الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللبراليون واليساريون ليسوا كلهم ديمقراطيين

الحايل عبد الفتاح

2012 / 12 / 17
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


الرباط، 16 12 2012
اللبراليون واليساريون ليسوا كلهم ديمقراطيين

عدة مؤشرات ومواقف أتبثت أن بعض اللبراليين واليساريين وغيرهم من التوجهات ذات المرجعية السياسية وغير السياسية ليسوا ديمقراطيين. فقد أبان البعض منهم عن رفضه للديمقراطية أو عدم فهمه لمعناها. وأنه رغم طموحهم للوصول للديمقراطية ومؤسساتها فهم يهدمون أسس الديمقراطية من بدايتها بعد الثورة. فمنهم من يعمل جاهدا على تقويض الديمقراطية وتفتيت أهداف الثورة.
فتخوفهم من وضع أسس الديمقراطية جعلهم يخلقون أزمة سياسية عبثية. فهم يضنون أن الأحزاب التي أفرزتها الإنتخابات العامة غير قادرة على خلق الديمقراطية. وهنا يكمن غلطهم...فقد يعتقد البعض منهم أن الثورة قد سرقت منهم بواسطة هذا الحزب أو ذاك. وهذا خوار وهدر لا أساس له من الصحة. فالثورة لن تسرق ولن تستغل لخدمة حزب دون باقي الأحزاب...ومصر لن تكون ولا يمكن أن تصبح مثل إيران.
فهم متخوفون، على ما يقال، على الديمقراطية وفي نفس الوقت يحاربون الديمقراطية ويحاولون منع تأسيس دولتها. فهم ينسون أو يتناسون أن الديمقراطية هي أولا حكم الأغلبية؛ والرضوخ لرأي الأغلبية هو المبدأ الأسمى في الديمقراطية. ومن يرفض رأي الأغلبية عبر صناديق الإقتراع لا يعتبر ديمقراطيا بل بلطجيا وغبيا لا يستحق الالتفات إليه...الأغلبية اليوم صارت لحزب ذا مرجعية إسلامية. هذه الأغلبية اختارها الشعب بعد ثورته الموفقة. القاعدة نطقت وقالت كلمتها. وما هو العيب في ذلك؟ وأين يكمن الخلل؟ ولماذا سنخاف من الإسلاميين أو غير الإسلاميين؟
فليحكم اللبرالي أو اليساري أو المسلم أو غيره ليس هو المهم. المهم هو أن تنجح الثورة وتقوم مؤسسات الدولة لاستتباب الأمن والإستقرار، ونضع حدا وقطيعة مع الماضي بنظامه البائد المسود. ومن يريد غير ذلك فهو خائن للشعب والثورة وجمهورية مصر العربية.
الوضع عادي جدا بمصر. أحزاب سياسية ذات مرجعية إسلامية وصلت لسدة الحكم. وما الغريب في ذلك بعد ثورة ضحى من إجل إنجاحها شباب وشبان منهم من يعرف البرادعي وعمر موسى ومنهم من لا يعرفهما؟...فهذين الرجلين يحاولان تضييع الثورة والشعب ومصر بأكمالها. فمواقفهما تبعث على القلق وتخيف الناس بشيئ غير موجود أصلا.
أنا متيقن من انه لو وصل اليساريون لرآسة مصر أو البرلمان المصري لكان موقف عمر موسى والبرادعي أشد من موقفهم السخيف هذا؛ لأنهما لا يريدان خيرا للشعب ولا يريدان تغييرا ولا ثورة ولا محيد عن النظام الحسناوي البائد...لماذا هذين الرجلين المتقاعدين لم يكونا حزبا خلال حكم مبارك. أكان مبارك حسين يمنعهما من أن يقوما بتأسيس حزب؟ أم أن مرسي منعهما من ذلك؟
غريب أمر هذين الرجلين فهما بفلولهما وبلطجيتهما السياسية يبعثرون الأوراق ويعبثون بإرادة الشعب المصري...
