الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النواياهي من تحرك الأفكاروليست الحقيقة

حسين ناصر الحسين الغامدي

2012 / 12 / 16
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


-عن طريق الخداع-

هذا عنوان كتاب صدر في أول التسعينات للمؤلف أوسترفسكي ،وهو يتحدث عن القيادة و الإدارة والتحكم عن طريق الخداع وفخاخ التحكم السري للموساد،،يتعجب القارئ من الحقائق التي كتبها هذا الضابط عن أساليب المكر والخداع التي توحي أن هذا الجهاز جهاز خارق كالقوى الخفية في الكون أو أنها تتعامل بالعالم السفلي كمايسمى ،والحقيقة أنها تتعامل مع المعلومةوالأشخاص بالفررز والتحليل والإقتناص . يقول استروفسكي: "لقد كنا نخدع أي أحد أي أحد حتى نحن نخادع بعضنا البعض كعملاء وضباط الدنيا أصبحت بالنسبة لنا شراك فآثرنا الإستسلام في التعاملات اليومية لقليل من الإعتيادية ماجعل بعضنا يدخل منها على بعضنا مرة أخرى ،لم نعد نثق في شيئ فكل شيئ عن طريق الخداع"

-أغلب ما يصارع الإنسان عليه في حياته مع الآخرين هوالعالم المجهول وهو بأن لا يخدع من كائن شهير بالذكاء والتربص(الإنسان السياسي) يتمثل ذلك بالوعود والوهم والإنهاك والسيطرةسواء كان الأمر في الماديات الملموسة أو في التجريديات المحلقة والأخلاقيات،وحتى الروحانيات الغامضة الناس يخافون هذه الكائنات البشرية السُلطية الذين سماهم بعض الفلاسفة" آلهة قاسية الرغبة آلهة تشعر بمتعة الإستبداد "
هذه ليست تعويذة للإيمان بالميتافيزيقيا والماورائيات والخرافات ولكنها مقاربة قد تفضي الى فرضية أن النواياهي من يحرك الأفكاروليس الحق. ثم علاقة هذابمجتمع الثورات العربية ونخب الساسةالمنتمين والمتحزبين ورجال الدين ورجال الأعمال والرؤساء هذه النخب في شعور الفردالعادي مرتبطة بالخداع وبمساومته على حاجاته وخوفه ومايتوقعه، فماعدا هذه الفئات النافذة فإن محدودي الدخل والبسطاء (المنُصَرِفون)يقولون أنه سيظل كل شيئ منحاز مع الأقوياءواشباههم كالعادة!!أما في الدول الشمولية فهم متأكدون أنهم مخدعون بالوراثة وأنهم ضمن ممتلكات أصبحت تصنف كعقار له حدود دولية....


-العرب الثائرين والعرب الخائفين-

المشهد السياسي العام الذي يمثل جذوته اليوم العرب الثائرين،،والعرب الخائفين فهناك عسف وحراك سياسي تعدى الحدود الثقافية والمبادئ والهويات ليصل إلى مرحلة اللا عودة (إما ان نكون أو لا نكون )فيما يسمى أكاديمياً سياق "التغيير الأنتشاري " (إنتقال الأفكار والمركبات الحضارية) "والتغيير الحتمي التاريخي " أصبح أكثر وضوحا من قياسات وظنون الفئتين وغدا أمر ملتصق بالواقع كما هو ملتصق بالذاكرة الثقافية ، المشهد العربي كان غير قابل لغير هذه الصورة فلم تكن الأنظمة قادرةو لا أدواتها على الإصلاح الحقيقي الصادق المتكامل ولا مجال لرؤية تنموية ولا مستقبلية من قيادات مستبدة حلمها أن تضمن توريث سهلاً لأحد الأقرباءالأقوياء ولذلك نتيجة متوقعةكيوم شتوي غائم وهي تنحي أو حرب تنحي بعد أحتجاجات واعتصامات .

أن التفكير في المشاركة السياسية عادة ما يتصدر في البداية له الطبقات المتوسطة المثقفةوتَندفع إليه الفئة الفقيرة والمسحوقة والمهمشه وتعارضة الطبقة البرجوازية "بالمعنى الإشتراكي" لقدحَفّزت الاستخفافات بالحقوق من قبل الحكومات العربية الشباب لقمة الهرم في (السياسةوالصراع) ،،بالإحتجاج ثم الثورات الشعبية السلمية والتي أظهرت للناس ماوراء الكلمات المخادعة كما سمـاه هـربرت ماركـيوز " التسامح القمعي" أي أننا نصمت عنكم متى ما أردنا ونضع الهامش ونسحبه متى ما أردنا وبيد نمسح ويد تبطش ويد تعفوا ويدتقسوا .

