الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دموع التماسيح الامريكية على قتل الاطفال

نوري جاسم المياحي

2012 / 12 / 17
حقوق الانسان


بين اونة واخرى يصدم العالم بنبأ ارتكاب جريمة يقتل فيها الابرياء من الامريكيين وغير الامريكين .. ظلما وعدوانا وبلا اي ذنب ارتكبوه ... وكما حدث وسمعنا قبل يومين عندما اقدم شاب اسمه ادم على قتل 27 بريء منهم 20 طفل ( ومن المفارقات ان اسمه يشبه اسم ابونا ادم ابو البشرية ...الابرياء منهم وايضا القتلة والمجرمين) ...كانوا تلاميذ مدرسة ابتدائية ابرياء تتراوح اعمارهم بين 5-7 سنوات ...اطفال اعزاء على اباءهم وامهاتهم وكل من يعرفهم او لايعرفهم ...خرجوا من بيوتهم ليتعلموافي المدرسة دروس الحياة ...فاذا برصاصات الموت الغادرة والقاتلة تعلمهم اخر درس في الحياة ...وهو درس الموت المكتوب على كل انسان وحيوان ونبات يحيا على هذه الارض المليئة بالشر والاشرار ...تعلموه مجانا وبوقت مبكر من طفولتهم واسوة باطفال العراق ...
وكان في مقدمة من نشر ثقافة قتل الاطفال هم رؤساء وقادة الولايات المتحدة الامريكية خاصة والغرب الرأسمالي الاستعماري عامة ...والذين برعوا في نشر الموت في كل انحاء العالم ومن المضحك المبكي يسوقون القتل باسم الدفاع عن الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان ...كما فعلوا في كوريا وفيتنام وفلسطين وقتلوا الملايين من اطفال العراق ولا زالوا ...ودماء اطفال غزة قبل ايام لم تجف لحد الان ...والمجزرة اليومية لآطفال سوريا المستمرة كما تشاهدونها على شاشات الفضائيات ...كلها بسبب نوازع الشر الامريكية والشركات الاستعمارية ...يقتلون الاطفال ويذرفون دموع التماسيح الكاذبة عليهم ...
السؤال الذي اطرحه على كل انسان لديه ضمير حي ..هل يحق لاي كان ولاي سبب كان ان يؤذي براءة الاطفال ...هؤلاء الاطفال الذين يصفهم العرب ...اكبادنا تمشي على الارض ...من اعطى الحق للادارة الامريكية او لغيرها من التكفيريين والمتعصبين دينيا وقوميا وطائفيا ... ان يشرعنوا لقتل الابرياء وفي طليعتهم النساء والاطفال ؟؟؟...
ان تصدر الولايات المتحدة وحليفاتها وما يسمى بمجلس الامن ..قرارات الحصار على اطفال العراق لمدة عشرين سنة ...مات خلالها مليون ونصف طفل عراقي ...بسبب قلة الفذاء والدواء ..وهل ينسى العراقيون مشاهد مواكب التشيع الجماعي في شوارع بغداد ولاسيما في شارع الرشيد...(ايام الحصار) لنعوش صغيرة تحتضن جثث اطفال صغار ماتو بسبب الحصار وتحت شعارات امريكية وبريطانية كاذبة وذريعة باطلة اثبتت الحقائق فيما بعد كذبهم ودجلهم وهي اسقاط نظام صدام القمعي الديكتاتوري ... لامتلاكه اسلحة الدمار الشامل ...كما يزعمون ويتهمون اليوم النظام السوري في نيته استخدام السلاح الكيمياوي ...؟؟؟ وكل عسكري متخصص يعرف جيدا خطل هذا الاتهام والافتراء ...
وهل انتهى قتل اطفالنا العراقيين بعد نجاح الاحتلال وحتى بعد انسحابه ؟؟؟ سيجيبك كل عراقي شريف وكل ذي علم عليم ...بشرط ان لا يكون عميل للامريكان او دول الجوار ...ان القتل العشوائي الغاشم لفقرياء وابرياء العراق مستمر بالمفخخات وفقدان الخدمات وانعدام الرعاية الصحية وانتشار الامراض والغلاء وتمزيق وحدة الشعب ...وايضا تحت عنوان الديمقراطية والحرية الامريكية ...والدفاع عن حقوق الانسان ...
ان جريمة قتل 20 طفل امريكي ابرياء بيد شاب مجنون امريكي جريمة لاتغتفر كما صورها الاعلام العالمي .. وهنا يقوم العالم ولا يقعد كما شاهدتم ,,,فيعلنون الحداد الوطني وتنكس الاعلام ...ويخرج الامين العام للامم التحدة يدين ويستنكر ويعزي ويتباكى على 20 طفل (امريكي ) ... اما غرق 20 عراقي في بحر تركيا ...بما فيهم اطفال ...فهذه مسألة فيها نظر ...ولا يتحدث عنها احد او الاعلام ..او بان كي مون او اوباما ...
وفي الوقت نفسه تبكي ابنتي الدكتورة وهي تحدثني عن مأسي المرضى العراقيين والتي تعمل في احدى المستشفيات العراقية على حال الاف الاطفال العراقيين المصابين بالسرطان او التشوهات الخلقية بسبب الاسلحة المحرمة والتي استخدمتها القوات الامريكية ضد شعبنا ؟؟؟ولم نشاهد او نسمع صوت امريكي او حتى الدجال الامين العام للامم المتحدة ...يخرج على العالم ليدين هذه الجريمة التي ستبيد شعبا بكامله وهو شعبنا العراقي ...كنتيجة للتعرض المستمر لتاثيرات اليوانيوم المنضب وتلوث البيئة ؟؟؟