الوضع الحالي بمصر لا يستحق هذه المهزلة المفتعلة من طرف أشخاص يمثلون استمرارية النظام السابق. الوضع يستحق الهدنة والتريث إلى حين بناء دولة المؤسسات...
فبالإضافة إلى هذين الماضويين، يوجد بعض من الأطياف الدينية والسياسية من هم في نفس اتجاه عمر موسى والبرادعي؛ فهؤلاء أيضا يزمرون ويطبلون على إيقاعهما وطموحهما الممسوخ...ومن الليبراليين واليساريين وغيرهم أيضا من يلعب نفس اللعبة التي يريدها البرادعي وعمر موسى.
لكن، فليعلم الكل أن من اللبراليين واليساريين من صوت وسيصوت على مسودة الدستور بعم. لماذا؟ لنضجهم السياسي ووعيهم بالوضع والمصلحة العامة. هذا مع علمهم أن الوضع الحالي ولو كان ليس في غير صالحم فهم يقبلونه. لأنهم يعلمون أن الأحزاب المسماة بالإسلامية لا يمكن لها أن تخطف الديمقراطية...ولأن الشعب منذ الثورة لن يسمح لأحد غيره بأن يقرر مكانه سواء أكان إسلاميا أو لبراليا أ, يساريا. فمن أقنع الشعب وحصل على أغلبيته هو الذي يستحق أن يحكم وكفي المصريين قتالا. وهذا هو عين الصواب.
فليعلم أولائك وهؤلاء أن التصويت على مسودة الدستور ليست سوى مرحلة تالية لثورة، وأن الثورة لن يستكمل بناءها بسهولة ولو طبق المصريون أرقى دستور بالعالم...فالمشكل مشكل عقلية وأزمة ضمير...
فالدستور ليس سوى قنطرة للوصول إلى مسار الديمقراطية وتحقيق الأمن والإستقرار الإقتصادي...وبعد استقرار الدولة بمؤسساتها يمكن لمن أراد أن يناضل من أجل الديمقراطية بشكل ديمقراطي. وحينها فلسيس الوضع كما يشاء. أما الآن فمن الضروري ومن الإنصاف للدولة والثورة وحقهما في الوجود أن يتجنب المصريون صب الزيت على النار.
على بعض الليبراليين واليساريين إذن أن يتجنبوا انتحارهم السياسي وإزاحتهم بأيديهم وأفواههم من الساحة السياسية المصرية والعربية. فموقفهم لن يزيد الشعب المصري سوى تصلدا وتطرفا دينيا...وهم إن استمروا في معارضتهم للدستور و نتيجته فهم سيكونون في المستقبل الضحية الأولى لموقفهم...هذا فضلا عن أن مصداقيتهم ووطنيتهم ستدل وتسحق من طرف الشعب المصري الذي قال كلمته الأولى والأخيرة...
فليكن الليبراليون واليساريون وغيرهم من المعارضين المصريين لمسودة الدستور في مستوى الوضع وفي مستوى المؤسسات الدستورية القادمة. ثم فليصمدوا بعد ذلك وليكونوا قاعدة لنزع السلطة من يد أيا كان إن استطاعوا...
فالشعب الذي أوصل الأحزاب "الإسلاميين" إلى دفة الحكم قادر أن يوصل غيرهم من اليساريين والليبراليين وغيرهم...
أما أكذوبة اختطاف الثورة أو أسلمة الدولة على يد الحزب الحاكم فهذه أكدوبة أخرى لا يمكن أن يقتنع بها من يؤمن بالديمقراطية ودولة الحق والقانون...

( انظروا الكتابات السابقة لتجنب الوقوع في خطئ الفهم)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا


.. العالم الليلة | انتصار غير متوقع لحزب العمال في الانتخابات ا




.. Mohamed Nabil Benabdallah, invité de -Le Debrief- | 4 mai 2


.. Human Rights - To Your Left: Palestine | عن حقوق الإنسان - ع




.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم