الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا تاخر اندلاع الثورة السودانية ؟

احمد داؤود

2012 / 12 / 16
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


في الوقت الذي تنتفض فيه الشعوب في وجه انظمة القهر والاستبداد ،يرضخ الشعب السوداني تحت نير الظلم والاستبداد،وبينما تقف قطاعات قليلة من الشعب السوداني في وجه حكومة المؤتمر الوطني ،وتسعي الي اسقاطها بكافة الاشكال ،تستسلم قطاعات اخري للامر الواقع ،وتنظر بعين الريبة والشك والخوف لتلك القطاعات ،بل وتعتبرها _جماعات متفلتة ومارقة .
وعلي الرغم من ذهاب المراقبين للقول الي امكانية اندلاع الثورة السودانية الا ان الاوضاع علي ارض الواقع توكد خلاف ذلك ،الامر الذي يقودنا للسؤال لماذا تاخر اندلاع الثورة السودانية .
اولا: الفشل في توظيف حالة الغضب والاحتقان الجماعي: حيث تشير كافة الدلائل الي وجود حالة غضب واحتقان اجتماعي ،بجانب اكتمال مقومات الثورة _فالحرب مازالت مستمرة في بعض اجزاء الوطن الشرقية والغربية ،وهنالك انحدار ملحوظ في الحريات ، وانخفاض ملحوظ في مستوي المعيشة وانهيار كبير للاقتصاد، وانتشار للفساد والظلم الاجتماعي .بيد ان الازمة الكبري ان الصفوة السودانية المناهضة لسياسات النظام الحاكم فشلت في توظيف تلك الاشياء وترجتمها علي ارض الواقع ،ويرجع ذلك الي عوامل خارجية تتمثل في الاستخدام المفرط للعنف في مواجهة المتظاهرين العزل
،وعوامل اخري ذاتية تتمثل في غياب القيادة الراشدة وسوء التخطيط والتنظيم.
ثانيا:انعدام ثقافة المطالبة بالحقوق:
يعتقد الكثير من السودانين بان الدولة غير ملزمة بتوفير احتياجاتهم الاساسية ،واذا ما وفرتها فانهم يعتبرونها "منحة" وليست حق من حقوقهم التي كفلها القانون والدستور ،ولذلك حينما تقطع عنهم المياه او تصادر منهم الحريات ،فانهم لايجهدون ذواتهم في المطالبة بها ،بل يزعنون للامر الواقع ،ويبحثون عن مصادر اخري لتوفير تلك الاشياء حتي لو كان بالاعتداء علي الاضعف منهم.
ثالثا:الاحباط واللامبالاة:
اصابت قطاعات كبيرة من الشعب السوداني موجة من الاحباط واللامبالاة ،فبينما كانوا يتصفون حتي لوقت قريب من تاريخهم بالامل والتفاعل ،اصبحوا الان وبسبب فشل قادتهم في استغلال الاوضاع الراهنة، اصبحوا محبطين ولامبالين ،بل انهم يعتقدون بان تلك القادة لا تريد الا مصلحتها وليست مصلحة الوطن.وما ان تندلع تظاهرة احتجاجية حتي تجد (المتفرجين) اكثر من المتظاهرين ،فان تظاهر علي سبيل المثال مائة شخص ،تعادل نسبة المشاهدين ضعفهم مرتان.
رابعا:الايمان بفكرة عدم وجود بديل للنظام الحكم:
تمكنت اجهزة النظام الاعلامية والامنية في غرس فكرة عدم وجود بديل لهم في مخيلة الكثير من قطاعات الشعب السوداني ،حيث تتمسك تلك القطاعات بصحة تلك الفكرة .دون ان يحاكموها عقليا ويثبتوا عدم صحتها.
خامسا: الاعتقاد بعدم جدوي النضال السلمي :
ادي رضوخ الحكومة المركزية لمطالب الحركات المسلحة وتجاهل مطالب المدنيين ومواجهتم بالعنف الي تنامي فكرة عدم جدوي النضال السلمي ،حيث يذهب الكثير من السودانين بانه لايمكن مواجهة هذا النظام الا بامتلاك القوة الكافية ،وغالبا مايعنون بذلك القوة المادية.
سادسا:غياب الارادة وضعف الانتماء الوطني بجانب انتشار القبلية والجهوية.
................................................








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