الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظرة أولية لاتفاقية التهدئة بين الفصائل الفلسطينية و إسرائيل

فرج الله عبد الحق

2012 / 12 / 17
القضية الفلسطينية



أبدء هذا المقال ينشر نص وثيقة الاتفاق المبرم بين الفصائل الفلسطينية و إسرائيل منقول عن صحيفة القدس المقدسية وبعد مقارنته مع مختلف المواقع الإخبارية ذلك للتأكد من صحة المنشور.

أولا: تقوم إسرائيل بوقف كل الأعمال العدائية على قطاع غزة برا، بحرا، وجوا بما في ذلك الإجتياحات وعمليات استهداف الأشخاص.

ثانيا: تقوم الفصائل الفلسطينية بوقف كافة العمليات من قطاع غزة باتجاه إسرائيل بما ذلك إطلاق الصواريخ والهجمات على خط الحدود.

ثالثا: فتح المعابر وتسهيل حركة الأشخاص والبضائع وعدم تقييد حركة السكان او استهدافهم في المناطق الحدودية والتعامل مع إجراءات تنفيذ ذلك بعد 24 ساعة من دخول الاتفاق حيز التنفيذ.

رابعا: يتم تناول القضايا الأخرى إذا ما تم طلب ذلك.

آلية التنفيذ كما وردت في وثيقة التفاهمات جاءت على النحو التالي:

أولا: تحديد ساعة الصفر لدخول تفاهمات التهدئة حيز التنفيذ

ثانيا: حصول مصر على ضمانات من كل طرف بالالتزام بما تم الاتفاق عليه

ثالثا: التزام كل طرف بعدم القيام بآي أفعال من شانها خرق هذه التفاهمات وفي حال وجود اي ملاحظات يتم الرجوع إلى مصر راعية التفاهمات لمتابعة ذلك

أبدء بمناقشة هذه البنود كل على حدا وبتمعن لأن هذا سيساعد على فهم المرحلة و على اتخاذ موقف من هذه الاتفاقية.

البندان الأول و الثاني ينصان على الوقف المتبادل للأعمال العدائية بين الطرفين، هذا لا يعني بالمفهوم العسكري وقف لإطلاق النار. هذا يعني بمفهوم المقاومة الانتهاء من العمليات العسكرية لكنه لا يلزم الطرفين بوقف لإطلاق النار، أي بإمكان إسرائيل العودة إلى خرق الحدود متى شاءت مما بترتب عليه رد للمقاومة. وقد شاهدنا مثل هذه الاعتداءات مراراً و تكراراً بعد بدء تطبيق الاتفاقية.
طبعاً هكذا الجانب الفلسطيني لا يعترف بالكيان الصهيوني كدولة لكنه يعرض غزة لاحتمالات تصعيد متى شاءت إسرائيل و ما الخرق اليومي الإسرائيلي لجنوب لبنان إلا إثبات على صحة ما أقول، حيث أن قرار الأمم المتحدة بعد حرب تموز يتكلم عن وقف الأعمال العدائية لا وقف لإطلاق النار.
السؤال المطروح بعد هذان البندان هو هل تحولت القضية الفلسطينية من صراع شامل على الأرض و الثوابت إلى صراع غزة مع الاحتلال الإسرائيلي؟ أي من صراع عربي إسرائيلي إلى صراع تنظيم معين على أرض غزة مع إسرائيل؟

البند الثالث بنص على فتح المعابر وتسهيل حركة الأشخاص والبضائع وعدم تقييد حركة السكان أو استهدافهم في المناطق الحدودية.
هذا بحد ذاته انجاز إذا لم يضف إليه الجملة التالية( والتعامل مع إجراءات تنفيذ ذلك بعد 24 ساعة من دخول الاتفاق حيز التنفيذ) إي كل ما يتعلق بهذا البند هو خاضع للمفاوضات بين الطرفين، و الظاهر اليوم أن إسرائيل لا تطبق حتى الآن هذا البند بالكامل مستندة إلى عدم الوضوح فيه.
تجربة المفاوضات مع إسرائيل وكيفية التلاعب بالكلمات كثيرة ابتدئاً من التلاعب بقرار حق العودة مروراً بال التعريف في قرار 242 بين النسخة الانكليزية و العربية وصولاً إلى اتفاق أوسلو.

هنا وفي بنود أخرى نرى دور و دمغة الامبريالية الأمريكية بشخص وزيرة الخارجية كلينتون التي لم تغادر المنطقة إلا بعد ترتيب بنود هذا الاتفاق.

البند الرابع هو المصيدة التي وضعت للمقاومة، هو الشرط الأمروإسرائيلي التي وافقت غليه المقاومة دون أن ترى المصيدة مبهورة بالبنود الثلاثة الأولى وهو (يتم تناول القضايا الأخرى إذا ما تم طلب ذلك)
أي قضايا أخرى سيتم الحديث عنها؟ هل تسليح المقاومة واحدة منها؟ وما هي المدة الزمنية لهذه المفاوضات؟ وتحت أي مظلة ستتم؟ و؟؟؟؟ و ؟؟؟؟ و ؟؟؟؟ آلاف الأسئلة التي لا تجد جواباً لأن الغموض يلف هذه القضايا من ألفها إلى يائها.
هنا ينطبق المثل القائل ستتم مفاوضات من أجل المفاوضات وعيش يا كديش، كأن دوامة أوسلو غير موجودة أمام المقاومة.
في آلية التنفيذ هناك بند الضمانات فما هي الضمانات التي قدمتها المقاومة لإسرائيل؟ هل إيقاف التسليح واحدة منها؟ و هل التنسيق الأمني على المعابر واحدة منها؟ أي هل تم العودة إلى اتفاق المعابر فيما يتعلق بمعبر رفح؟ كذلك يطرح السؤال الأهم وهو هل زراعة المجسات الإسرائيلية على الحدود الفلسطينية والتي رفضها نظام مبارك هو جزء من هذه الضمانات؟
أما البند الأخير الذي يتعلق بالعودة إلى الراعي المصري فهو بند مهم جداً حيث يربط تحركات الجانب الفلسطيني بموافقة الراعي المصري، وهو يعين مصر كدولة مشرفة على شئون قطاع غزة.
لقد حذرت في مقالاتي من خطر المخطط الرامي لتصفية القضية الفلسطينية من خلال تسليم مصر مسئولية الوضع في غزة، فهل هذا البند هو بداية تطبيق هذا المخطط؟
كما يبدو لي أن قيادة حماس التي تتنفس من خلال رئة الإخوان المسلمين في مصر، وضعت أقدامها في مسار التصفية للقضية من خلال موافقتها على هذا البند. وأن مصير هذا المخطط يتوقف اليوم عل عاملين أساسيين وهما مصير الإخوان في مصر بعد الأحداث الأخيرة و مدى وعي شعبنا لأبعاد هذا المخطط .
أسئلة كثيرة و مشروعة نطرحها لا للتشكيك أو التقليل من حجم النصر الذي حقق بل للتحذير من المطبات و الألغام المزروعة في هذه الإنفاق.

فرج الله عبد الحق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض الضغوط الدولية لوقف الحرب في غزة


.. أثار مخاوف داخل حكومة نتنياهو.. إدارة بايدن توقف شحنة ذخيرة




.. وصول ثالث دفعة من المعدات العسكرية الروسية للنيجر


.. قمة منظمة التعاون الإسلامي تدين في ختام أعمالها الحرب على غز




.. القوات الإسرائيلية تقتحم مدينة طولكرم وتتجه لمخيم نور شمس