الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
مشاهد من طفولة غيضانية: مشهد داخلي
محمود عبد الغفار غيضان
2012 / 12 / 17الادب والفن
مشاهد من طفولة غيضانية
مشهد داخلي: سرقات غير متبادلة
لمن أكتب؟ هل أكتبني إليَّ أم أكتبني إليكم؟ ولماذا أكتبني إليكم على أية حال؟ ما الذي قد يعنيه لكم أن تعرفوا حكايات ذلك الطفل الذي لم يعد له وجود في العالم الخارجي؟ وما الذي يعنيه لي كذلك؟ لعلي- دون أن أدري- أكتب إليه؛ إلى ذلك الطفل الذي لف ملامحي المحببة بعناية في قطعة من البلاستك وأخفاها تحت مرتبة سريره كما كان يخفي أشياءه هناك، وهو متأكد أن أحدًا لن يراها، بينما لا يذهب إليه إلا ببيقة جسدٍ مُنهكٍ قبيل النوم بثوانٍ قليلة تتيح له معرفة موضع وسادته المفضلة فحسب! طوى براءتي، ابتسامتي التي لم تكن بعد قد تعلمت التصنُّع، وضعهما في دفتره القيم الذي حفظ فيه أهم صوره وصور أصدقائه، ليخرجهما كلما احتاج للتأنق على أعتاب حبٍّ جديد. أخفى بمهارة الساحر الذي كان يزور قريتنا كلما حل "مولد النبي" اتساع الطرقات والحارات وصالات بيوتنا القديمة التي لم يكن بينها وبين السماء حجاب حتى داهمتها أسقف الخرسانات الكئيبة. ثبَّت شاشة ساعته الإليكترونية على مواعيد اللعب بكل شوارع غيضان وأجرانها، ومسح كل توقيتات نشرات الأخبار التي لم يكن يعنيه من أمرها شيئًا، وتركها أمانة لشخص موثوق به جدًّا كان يحرس بعناية كل ساعات الأطفال وملابسهم حتى يفرغوا من اللعب، ثم أنساه الزمن أن يعود لأخذها. لف ملامحي المحببة، طوي براءتي وابتسامتي، ثبت شاشة ساعتي ومسح كل توقيتاتها................ سرق كل ما قدر على حمله دون اعتبار لقيمته أو ثمنه، وترك لي بكامل إرادته....... بعضًا مِن الذكريات.
محمود عبد الغفار غيضان
17 ديسمبر 2012م
[email protected]
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. -لبلبة ربنا تاب عليها واتحجبت-???? لما لبلبة مشيت في الشارع
.. مخرجة الفيلم الفلسطيني -شكرا لأنك تحلم معنا- بحلق المسافة صف
.. كامل الباشا: أحضر لـ فيلم جديد عن الأسرى الفلسطينيين
.. مش هتصدق كمية الأفلام اللي عملتها لبلبة.. مش كلام على النت ص
.. مكنتش عايزة أمثل الفيلم ده.. اعرف من لبلبة