الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا قال المصريون نعم للدستور الاخوانى ؟

حسام الحداد

2012 / 12 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


سؤال محير فى الاجابة عليه فرغم سهولة السؤال الا ان الاجابة عليه تحتاج بعض من الوقت للتفكير والتحليل والخروج بالاجابة وبداية نحاول عرض جزء من المقترحات للاجابة :
1- استغلال الاخوان والسلفيين المنابر فى الدعوة لقبول الدستور
وتبدوا هذه الحجة غير منطقية لاشياء منها ان نفس هذه المساجد كانت ملكا لهم ايام مبارك ولم يحصلوا على هذه النسب او لم يستطيعوا تحريك الشارع ضد مبارك كما يفعلون الان هذا انه لو كان هذا حقيقى فى التأثير على الشارع يكون هناك قصور من بقية التيارات فى اليات الدعاية لافكارهم ومواقفه السياسية ناهيك عن تفتت هذه التيارات لاختلاف مشاربها وايديولوجياتها السياسية
فقد انشغلت جبهة الانقاذ فى حشد المليونيات لرفض الدستور فى وقت ما كان التيار المتاسلم يناقش الناس فى المسودة ويقرب لهم وجهات النظر التى تتوافق معهم مما ادى فى نهاية الامر الى بلبلة الشارع وانصراف جزء ليس بالقليل لتاييد الدستور، هذا نفسه ما حدث فى الانتخابات البرلمانية فانشغلت القوى التقدمية والليبرالية باحداث العنف فى محمد محمود الاولى وتركوا الشارع لاحزاب التاسلم السياسى
2- نسبة الجهل والامية الكبيرة الموجودة فى الشارع المصرى واستغلال التيارات المتاسلمة له فى تشكيل وعى زائف للجماهير .
واذا استندنا لهذه الاجابة نلحظ التقصير المروع لمنظمات المجتمع المدنى والاحزاب المصرية قبل وبعد الثورة هذا التقصير الذى يصل الى حد الجريمة فى حق هذا الشعب فلم تقوم منظمات المجتمع المدنى العاملة فى الحقل التوعوى والثقافى بدورها وكانت معظم مشاريعها على السطح فى المدن وفى الغرف المكيفة او المغلقة دون الانتباه الى الغالبية العظمى من الشعب الذين يعانون نقصا فعليا فى كل شيئ ناهيك عن انعدام الوعى الثقافى والسياسى من باب الاصل.
كذلك فان الاحزاب السياسية تمارس السياسة من خلال مقراتها وتحدد البرامج التدريبية لاعضائها فقط دون الاهتمام برجل الشارع العادى وكذلك عدم وضوح الية محددة داخل هذه الاحزاب للعمل فى ارض الواقع ومجابهة تيار التاسلم فالاحزاب دائما متاخرة عن رد فعل الشارع فهى دوما تنتظر ردالفعل هذا ما يؤخرها كثيرا عن اتخاذ المبادرة الفعلية لمواجهة التيار المتاسلم
3- استغلال فقر الجماهير والدفع بالرشاوى الانتخابية لكسب تاييد الشارع
لا احد ينكر ان هناك استخدام للرشاوى الانتخابية ولكنها ليست بالكثافة التى كانت عليها ايام الحزب الوطنى والتى كان يستخدمها الجميع حزب وطنى ومعارضة مما كرس لدى الناخب ان صوته له مقابل مادى ايا كان هذا المقابل فهو لا يخرج من بيته ويذهب الى الصندوق دون مقابل وبدأت تتلاشى هذه الفكرة من انتخابات الرئاسة تقريبا فلا نعتمدعليها كثيرا
4- دورالاعلام المرئى والمقروء
لقد لعب الاعلام المرئى والمقروء دورا لا يستهان به فى عملية الاستفتاء على الدستور لدرجة ابعدت بعض من هم رافضين للدستور عن التصويت بالرفض وتحولهم الى التصويت بنعم لكثرة البرامج التى تهاجم مرسى وجماعته بشيئ من عدم الموضوعية وعدمايضاح اوجه الخلاف الحقيقى حول الدستور فلا يوجد برنامحواحد اخذ على عاتقه تبسيط مواد الدستور للمشاهد العادى وايضاح الاختلافات بشكل مبسط فكان معظم الذين تم استضافتهم اساتذة جامعة وحقوقيون وكانت لغة الخطاب اكادمية الى حد ليس بالقليل والتى تستعصى على فهم الانسان البسيط، بينما فى المقابل كان يستخدم التيار المتأسلم لغة الشارع والحياة اليومية بجانب استخدامه لغة الدين والجنة والنار مما ادى الى تعاطف الكثيرين معه
هذا بجانب عدم استخدام احتجاب الصحف استخداما جيدا من القوى السياسية واعتبار هذا الاحتجاب مجرد موقف من بعض الصحف للتعبير عن اعتراضها على مسودة الدستور خصوصا المواد التى تمس حريات الصحفيين، كذلك عدم الالتفاف خول القضاه فى اضرابهم ورفضهم الاشراف على الدستور بالقدر الذى يصل بموقف القضاه الى كل فردفى المجتمع ويسانده وهذا اكبر دليل على ان النخب نعمل فى جزر منعزلة بل الاكثر من ذلك ماوصل للشارع السياسى بان كل فصيل يعمل لصالحه فقط مما ادى الى احجام اعداد كثيرة للنزول والادلاء باصواتها
5- الامكانيات المادية
من اهم النقاط التى تحرك اى عمل اما ان تتقدم به للامام واما ان تعمل على انهائه فقلة الموارد المالية كان سببا جوهريا على ما اعتقد فى عدم الوصول لقطاع كبير من الجماهير وتوعيتهم بالدستور ومساعدتهم على اتخاذ موقف فالتيار المتأسلم لديه الكثير من الكوادر البشرية المنظمة والتى تتحرك وسط الجماهير ولديها علاقات طبيعية مع الجماهير فى كل حارة وكل شارع مما لا يجعلها تنفق الكثير من الموارد المالية لجذب الجماهير لموقف تتبناه على خلاف التيار المدنى كما يحب البعض تسمية
التيار المعارض للمتاسلمين فاليسار والليبراليين يجيدون اللعب داخل الغرف كما قلنا من قبل ولا يجيدون التحرك وسط الناس وجذبهم هذا ما جعل كوادرهم منعزلة الى حد ليس بالقليل عن الجماهير وهذا ما يجعل عمليات التواصل الجماهيرى اكثر تكلفة لهذه التيارات مما يصعب الامر عليها ويؤدى الى اقتصار التلاقى مع الجماهير فى مؤتمرات عامة غير متلاحقة بسبب التكلفة الباهظة لها فيقتصر دور هذه التيارات على برامج التوك شو او الكتابة فى الصحف وبالتالى لم يتعرف عليهم ولا على ارائهم القطاع الاهم من الشعب المصرى والذى يستفيد منه جيدا التيار المتاسلم لان هذا القطاع الاكثر فقرا فلا يشترى الصحف ولا يشاهد برامج التوك شو لانها بالنسبة له مضيعة للمال والوقت .
هذه بعض النقاط المحورية والتى نرى انها السبب الحقيقى للتصويت بنعم لمسودة الدستور فهل نستطيع ان نلطقت انفاسنا ونقوم بمراجعة انفسنا والاستعداد للمعارك القادمة مع هذا التيار المتاسلم ام نركن الى نفس الاليات فى الخطاب والممارسة ونتكبد المزيد من الخسائر اما هذا التيار ؟