اليس من المفروض بالرئيس اوباما وادارته والشعب الامريكي عموما وقادة بريطانيا والمانيا وفرنسا ... ان يعتذروا ويقدموا المساعدة لمرضانا وان ياخذوا درسا وعبرة من جريمة مدرسة كونكتيكت ...ويرحموا اطفال العراق وافغانستان والصومال وسوريا وجياع افريقيا ؟؟؟
وانا اوجه سؤال لكل قتلة اطفال العراق وسوريا وغزة ...هل يستحق ازالة نظام بشار الاسد (وانا لست من انصاره او مريديه ) ..هل يستحق قتل شعب وتدمير بلد واعلان حرب ونصب منظومات صواريخ البترويت وتحشيد الجيوش والاساطيل وقتل اطفال سوريا ومن بينهم اطفال مخيم اليرموك للاجيء فلسطين والذين شردتهم حبيبتنا اسرائيل ...هل يستحق هذا الهدف من الامريكان والاتراك تسليح التكفيرين من ذوي اللحى على اطفال سوريا لتمزيق اجسادهم الطرية بتفجيراتهم اللااسلامية ..وفي حقيقتها اسرائيلية امريكية ...
لابد للمرأ ان يقف مفكرا متأملا ويسترجع الدرس من كل ماحدث للعراقيين ..ان الارهاب التكفيري ورد الفعل عليه من النظام السوري ...وهذا حق مشروع للدفاع عن النفس والشرعية الوطنية ...
لابد لي من الاعتراف بان ما اصاب ملايين العراقيين بالمأسي والنكبات ... بسبب من حدث كل هذا ؟؟ بالتاكيد هي تراكم عدة اسباب ...اولها اخطاء ارتكبها المرحوم صدام حسين ... ثانيها الاحتلال وما ارتكبه من جرائم بشعة وهي معروفة وواضحة ...والسبب الثالث هو دور دول الجوار وبشكل غير مباشر ...
وفي المقدمة كان دور النظام السوري حيث سمح لكل من شارك بذبح العراقيين من العرب والاسلاميين بالمرور عبر حدوده ...وكان باستطاعة النظام ايقافهم ومنعهم وحماية فقراء وابرياء شعبنا من اذيتهم وشرورهم ...ولكنه لم يفعل ووقف متفرجا ...الى ان حانت اليوم ساعة الحساب وهم اليوم ياكلون مما أطعموا الشعب العراقي المظلوم ...اللهم لاشماته ولكنها الحقيقة المرة ...وهذا ينطبق على النظام الاردني والسعودي والكويتي ...وكل المؤشرات تشير الى انهم سيدفعون الثمن عاجلا او اجلا ...
اما بالنسبة للولايات المتحدة والغرب الاستعماري كبريطانيا والمانيا وفرنسا وحلفاءهم ...فالفوضى التي نشروها في العالم العربي والاسلامي ...ستنتقل لهم حتما ...وكلما تقدم الزمن وازداد الفقر وانتشر الجوع والمرض ..فظاهرة جريمة القاتل ادم الامريكي يجب ان تؤخذ كناقوس خطر ...لنهج فوضوي ينتشر في الولايات والمتحدة واوربا الغربية ...ولاسيما بعد ان اصبح العالم قرية صغيرة ..
اما دولة الكراهية والحقد والعنصرية الدينية ...اسرائيل ...فمهما بلغت قوتها العسكرية وترسانتها النووية وخباثتها التخطيطية في القتل والدمار ...فانها لن تصمد امام المتغيرات المقبلة وحق الشعوب بالحياة ...فبشكل او باخر ستتفتت ...اما كيف ومتى يتم ذلك ؟؟؟ فلا اعرف ...وبالتاكيد ربما سيتم ذلك على ايدي الشعب اليهودي نفسه ...
انني في الوقت الذي اواسي وادين واستنكر واناشد الخيرين من البشر ...ورغم شعوري واحساسي بالام ومعاناة كل اب وام امريكيان او عراقيان او سوريان او فلسطينيان ...فقدوا طفلا او انسان عزيز عليهم بلا ذنب او مبرر...
لان من نفقدهم لايمكن تعويضهم ثانية ... وانا شخصيا عانيت من هذا الاحساس والشعور بالام فقدان اثنين من ابنائي الاحبة على ايدي الارهاب الاجرامي والذي كانت الادارة الامريكية والبريطانين وعملائهما بشكل واخر ...السبب في قتلهم وفقدانهم...سواء بشكل مباشر او غير مباشر ...واقول ...اللهم انتقم من كل ظالم وقاتل تلطخت اياديه بدم الابرياء من الاطفال وغير الاطفال ...اينما كانوا في احاء العالم
اللهم احفظ الهراق واهله ...اينما حلوا او ارتحلوا ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دوجاريك: القيود المفروضة على الوصول لا تزال تعرقل عمليات الإ


.. الأونروا تقول إن خان يونس أصبحت مدينة أشباح وإن سكانها لا يج




.. شبح المجاعة في غزة


.. تشييد مراكز احتجاز المهاجرين في ألبانيا على وشك الانتهاء كجز




.. الأونروا: أكثر من 625 ألف طفل في غزة حرموا من التعليم بسبب ا