-في الخليج لا يخافون الإخوان بل الشعوب -

ظل الإخوان وما بعد الإخوان في العقدين الأخيرين يُسوقون أنفسهم عالمياً ومحلياً متماهين مع السياسات العامة للنظام الدولي متحولين من الدعوة الى السياسة ومن التكوين إلى الإنتشار وظلوا ينادون لإشراكهم في السياسة والسيادةفي دولهم متقبلين اللعبة الديموقراطيةفي الهوامش المتاحة وفي عرض للإسلام المنفتح الذي يرضى به العالم وكان ندائهم الدائم أتركوا لنا فرصة نجرب المشاركة الحقيقية ثم احكموا علينا .
لقدكانت النتيجة بعد ثورات الشباب العربي خصوصاً في أهمها وهي مصرأن وصل الإخوان الفصيل السياسي المكافح والمزعج لكل الأطراف إلى سُدة الحكم والبرلمان وروح الدستور. ولعل سبب الكراهية الشديدة أن الإخوان يجيدون مناكفة الجميع على المراكز والمزايدة عليهم في الأيدلوجياوالمنطلقات والمباديءوالعمليات والإحتواء فهم يستحقون بجدارة هذه العداوة المتعددة والمتناقضة.
و مما جعل حظوظ الإخوان بمصرفي الصعودأوفر من غيرهم صبرهم الإحترافي التاريخي إذ أن الناس يميلون عند تنافس ضعيف وقوي الى كفة الضعيف الذي يريد الإنتصارمن ظلم وقع به ،الإخوان أسسوا لأنفسهم الشجن الإسلامي تجاه الطغاة أو الجهلة !!فهم دائماً مظلومون ومتآمر عليهم وغرباء الإسلام ورايته التي إليها الفيئة والنصح والحق،وسبب آخر أنهم يمتهنون –السياسةويتجملون بالدين- ويعلمون أن السياسة فعل مقارب يخضع للواقع ويتلون بالمحيط حوله فضًلا عن تنظيمهم القوي والمتماسك فيمكن أن يقال عنهم أنهم معارضة متمرسة وصلبة .

ومما لاشك فيه أن لدى الإخوان تطرف في عقائدهم الحزبية يعرفها من تعمق في بنية الفكرالإخواني أواحتك معهم في لممارسة، فالإخوان يرون الأمور من خلال فلتر الجماعةالضيق ويمارسون لذلك عملية التجنيد المباشر والمتعاطف والمساند بالإحتواء إذ أن العلاقات لديهم محسومة سلفاً إلى نقط تجميع ورصيد ينضاف للجماعة عبر التراكم فلا تتم لديهم أي علاقة إنسانية أو غيرها إلا ذات مغزى حزبي.
أغلب الأطراف المثقفة تخاف من (الخداع الديني) فالتجارب البشرية علمت المجتمعات أن كل ماهو مقدس في الغاية يتحول منفذوه لمقدس في الحكم والسلطة .
إستغلت -العرب الخائفة - هذه الحالة الغائمة و المتشككه من الحكام الجدد لتشيع حالة من الرعب الإخواني الإقليمي النخبوي والشعبي بنشر الإشاعة ورصد التناقضات والكيل بمكيالين في نفس القضية ونكث الوعود والتبعية الخارجيةواللاوطنية (الأمة ،وعلاقاتهم الدولية) ثم نشرذلك بقوة إعلامية ومالية ومصالح ونفوذ أكبر بكثير مما لدىالجماعة.
وبماأن جبهة الممانعة للربيع العربي عملت ما في وسعها لكشف سجل الإخوان إلا أنها هي مدانة باللعب بالطرف الخفي الذي تُلمح إليه في عملية الخداع فالجميع يستخدم مالا يمكن قياسه ولا التحقق من المعطيات النهائية له وهو الدين إذ أنه كما سماه شروس "طريق هداية للمعنى " هداية ومعنى ، وكلها لا تعطي وقائع سياسية ولا حقائق معرفيةموضوعية بل من السهل الإدعاء والتوسع في ذلك المجال الخصب للخيال التراثي وبالتالي التمرير الفئوي،رغم ذلك هذه الجهات تركزعلى أنهم غول إسلاموي يكتسب بالدين ويتمدد لإبتلاع الدول ...تلك الدول التي قد يُتوهم أنها مدنية منتخبة !!؟

