الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ناجي العلي الثائر

ثائر وشحة

2012 / 12 / 17
القضية الفلسطينية


ناجي سليم العلي من مواليد قرية الشجرة قرب الناصرة يرتبط اسمها حسب بعض الدراسات التاريخية بالسيد المسيح الذي يقال انه أستظل تحت احد أشجارها، وقد يفسر ذلك استخدام ناجي لصورة المسيح في رسوماته لإظهار آلام ومعاناة الشعب الفلسطيني.
قرية الشجرة القرية المختلطة دينياً كانت كنفاً لناجي وعائلته ذات الأصول الفلاحية، حيث عاش فيها المسلمين والمسيحيين جنباً إلى جنب، إضافة إلى بعض اليهود الذين قدموا إليها بدايات القرن الماضي والذين ما لبثوا أن بنوا مستوطنتهم هناك وانفصلوا عن سكانها لتتوضح فيما بعد علاقة الصراع بينهم وبين السكان ولتصل إلى اشتباكات ومناوشات راح ضحيتها الشهداء والجرحى ومن اقتحام للقرية وأحتلالها قبل استعادتها بمؤازرة القرى الأخرى ، أي أن ناجي الطفل عاش طفولة فيها قيَم المقاومة من جانب وقيَم التعايش الطائفي من جانب آخر.
ونزل منذ نعومة أظفاره إلى الأرض مع عائلته وعمل في الحقل مما يفسر حضور الأرض في رسمه وعشقه لها. سقطت قرية الشجرة عام 1948 كسائر المناطق المحتلة وأزيلت معالم القرية و استشهد العديد من أهلها، الأمر الذي اثر في ناجي و ترسخ في داخله و الذي عبر عنه فيما بعد برسوماته و بقوله " كان عمري عشر سنوات، و مع ذلك اذكر قريتي جيداً، و أتذكر ليس فقط البيوت و الأشجار، بل الإعشاب و الحصى، إما المدافعين عن القرية ملامحهم ما زالت في ذاكرتي" .
لم يحمل معه شيئا من فلسطين حين لجأ، كان ميقناً بأنه عائد لا محال ، و ظهر هذا جلياً في رسوماته حيث تناول جزء كبير منها موضوع العودة و اللاجئين و الحنين إلى الوطن، حتى أنها تناولت كل القرارات التي صدرت بهذا الشأن.
" حياة المخيمات كانت عبارة عن عيش يومي في الذل، كنت مع أبي و أمي و أخوتي الثلاثة في خيمة، نقيم في نصفها، إذ جعل والدي نصفها الآخر دكاناً يبيع فيه الخضار و علب السردين و الصابون و سائر الحاجات البسيطة الأخرى، كان جزءاً من معيشة الناس معتمداً على وكالة غوث اللاجئين، لكن حين رأى الناس أن المسألة ستطول راحوا يشتغلون في البساتين لتحصيل عيشهم. عملياً لا أزال في المخيم حتى الآن، لم انقطع عنه إلا إثناء إقامتي في الخليج. إلا أن أسرتي و عائلتي كانت مقيمة هناك" ، و من هنا جاء القهر و قسوة الحياة معلماً آخر من معالم كاريكاتير ناجي العلي.
صعوبة حياة اللجوء على الفلاح ناجي، و محاولاته للتأقلم مع حياته الجديدة شكلت بدايات الوعي الأولى لديه و أدرك انه و شعبه كانا ضحية الامبريالية العالمية و مشروعها الكولونيالي.
قسوة أن تكون الخيمة بيتا و دكانا تعتاش منه أسرة ناجي، و قسوة اكبر خروجه للتعلم الذي لم يستمر نظراً للظروف الاقتصادية الصعبة، و زاد على ذلك محاولاته العديدة للتعلم، فشكلت كل هذه الظروف الإناء الفكري الذي نهل منه ناجي لينطلق منه بريشته للتعبير عن الواقع، ومن هنا بدأ اهتمامه بالرسم التعبيري.
انضم ناجي إلى صفوف القوميين العرب و تبنى شعاراتها التي عبرت عن هموم الشعب، و ابعد ناجي أربع مرات عن صفوف التنظيم خلال عام واحد بسبب عدم انضباطه الحزبي، و استمر في علاقته مع الحركة رغم ذلك، و شارك في إصدار نشرة الصرخة التابعة للحركة و التي كانت تكتب بخط اليد، و استمر ذلك حتى عام 1961، و تعرض لعدة اعتقالات بسبب نشاطه السياسي في لبنان، و على جدران الزنازين رسم ناجي ليعبر عن واقع شعبه تارة و سخر من سجانه تارة أخرى.
اخرج ناجي للضوء الأديب الراحل غسان كنفاني حين نشر له احد لوحاته المرسومة على جدران المخيم في مجلة الحرية التابعة لحركة القوميين العرب عام 1961 .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حادث مفاجئ جعله رئيساً مؤقتاً لإيران.. من هو محمد مخبر؟ | ال


.. مراسم تشييع الرئيس الإيراني في تبريز| الأخبار




.. نتانياهو -يرفض باشمئزاز- طلب مدعي الجنائية الدولية إصدار مذك


.. مقتل الرئيس الإيراني: هل تتغيّر علاقات طهران بدول الخليج وال




.. بايدن: ما يحدث في غزة ليس -إبادة جماعية- نحن نرفض ذلك