الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاكراد ... والشرق الاوسط الجديد

سعد عزت السعدي

2012 / 12 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


ظلت الاقليات في منطقة الشرق الاوسط ومنذ زمن بعيد تحاول ان تجد لها كياناً او موقعاً في خارطة الجغرافية السياسية , فالعرب والفرس والاتراك هم الغالبية الساحقة لقاطني هذه المنطقة .والاقليات الى جانب الاكراد في العراق وسوريا وتركيا وايران يوجد الاقباط في مصر وبعض القبائل الافريقية في السودان والامازيغ في المغرب علاوة على وجود اعداد من المسيحين وغيرهم من الديانات في اغلب دول الشرق الاوسط ,
حيث كانت ولا تزال تلك الاقليات اتخاذ مناطق حكم ذاتي او اقاليم جغرافية تبعاً للخصوصية العرقية والدينية التي تمتع بها كل اقلية , وبعد الحرب العالمية الاولى وتقسيم الدول بين الدول المنتصرة وتشكيل عصبة الامم قدمت مجموعة من الدول كتركيا والعراق واليونان والمجر وليتوانيا تعهدت بموجبهاهذه الدول تطبيق مبادئ العدالة والمساواة في معاملة الاقليات فيها .
ومع الوقت تبين ان التعهدات كانت مجرد نصوص مكتوبة , فالأبادات والمجازر التي طالت تلك الاقليات جعل منهم مواطنين من الدرجة الثانية في بعض الدول ...
فالاكراد في العراق تعرضوا الى ابادة والقتل الجماعي ابان حرب العراق مع ايران في ثمانينيات القرن العشرين بعدما تحالفوا مع ايران في بعض اوقات الحرب ضد النظام العراقي السابق, وبعد حرب الخليج الثانية في عام 1991, تمتع الاكراد بنوع من الحكم الذاتي في منطقة شمال العراق بعد ان اصدرت الامم المتحدة قرارها المرقم 688 والقاضي بأنشاء مناطق الحظر الجوي شمال وجنوب العراق , وخلال الفترة التي سبقت اسقاط نظام صدام حسين تمكن الاكراد من اقامة اقليم كردي يدير نفسه ذاتياً. ولايعتمد على حكومة بغداد بأستثناء الموارد المالية ومفردات الحصة التموينية , وبعد اندلاع الحرب على العراق في 2003, دخل الاكراد بقوة ووحدة قومية كبيرة في النظام السياسي الجديد بالعراق فمع تشكيل مجلس الحكم الانتقالي كان للاكراد خمسة اعضاء من خمسة وعشرين عضو هي تشكيلة مجلس الحكم الانتقالي في العراق .
واستطاع الاكراد حينها جني الكثير من الامتيازات وكذلك تأسيس بنى تحتية اقتصادية واجتماعية وحتى سياسية عديدة وراح الاقليم يبحث عن مقومات انشاء دولة مستقلة "ولو ان الاكراد لايعلنون ذلك صراحة " فالظروف الدولية المحيطة فقط هي التي تمنع قيام دولة كردية في شمال العراق وان التغييرات الجسيمة التي جعلت من الاقليات الاثنية في الدول التي شهدت تغييراً في انظمتها السياسية بدأت تبحت عن مناطق حكم ذاتي , فالاكراد في سوريا راحوا يقيمون مناطق لاتخضع لسيطرة قوات المعارضة السورية او الجيش النظامي , علاوة على وجود معسكرات ودعم غير محدود من اكراد العراق من خلال احتضان الالاف اللاجئين السوريين قبل سماح الحكومة العراقية بذلك ويضافالى ذلك ايضاً وجود معسكرات تدريب قيل انها تستخدم "لدفاع الاكراد عن انفسهم" والى جانب الطموحات التوسعية فقد قام الاكراد اتفاقيات سياسية واقتصادية مع تركيا وايران واما في مجال النفط والغاز فاقليم كردستان العراق منح عقود استثمارية بأمتيازات هائلة للشركات الاجنبية للعمل في مجال طاقة على اراضي الاقليم منافسة بذلك الحكومة الاتحادية بنصوص دستورية عامة ومبهمة واخيرا وليس بعيدا عن مجال الثروة النفطية في البلاد والصلاحيات والاختصاصات ظهرت مشكلة اخري الا وهي عمليات دجلة وماكان لهذا التشكيل من ردود عنيفة ومتشنجة وتنذر بما افدح ان لم يقدم الجميع مجموعة من التنازلات والاعتبارات الوطنية ومن المعروف ان هذه المناطق التي سمها الدستور العراقي "مناطق متنازع عليها" وهي واضحة كانت لأغراض سياسية بحتة . فمشكلة وصلت الى المسميات والتسميات واذا ماانضمت تلك المناطق الى اقليم كردستان ستغير معها وبشكل اكيد وحتمي خارطة الشرق الاوسط الجديد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحن طائر أو بالون عادي.. ما هي حقيقة الجسم الغريب فوق نيويور


.. دولة الإمارات تنقل الدفعة الـ 17 من مصابي الحرب في غزة للعلا




.. مستشار الأمن القومي: هناك جهود قطرية مصرية جارية لمحاولة الت


.. كيف استطاع طبيب مغربي الدخول إلى غزة؟ وهل وجد أسلحة في المست




.. جامعة كولومبيا الأمريكية تؤجل فض الاعتصام الطلابي المؤيد لفل