الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تتم المصالحة الفلسطينية؟

فوزي بن يونس بن حديد

2012 / 12 / 17
كتابات ساخرة


هل تتم المصالحة الفلسطينية؟


في ظل المتغيرات الجديدة التي طرأت على الساحة الفلسطينية، هل تتم المصالحة الفلسطينية التي طال أمدها ولم يتحقق هدفها؟ فبعد الحرب الخاطفة على غزة والتي خلفت وراءها قتلى وجرحى ودمارا في البنية الأساسية، وجد الرئيس الفلسطيني نفسه في مأزق كبير أمام شعبه في رام الله، فهو بين أن يساند حماس في حربها مع الكيان الصهيوني أو أن يتهمها كالعادة بأنها السبب وراء هذه الحرب نتيجة الصواريخ التي تطلقها من غزة ولا تصيب أهدافها بالمرة ويكون ضحيتها دوما الشعب الفلسطيني.

هل تغيرت المعطيات هذه المرة؟ نعم تغيرت كثيرا، لقد فاجأت المقاومة الفلسطينية الباسلة العدو الصهيوني بنوع جديد من التصدي للاحتلال، فاجأت عدوها بالسلاح الجديد الذي يصل قلب تل أبيب وأحدث بلبلة في صفوف الجنود اليهود الجبناء الذين يخافون من ظلهم فضلا عن صواريخ تزأر فوق رؤوسهم.

ولقد تغير وجه الحياة في إسرائيل، ففاجأتنا كذلك بالتوقف الفوري للحرب والانصياع لمطالب القوى الجهادية التي فرضت نفسها هذه المرة ولم تتدهور ولم تتقهقر للوراء، لأنها قوى ملآنة بقوة الإرادة والعزيمة والإصرار على الانتصار مع إيمان قوي بأن الله عز وجل مع الضعفاء والمظلومين مهما تجبّر وتكبّر العدو وافتخر بزينته وقوته فهو لا شيء أمام قوة تعتمد على اليقين والاعتقاد الجازم بأن الله تبارك وتعالى معها، فسبحان الله كيف تردّى اليهود وتخاذلوا ونكسوا رؤوسهم واعترفوا أمام الملأ أنهم مهزومون، والدليل والبرهان قاطع ونراه بوضوح،إذ قدم ايهود باراك وزير الدفاع الصهيوني استقالته مباشرة بعد الهزيمة النكراء وبدا ضعيفا جدا أمام الرأي العام الصهيوني بل إنه اعتزل السياسة برمتها لفشله الذريع في التخطيط ومهاجمة حماس.

هذا الأمر كان دافعا مهمّا لأن يتحرك الشارع في رام الله ويعلن وقوفه إلى جانب الشارع الغزاوي ويواسيه في مصابه ويجبر القيادة الفلسطينية هناك أن تطلق تصريحات تختلف هذه المرة عن سابقاتها بعد أن أدركت يقينا أن المفاوضات مع إسرائيل عبثية وأن حماس على حق عندما اختارت نهج المقاومة.

ثم ظهر الرئيس الفلسطيني ليغيّر المحور عبر توجهه للأمم المتحدة لطلب العضوية غير الكاملة، وهنا فقط أحسّ أبو مازن أن شعبيته ستتدهور في الضفة وعليه أن يتحرك قبل فوات الأوان خوفا من انقلاب الشارع عليه ومطالبته بالرحيل كما هو في عديد البلدان العربية اليوم، ومن هذا المنطلق سارع بخطى حثيثة نحو نيويورك لتقديم الملف وكأنه قد تحدى إسرائيل بعمله هذا، وإن كانت إسرائيل اليوم مشغولة فعلا بدراسة الوحل الذي أوقعته فيه حماس المقاومة.

ورغم الألم والمحن والإحن التي أصابت القطاع جراء الحروب المدمرة والقنابل والصواريخ القاتلة، فإن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ساند بقوة خطوة الرئيس الفلسطيني رغم معارضته في الخطوة التي قبلها واعتبرها آنذاك عملا فرديا، فهو في هذه المرة عندما أحس بنشوة الانتصار على العدو الصهيوني بات الأمر في يد عباس أن يفعل ما يعجب حماس وإلا فإن الشارع ينتظره بفارغ الصبر ويبدو أن هناك مقايضة من الجانبين، ففي حين لم ينتقد عباس حماس في الحرب الأخيرة وأنها كانت السبب، نأت حماس بنفسها عن انتقاد عباس بل ساندته ووقفت بجانبه من أجل إحراز تقدم كبير في الأمم المتحدة.

ولكن رغم التقارب الذي حصل نسبيا هل تتم المصالحة بين الفرقاء؟ تاريخيا يستحيل ذلك رغم المجاملة في العبارات الأخيرة بين الطرفين، فكلما تقاربا ازدادا بعدا، والدليل الكمّ الهائل من الاتفاقات التي حصلت ووقع عليها الطرفان وعلى أعلى مستوى ثم ينقطع الحبل كل مرة وترجع الاتهامات وبدت بينهما الشحناء والبغضاء، ولعلكم تذكرون اتفاق مكة ثم اتفاق اليمن، ثم اتفاق القاهرة وكم من بلد حاول أن يصلح بينهما - وإن كان الصلح فيه خير- إلا أن المعطيات تدل على أن المتحاورين على طرفي نقيض، وحسب رأيي فإن حماس وفتح لا يلتقيان أبدا وإن ظهرا على شفا اتفاق فسرعان ما ينفض المجلس لسبب أو لآخر وتعود المياه إلى الركود والاصفرار.

حماس لها خطوطها وفتح لها مسارها، لا نقاط اتفاق بينهما في المبادئ فكيف يجتمعان؟ وكيف يتصالحان؟ فالأولى لا تعترف بحق دولة الصهاينة في الوجود والثانية تعترف وتتحاور معها وتتفاوض من أجل العيش بسلام معها، الأولى تعتقد أن نهج المقاومة هو السبيل الوحيد لاسترجاع الأرض المغصوبة والثانية ترى أن المفاوضات والمقايضات هي الطريق الأنسب للحصول على الدولة الفلسطينية، الأولى ترى أن عودة اللاجئين وإخلاء سبيل الأسرى مبادئ وطنية في حين أن الثانية تعتقد أنها أمور قابلة للنقاش فكيف يلتقان؟ وكيف سيتصالحان؟ وعلى أي شيء سيتفقان؟

لا أظن حتما أن المصالحة الوطنية الفلسطينية ستتحقق يوما، لأن الشُقة بين طرفي النزاع كبيرة والبون بينهما شاسع ولكن رغم ذلك يبقى مجرد رأي وقد تحصل المعجزات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال


.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا




.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو