الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقترح شخصي ، لادانة جماعية

خالد السلطاني

2005 / 3 / 17
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


إثر تنظيم عائلة الارهابي الاردني رائد منصور البـّنا حفلا تأبينيا لما سمي" عرس الشهيد " في السلط بتاريخ 11/3/2005 ، بتفجير نفسه انتحارا ً بسيارة مفخخة ،في مدينةالحلة العراقية بتاريخ 28 شباط ، راح ضحيتها اكثر من 130 مدنيا عراقيا ً بريئا واكثر من 200 جريح ؛ خرجت جموع العراقيين غاضبة في مدن البلاد كالنجف ، والبصرة وبغداد وكربلاء والحلة مستنكرة وشاجبة هذا العمل المشين والرذيل ، ومطالبة الحكومة الاردنية ومنظمات المجتمع المدني في الاردن ، التى لزمت جمبعا الصمت حيال هذا العمل الفاضح ، بشجبه واستنكاره وتقديم توضيحات لما جرى هناك كونه عملا دنيئا وشنيعا يصب في الدعوة الصريحة لارااقة دماء العراقين كما انه يمثل ايضا استدعاء مكشوف الى الارهاب .
ولم تقتصر مطالبات الادانة ، من قبل المشاركين في المظاهرات ، على استنكار عمل الارهابي الدنيئ في الحلة ، وتنظيم احتفال علني له في السلط ، وانما ادانته وشجبته غالبية الاحزاب والمنظمات العاملة في المشهد السياسي العراقي وبضمنها ، الاوساط الحكومية التى صدمت جراء تنظيم مثل هذه الفعالية الخسيسة والشائنة .
وتزامنا ً مع حملات الشجب والاستنكار ، والدعوة الى تقديم تفسيرات لما جرى في السلط من قبل الحكومة الاردنية ، تنقل لنا الاخبار من عمان بتاريخ 14/3/2005 نبأ مقابلة وزير الثقافة العراقي مع اسمى خضر – الناطق الرسمي للحكومة الاردنية ؛ الناطقة ذاتها التى كانت قد اسنكرت وادانت بشدة جميع الاصوات التى طالبت بشجب العمل الشنيع لفعلة الارهابي اوتنظيم حفل له في السلط ، مشككة بكلمات ديموغوغية عن مصداقية مصادر تلك المطالبات والادنات .
والتساؤل الذي يطرح في مثل هذا المقام ما هو مغزى الرسالة التى يود ان يبعثها وزير " ثقافتنا " الى الجميع باصراره على اجراء مثل تلك المقابلة ؛
- هل يود لن يخبرنا بانه " غارق حتى اذنيه " في " امور ثقافية " ، لا تجعله ان يسمع ويرى ماذا يحدث في بلده - العراق ؟
- هل ان توقيت اجراء المقابلة ، يراد منه توضيح بان " لهجة الشارع الغوغائية " هي غير منطق " الثقافة الرفيعة " ، التى يحرص السيد الوزير على ان يكون سادنا لها ؟
- هل ان المقصد في " تقصد " اجراء تلك المقابلة لابداء نوع من المعاضدة و " المولاة " لتصريحات السيدة اسمى المستهجنة اخلاقياً ... وثقافيا ً !
- هل ان ، فعلا ً ، عملا ً بهذه الدناءة يقتل ابرياء لا ذنب لهم ، واقامة احتفال علني للارهابي ، هل ان مثل هذه الاعمال ، لا تثير احساسا ً : مجرد احساس ، ولا تؤثر قيد انملة في طريقة اساليب عمل وتطلعات رموز طبقتنا السياسية ، التى مافتأت تغلب شؤونها الشخصية والحزبية الضيقة على قضايا الوطن ومستقبله ؟

لا نريد ان نصغي الى تبريرات جاهزة بان موعد المقابلة كان " مخططا" له ، قبل حادثة الحلة ، وقبل تداعيات حفلة السلط المشينة ، ويبدو بان اهمية اتمام الاجراءت البرتوكولية لدى البعض ، هي اكبر بكثيرمن اهمية الدم الطاهر المسال بدون وجه حق ،على ثرى ارض الرافدين ، ام ان للسيد الوزير رأيا ً آخر في " معايير " الاهمية واحكامها ؟
وبودنا ان نتساءل ايضا ً – ما سر هذه " الهرولة " باتجاه من قبل " نخبنا " السياسية ، الذين توسمنا فيهم الصراحة والمصداقية والدفاع عن حقوق العراقيين المستضعفين ، تلك الحقوق التى لا يود ان يعترف بها او مراعتها ، بالمرة ، " اشقائنا " الاردنيون ؟
كمثقف ، اشعر بالصدمة جراء توقيت اجراء هذه المقابلة ، ورسالتها المخزية ، ايا ً كان مضمونها !
وكمثقف عراقي ، اقول " لا " كبيرة ، لجميع اولئك الذين يسترخصون دماء العراقيين ، ويهدرون مصالح شعبه الاساسية ، ويستغلون مناصبهم لاصطياد " طرائد " محرمة !
وساطلب من جميع زملائي المثقفين رفع صوتهم معي ، بشجب توقيت المقابلة ، وتداعياتها ، واحترام سلوكية العمل الوطني المؤتمن ، وبادانة صريحة لجميع موالي الارهاب ودعاته ومشجعيه .

د . خالد السلطاني
معمار ، واكاديمي عراقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما محاور الخلاف داخل مجلس الحرب الإسرائيلي؟


.. اشتعال النيران قرب جدار الفصل العنصري بمدينة قلقيلية بالضفة




.. بدء دخول المساعدات عبر الرصيف الأمريكي العائم قبالة سواحل غز


.. غانتس لنتنياهو: إما الموافقة على خطة الحرب أو الاستقالة




.. شركة أميركية تسحب منتجاتها من -رقائق البطاطا الحارة- بعد وفا