاء السمج بين معسكرين معسكر المعارضة بقماشته العريضة التي تضم ليبرالي و علماني و وصفي و إسلامي و قضاة و صحفيين و الفنانين و الكثير من المثقفين . المعسكر الآخر يضم التيار الإسلام السياسي ؛ سلفي و إخوان يساندهم مشايخ لهم حضور قوي في الشارع و جماهيرية عريضة يستطيعون التأثير و الاستقطاب بشكل كبير ، والحقيقة أن كثير من الدعة خسرناهم كدعاة و لم نربحهم كساسة .
و اعتمدت إستراتيجية المعارضة علي التخويف من المشروع الاخواني و السيطرة علي الدولة لصالح المرشد ، بجانب التركيز علي الرعب من سيطرة التيار السلفي و الذي شوهه أفعال أبو إسماعيل و دعاة منفرين .
أما إستراتيجية الموالاة فقد اعتمدت علي تخويف الناس علي الإسلام وإظهار المعارضين علي أنهم أعداء للمشروع الإسلامي و العمالة للخارج ، بجانب الممارسات الأخلاقية مثل شرب الخمور و أكل الجينة النستو !
و عامل الاستقرار والتركيز عليه بشكل متكرر .
النتيجة أن مصر خاسرة و لن تقوم لها قائمة ما استمر التناحر والصناديق ليست حلا بل قد تعمق المشكلة حال استقوي بها احد الفصيلين واعتقد أنها صكا علي بياض ليوجه الدولة حيثما يريد .
لقد تمادي كلا المعسكرين في تشويه الآخر و توريط الشارع في الملاسنة و معارك لا طائل من ورائها .
برز في الأزمة شيئا مهما هو افتقاد مصر للفكر السياسي الايجابي الذي يخطو بالأمة من كبوتها ، و القدرة علي إدارة الأزمات و التعامل مع الآخر وقبوله ، وافتقاد الثقة بين كل الأطراف .
وقعت الدولة في السيناريو اللبناني و هو سيناريو كارثي لأنه يستخدم الشعب البسيط وقودا لمراهقة الساسة و أطماعهم وصراعهم علي السلطة .
في الوقت الذي لا نشعر بوجود الرئيس و لا مستشاريه و لا نوابه ، بل من يملأ الساحة صراخا و عويلا و تصريحا هم أنصار الرئيس سواء سلفي أو إخواني ، فلا نجد دورا لمجلس الوزراء و لا أي جهة سيادية في الحل و كأن الدولة رئيس و أنصاره في مقابل معارضة وأنصارها !!
ولا ول مرة في مصر تحاصر الجوامع وتحرق المقرات الحزبية و يسقط مواطن مصر علي يد أخيه دون أن يدري لماذا ؟ و لأول مرة رئيس لا يري الحق سوي في جانب و لا يلوم سوي من عارضوه و لا يهتم بمليشيا أبو إسماعيل و عربدتها في الشارع و كأنه عصا الرئيس لتأديب المعارضين .
الدولة تنهار وحلم العدالة الاجتماعية لا وجود له في ذهن الرئيس و أنصاره و تبني سياسة الحزب الوطني في الكوبونات كحل ورفع أسعار الخدمات والضرائب لا ينبي عن دولة رفاهية ، بل ستسمر معاناة الفقراء و سيظهر أثرياء جدد من أنصار السلطة الجديدة .
لا يمكن لبلد تنهار اقتصاديا أن تستمر في تناحرها للأبد و لا لفصيل واحد أن يضع تصوراته وسيناريو الخروج للازمة ، وعلي الجميع أن يجلس للحل و تغليب مصلحة الدولة ومراعاة ضميرهم في التعامل مع شعب بسيط كل ذنبه أنه أزاح نظام متوحش ونسي أن يزيح كل المنتفعين و المتسلقين .
قليلا من التأمل كثيرا من التدبر و العمل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة إسقاط مسيرة إسرائيلية بعد استهدافها في أجواء جنوبي لبنا


.. كيف ستتعامل أمريكا مع إسرائيل حال رفضها مقترح وقف إطلاق النا




.. الشرطة تجر داعمات فلسطين من شعرهن وملابسهن باحتجاجات في ا?مر


.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا




.. مظاهرات في أكثر من 20 مدينة بريطانية تطالب بوقف الحرب الإسرا