الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول موضوع التفجيرات الأخيرة

نعوم تشومسكي

2001 / 12 / 9
الارهاب, الحرب والسلام



كانت الهجمات الإرهابية (الأخيرة) إحدى البشاعات الكبرى المرتكبة التي قياسا لحجمها قد لا تصل بشاعتها إلى مستوى هجمات أخرى كثيرة، ومنها على سبيل المثال ضربة كلينتون للسودان بدون حجة موثوقة، تم بها تدمير نصف امداداتها الصيدلية وقتل عدد غير معروف من الناس (وذلك بسبب تعتيم الولايات المتحدة على استفسارات الأمم المتحدة التي لا يهتم أحد بمتابعتها )، ناهيك عن عدة قضايا أسوأ بكثير نتذكرها بسهولة

ومن دون شك فأن تلك الجريمة مخيفة، وكان ضحاياها الرئيسيين، وكالمعتاد، من الطبقة العاملة: البوابين، موظفي السكرتاريا، رجال الإطفاء ...إلخ

ومن المرجح أنها كانت صدمة محبطة للفلسطينيين و لناس مضطهدين و فقراء آخرين، كما من المرجح أيضا أنها ستؤدي إلى اتخاذ إجراءات أمنية مشددة، وربما ستقود كذلك إلى نتائج تقود إلى إضعاف الحريات المدنية والحرية الداخلية



تكشف الأحداث، بصورة دراماتيكية ومثيرة، حماقة مشروع "الدفاع الصاروخي" لقد كان واضحاً طوال الوقت، وباشارات متكررة من طرف التحليلات الإستراتيجية، بأنه فيما لو كان هناك من يريد تسبيب أضرار جسيمة للولايات المتحدة بما في ضمنها أسلحة الدمار الشامل، فإنهم من المستبعد أن يصدروا أمراً بالهجوم الصاروخي، هكذا يتم ضمان تدميرهم الفوري



هناك أساليب كثيرة أسهل لا يمكن صدها. سوى أن الأحداث الأخيرة تم استغلالها غالباً لزيادة الضغط من أجل تطوير تلك الأنظمة وجعلهم في موضع دفاعي، وكل ذلك هو عبارة عن تغطية هشة لخطط تقوية الروح العسكرية، بحيث إن أكثر الحجج ركاكة سوف تأخذ بعض الوزن مستفيدة من رعب تلك الجماهير

باختصار كانت تلك الجريمة هدية لليمين المتعصب، لأولئك الذين يأملون استخدام القوة لكي يقوموا بالسيطرة على اختصاصاتهم. وهذا يضع جانبا أفعال الولايات المتحدة، ويضع جانباً من يطلقون عليه النار- المزيد من الهجمات المحتملة مثل هذه الأخيرة، أو أسوأ منها. إن المرشحين الرئيسيين قد بدوا حتى أكثر تشاؤما قبل حصول البشاعات مؤخراً



و بالنسبة لكيفية رد الفعل ، لدينا الخيار (ان نعبر و نبرر الرعب الحاصل ، يمكننا البحث عن الأسباب التي أدت لتلك الجرائم الحاصلة ، و ذلك يعني عمل جهد للدخول إلى عقلية مرتكبو الجرائم تلك ... إذا اخترنا المنهج الأخير فلن نستطيع أفضل من الاستماع لكلمات (روبرت فيسك) والذي له معرفة مباشرة وبصيرة لا تقارن في أحداث المنطقة بعد سنوات كثيرة من التقارير المميزة يصف بها

"الشر و الرعب الواقع بوحشية على الناس المضطهدة و المسحوقة" و كتب كذلك قائلا " أن تلك الحرب ليست بحرب للديمقراطية ضد الإرهاب و التي نطلب من العالم تصديقها في الأيام القادمة ، ولكنها أيضا لها علاقة بالصواريخ الأمريكية و التي نزلت على بيوت الفلسطينيين محطمة إياها ، و تلك الهيليكوبترات الأمريكية التي أطلقت الصواريخ على سيارة إسعاف لبنانية في عام 1996

و الصواريخ الأمريكية التي حطمت قرية لبنانية اسمها (قانة)، وأيضاً تلك الميليشيا اللبنانية و التي تم الدفع لها و ارتدت الزي العسكري الأمريكي و الإسرائيلي للقتل و الاغتصاب أثناء دخولها لمخيمات اللاجئين .. و غير ذلك الكثير . مرّةً أخرى نحن الذين نملك الخيار في المساهمة بالفهم أو رفض الفهم بوجود احتمال مواجه ما هو أسوأ فيما بعد










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسم تشييع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تبدأ من مدينة تبري


.. مقاطعة حفل ممثل هوليودي لدعمه للاحتلال الإسرائيلي




.. حزب الله: استهدفنا مواقع إسرائيلية في الجليل الأعلى ومزارع ش


.. الاتحاد الأوروبي يفعّل نظام كوبرنيكوس لمساعدة إيران.. ماذا ي




.. استشهاد رئيس قسم الجراحة بمستشفى جنين