حسام الحداد

16/12/2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أجوبة أخرى
عبد الله اغونان ( 2012 / 12 / 16 - 21:56 )
كان منتظرا ان يقول أغلب المصريين نعم للدستور الوطني الذي شاركت كل الأطياف في اعداده
وهناك اسباب أخرى بغض النظر عن مناقشة ما اعتمدته
ان تاريخ الاخوان والاسلاميين اكتسب من الشعب المصداقية في الاهتمام بالشعب وخدمته
والبعد عن النظام واعلامه الكاذب والمضلل
اعتمادهم على هوية الشعب الدين واللغة ومعاداة الامبريالية والصهيونية والتطبيع
السلوك الاخلاقي والزهد والبعد عن الفساد والاستبداد
لذلك اختاروهم ليس في مصر وحدها بل في جل الدول عربية واسلامية وان لم يكونوا في الحكم بسبب الاستبداد فهم المعارضة القوية اذ كان الاخوان مثلا اكبر معارضة شعبية منظمة وبرلمانية في عهد مبارك الى ان منعهم في اخر انتخاباته التي احتكر فيها كل السلطات والاعلام
الاسلاميون والاخوان اختارهم الشعب فيجب أن يسيروا البلد وعلى خصومهم السياسيين ان يمارسوا دورهم كمعارضة نزيهة والا يدفعوا الأمر الى حرب تأتي على الأخضر واليابس
حفظ الله مصر وكل بلاد العرب والمسلمين


2 - شكر
حسام الحداد ( 2012 / 12 / 16 - 23:24 )
اشكرك سيدى الفاضلعلى عناء القراءة والتعليق متمنيا دوام التواصل لنلتقى على نقطة انطلاق محورية توصلنا الى بر الامان

اخر الافلام

.. تحدي اللهجة السودانية والسعودية مع اوسا وفهد سال ??????????


.. جديد.. رغدة تتحدث عن علاقتها برضا الوهابي ????




.. الصفدي: لن نكون ساحة للصراع بين إيران وإسرائيل.. لماذا الإصر


.. فرصة أخيرة قبل اجتياح رفح.. إسرائيل تبلغ مصر حول صفقة مع حما




.. لبنان..سباق بين التهدئة والتصعيد ووزير الخارجية الفرنسي يبحث