الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المالكي واجواء حرب الكويت

حسين القطبي

2012 / 12 / 17
الارهاب, الحرب والسلام


تصعيد المالكي لنبرة الحرب والاستعدادات لاجتياح كردستان هذه الايام تذكرني بانفعالات صدام حسين المتلفزة قبيل اجتياح الكويت، نفس اللهجة التصعيدية الامرة، ونفس المعاذير التي يسوقها لتدجين اذهان الجنود كي يتقبلوا السوق الى جبهات القتال.

فمن شاهد المالكي في مؤتمر لاركان الجيش، عقد الاحد (16) من هذا الشهر يكاد يسمع ازيز الرصاص، وهو يوجه القادة بكل حزم لتنفيذ الاوامر "دون النظر الى خلفياتها السياسية والطائفية"، محذرا في الوقت نفسه من "المراجعة والمناقشة" ومشددا على ان دور الجيش يتلخص في تنفيذ الاوامر فقط، ودون تأخير.

ولم ينسى المالكي تحذير كل من "تسول له نفسه" بمراجعة او مناقشة قرار قبل التنفيذ بما يذكرنا بالمرحلة السابقة حين قال متوعدا "هناك معلومات تصلنا عن وجود مثل هذه الظواهر " في الجيش.

استعدادات المالكي لاجتياح اقليم كردستان عن طريق قوات دجلة توجت بشعار جديد تفوح منه رائحة الدخان والدم واللحم البشري المحترق، الشعار الذي طرحه في المؤتمر، وهو يوجه كلامه للجيش، عبر وسائل الاعلام "عرق التدريب يقلل من دماء المعركة".

وحديث الزعماء، وقادة البلدان لا يأتي اعتباطا، ولا يمكن اخذه دائما على اساس انه "ثرثرة مقاهي"، بل ان لكل مفردة هنالك تداعيات وتأويلات، ومفردات الزعماء والقادة غالبا من تنتقى من قبل المستشارين لان تصريحاتهم يحفضها التاريخ، وتراجع كمصادر لمراحل تطور الشعوب.

لذا فليس من الحكمة تجاوز شعار المالكي الجديد، ومفردة الدم، التي شدد عليها، والمعركة القادمة، التي يعد يها، هي ليست مجرد تلاعب بالالفاظ، فلا المالكي طفل صغير يعبث بالكلمات، دون ان يعي معانيها، ولا الوضع السياسي العراقي المتوتر يتحمل المزيد من السذاجة السياسية.

اما اذا اخذنا الاعذار التي يسوقها المالكي لتهئة الاذهان للحرب في كردستان، فانها لا تختلف في جوهرها عن اعذار صدام لحربه في الكويت، وملخصها هو (سرقة النفط)، الميزانية، تهديد الامن القومي الخ.
وكما راهن الديكتاتور السابق على ان العراقيين سيصدقون ذلك العذر المثير للسخرية، وهو ان الكويت تحفر في بئر الرميلة، المشترك، بصورة مائلة، من اجل سرقة نفط عراقي، فان السيد المالكي يراهن على ان العراقيين سيصدقون ادعائه بان حكومة الاقليم تبيع النفط من اراضيها وتستحوذ على الاموال.

والحقيقة التي يحاول المالكي اخفائها هي ان كل مداخيل النفط الذي يباع في كردستان، والعقود التي تبرمها حكومة الاقليم يعود ريعها الى الميزانية المركزية في بغداد، ولا تذهب الى الاقليم اصلا، حتى ان السيد حسين الشهرستاني، نائب المالكي لشؤون الطاقة، هدد بقطع ميزانية كردستان حين توقف الاقليم عن ضخ نفطه في شهر نيسان من هذا العام معزيا ذلك الى ان توقف كردستان عن بيع النفط يسبب خسائر مادية للميزانية المركزية.

ومن يستمع للحاشية في المنطقة الخضراء يكاد يقرأ البيانات قبل كتابتها، نسخ جديدة حول عودة المحافظة التاسعة عشرة، والنفط، وحنكة القائد الضرورة. فهل هو مخطط "بروفه"، يعاد تنفيذها، تتشابه الاجواء، ،الاستعدادات والاعذار، والاساليب، فيها، والشعب بذات الجوع، والحاكم بذات العنجهية، ام انها فعلا مجرد مصادفة!!؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أثار مخاوف في إسرائيل.. حماس تعيد لملمة صفوفها العسكرية في م


.. ساعة الصفر اقتربت.. حرب لبنان الثالثة بين عقيدة الضاحية و سي




.. هل انتهى نتنياهو؟ | #التاسعة


.. مدرب منتخب البرتغال ينتقد اقتحام الجماهير لأرض الملعب لالتقا




.. قصف روسي يخلف قتلى ودمارا كبيرا بالبنية التحتية شمال شرقي أو