الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين مصر والعراق تظاهر وصمت

كريم محمد السيد

2012 / 12 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


بين مِصر والعِراق تظاهُرٌ وصمت
هذه الايام يسودُ المشهد العراقي مُقارنه دقيقة بين التظاهرات والاعتصامات التي تشهدها مصر والصمت المطبق الذي يسود الواقع العراقي وخصوصا بعد تعالي اصوات التناحر في العراق وبروز ملفات خطره بدأت ملامحها بسقوط شخصيات مهمه واحدا تلو الاخر, سواء في داخل العراق ام في خارجه, وتحشيدات عسكريه وتخبطات سياسيه ومناوشات وتبادل تهم واوصاف في الاعلام على مرأى ومسمع الجماهير التي تراقبهم وتراقب مصر بحد سواء.
ارى ذلك جليا سواء بصوره علنيه ام على شكل قراءة ما بين السطور وهي مقارنه مشروعه وطبيعية جدا في ضل التقارب التاريخي بين مصر والعراق على جميع المشاهد والأصعدة ومنها السياسية, فلطالما استلهم المصريون من العراقيين والعكس وخصوصا ايام كانت الخطابات القومية هي الخطابات السائدة ولعل بعض المواقف كانت نسخه اصليه عن مثيلتها في الدولة الاخرى, وهو وضع طبيعي لبلدان لها مشتركات تأريخيه وحضارية ترتبط بعضها ببعض كما في اوروبا ايام ثوراتها التي اسفرت عن وحده مشتركات أوروبية نراها اليوم بوضوح.
وبرغم تلك المشتركات وذلك التشابه بين البلدين هناك ثمة فوارق, فالعراق ينتخب ممثليه بإيحاء الانتماء العرقي والديني وكذلك تفعل مصر. تنتفض مصر على ارادتها بعد الإفاقة واليقظة فيما يلتزم العراقيون بخيارهم الانتخابي الى الان, هذه هي المفارقة, اين السبب يا ترى؟
الجواب ليس بنوعية الفرد كما يعزوه البعض في اشاره لأضعاف ثورية الفرد العراقي امام الشباب المصري الذي لا يكل عن الازدحام في ميدان التحرير, العراقيون لم يتخاذلوا عبثا واعتباطا انما وكما اشرنا في متن السؤال هو الالتزام بالرؤية التي لأجلها الناخب ادلى بصوته, كما لا يمكنه ان يبتعد عن التفريق بين المعايير السياسية والاجتماعية والدينية وغيرها فهناك فارق متمثل بطبيعة النظام السياسي فالنظام المصري نظام رئاسي بموجبه تسند السلطة لحزب او جهة من الممكن ان يتحدد مكمن خلل عملها ومن ثم امكانية تصحيحه واستبدال شخوصه فيما لو اخفقت بتحقيق مطالب الجماهر, فيما نظام العراق برلماني يمثل كل الاطياف والالوان سواءا في البرلمان ام في الحكومة بل وحتى في الدرجات الخاصة لأصغر وظيفة ادارية!, وهذا هو مسمى الشراكة التي لا تسوغ للجماهر من الخروج والتظاهر بحكم ان لها من يمثلها في الدولة وهي ترى ان خلله يتيح للآخر فرصه للتشهير به وهو الواقع لاكما في مصر حيث اصبح الجو السائد في الحكومة المصرية مرسيا اخوانيا والتي اثارت كل تلك الضجه, وهناك ثمة سبب اخر اجده اقوى من الاول وهو ان الجماهر العراقية ترتبط ارتباطا وثيقا وروحيا بقيادات متنوعه متمثلة بالمرجعيات الدينية والسياسية والعشائرية والتي تملك زمام الجماهير (نوعا ما) وهذا ما لاحظناه في اجهاض الدعوة للتظاهر التي اطلقت في 25 شباط بالتزامن مع ثورات الربيع العربي بعد ان اعلنت بعض تلك القيادات عدم معرفة توجه تلك المظاهرات ونوايا القائمين بها وبالتالي لم توفق لعمل تظاهر شعبي واسع كما في يحدث مصر هذه الايام.
وهذه ليست كل الاسباب انما هي الاقوى ففي العراق يستمر التذمر من خلافات السياسيين فيما تستمر التظاهرات والاعتصامات الشعبية في مصر, وكل يعمل على طريقته والتشابه الوحيد هو عدم الاستقرار السياسي والامني وغياب تحقيق مطالب الجماهير, فعلى السياسيين العراقيين ان ينتبهوا جيدا لما يجري في الخارج وكيف يتم مقارنته في الداخل, وان يعملوا على الحد من خلافاتهم تلك والكشف عن المتورطين بسرقة العراقيين وقتلهم اما ان يبقوا بتهديد بعضهم البعض على حساب سكوت الشعب الذي بدأت اخبار مصر تهمه وتقلقه وتجعله يطرح التساؤلات عن سبب صمته, هذه الاجواء حتما ستبرز (بو عزيزي) ولكن سيكون عراقيا هذه المره,








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كأس الاتحاد الإفريقي - -أزمة القمصان-.. -الفاف- يتقدم بشكوى


.. نيكاراغوا تحاكم ألمانيا على خلفية تزويد إسرائيل بأسلحة استخد




.. سيارة -تيسلا- الكهربائية تحصل على ضوء أخضر في الصين


.. بمشاركة دولية.. انطلاق مهرجان ياسمين الحمامات في تونس • فران




.. زيلينسكي يدعو الغرب إلى تسريع إمدادات أوكرانيا بالأسلحة لصد