ويفرز هذا المشهد المتعاظم ضد الإخوان حقيقة أن الإخوان والإسلاميين المعتدلين كماتسميهم الخارجيةالامريكية، نالهم في الماضي من التحييز خارج الفعل السياسي الدولي مايجعلهم في حاجة للتأهيل فهم أصبحوا في مجتمع دولي مختلط ومتنافس بعدأن كانوا جماعة منسجمة داخل أطرهم التنظيميةوالمحلية ويحتاجون للخروج من السرية للعلنيةإذ أن حصارهم السابق أفرز على هوامشهم خطاب الإرهاب الذي لم يكن بعيد عن عباءتهم الواسعة أساساً والذي يكاد يحفز شباب الشعوب العربيةلأن تلعب دور شمشون والمعبد مع مايسمى القيم الحضارية العالمية ،إذ أن الفوات الحضاري بلغ غاياته القصوى لدى الشعوب والجماعات السياسية مُرجعين السبب في كل هذا إلى الأنظمة الفاسدةكاملة التبعية و التي لم "تحيي دنيا ولا دين" وهذا ما كان الغرب يلمح له قبيل الثورات العربية بسنوات قليلةعلى استحياء .

-هل نحن في انتخاب طبيعي ،أم في تجارب لم تكتمل؟

بعض النظريات الحتمية والتي يقول عنهاكانط:"الطبيعة تصل إلى الحرية من خلال الغد الذي هو رمزها " فهل نحن نتحرك في إطار الإنتقاء الطبيعي والبقاء للأقوى والأصلح؟! أم أن لدى الشعوب العربية شعور أنها لم تستنفد رغباتها في تجربة حكم ديني وشمولي قدتكون هذه الفرصة حاسمةله وقد تطول وقد تقصر فربما يتعلم الجميع من تجربة جديدة فيما سماه هابرماس" النظرية التواصلية فيما بعد العلمانية" ويقصدتواصل العقول بهدؤ هو ما سيمنح الجميع الرؤية والتجاوز والتحويلية الثقافية و السياسية وبتواضع متباعد عن الحتميات والثنائيات المتناقضة التي علقت بها البشرية بعدثورة التنوير الأوربي .

- البعض ربما يَعدُ هذا الكلام نوع من اليوتوبيا الحالمةيتبناه فلاسفةومثقفي السلام العالمي والمعترضين على الحتميات غير الإنسانية وغيرالإيجابية،ويعيدنا للإطلال على الإيكولوجيا الثقافية العربية(البيئة الثقافية) ذات الضبط الديني العالي إذ كيف يمكن ضمان البعد عن العنف السياسي والإجتماعي الخارج أصلاً من "القصد الإستراتيجي والتحكم" ولأن الحرية فعل فلسفي إبتداءً و لابد أن يُحمى من قبل المؤسسات ولدينا الدين قد يصلح أن نطلق عليه أبو المؤسسات فهو متمثل في رؤيتةالفارضة والمسيطرة وينتظر الإمكان للهيمنة الشاملة للخلاص البشري والنهائي وهوما عبرعنه نيتشة ساخراً بقوله "ليس لدينا من التدين مايكفي للقضاء على الأديان".

- حرية الفكر أم حرية الفعل السياسي-

لسان حال التيارات المدنية مع التيارات الدينية،، ماهوالمستقبل الذي يرونه ولا نراه ويسعون بنا إليه ولا نملك كفهم عنا، (والإذابة والتلاشي) للحريات الإجتماعيةوالفكرية والتي تمثل الهوية المدنية أو العلمانية عبر الزمن في مسار برلماني واقتصادي كماصرح بذلك المعنى (أردوغان )فهل ذلك يعني الفصيل الواحد والدولة القوية كالماوية الحديثة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دول عدة أساسية تتخذ قرارات متتالية بتعليق توريد الأسلحة إلى


.. سقوط نتنياهو.. هل ينقذ إسرائيل من عزلتها؟ | #التاسعة




.. سرايا القدس تعلن قصف جيش الاحتلال بوابل من قذائف الهاون من ا


.. نشرة إيجاز - كتائب القسام تقول إنها أنقذت محتجزا إسرائيليا ح




.. -إغلاق المعبر يكلفني حياتي-.. فتى من غزة يناشد للعلاج في الخ