الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى يأتي الاكتشاف الرابع لجبال الأطلس الكبير الشرقي المصاحب لتعديل التقطيع الإداري والقضائي؟

لحسن ايت الفقيه
(Ait -elfakih Lahcen)

2012 / 12 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


اكتُشفت جبال الأطلس الكبير الشرقي بعد دخول المستعمر الفرنسي أرض إملشيل سنة 1934، واكتُشفت أيضا مع ذيوع نبأ المشروع الجهوية المتقدمة العظيم، الذي فيه اختلف أهل الرأي، يوم نشر تقرير المشروع مساء يوم 11 من شهر مارس 2011. يرتبط الاكتشاف بتعليق أحد الرحل من قبيلة أيت سغروشن بجبال الأطلس الكبير الشرقي، على نبأ تلك الجهوية قائلا:«يكفي أنهم اكتشفوا مكان وجودنا بعد نسيان دام طويلا». ويفهم من الاكتشاف الاعتراف بالوجود الجغرافي أيضا، علما بأن الجغرافي تدرس العلاقة بين الإنسان والأرض (المجال)، والاعتراف بالهوية الإدارية للمنطقة التي تحمل مواصفات لائقة لإحداث الإقليم بها. ونسجل أن مضمون التقرير يكاد أن يُختزل في توصية واحدة ووحيدة، إلحاق منطقتي الريش وكرامة بمنطقة تافيلالت، لأنهما تابعتان لها سوسيومجاليا وسوسيوثقافيا. وبمعنى آخر، فالاكتشاف يكاد أن يكون سليما في محتوى تقرير مشروع الجهوية المتقدمة المذكور. ذلك أن إحداث إقليم ميدلت، وتنصيب عامله يوم السبت 6 من شهر مارس من سنة 2010، قد يجر منطقتي كرامة، والريش، إلى وجهة مجهولة، أو بالأحرى، إلى إحدى الوجهتين المعلومتين، جهة بني ملال وخنيفرة في أحسن الأحوال، أو جهة فاس ومكناس في أسوئها. فالمنطقتان الريش وكرامة تحت رحمة تلك التوصية المضمنة في التقرير، إن صمد المقترح مع وقع بعض التحولات. فالتوصية المذكورة تحمل معها الاكتشاف الثالث للمنطقة، وهي جبر لضرر جماعي كان لحق المنطقة مع اكتشافها الثاني، وهي وقتها تابعة لإقليم الرشيدية، الذي نهج المسؤولين به تعنيف المنطقتين بسياسة الميز الجغرافي. فالاكتشاف الثاني وافق إحدى سياقات الانتهاكات الماضية بالمغرب، والذي يرتبط بتمرد القائد عدي وبيهي عامل إقليم تافيلالت سنة 1958، فأملى على أهل الرأي وقتها اختيار المنطقتي لا حتضان معتقلين سريين، معتقل تزمامارت، ومعتقل كرامة. وحسبنا أن الاكتشاف الثاني جهله المواطنون طيلة سنوات الرصاص التي شهدها المغرب، لأن المنطقة مطوقة بحزام من السرية، ولا دوي يسمع صوتها غير تلك المناسبة التي أريد لها أن تكون بالباطل موسم الخطوبة بإملشيل. وبعد ذلك أُسمع صوت منطقة تالسينت بإقليم فيجيج وشُم نشر البترول بها. وأما الاستغلال المنجمي الذي نشط مؤخرا بموقعي السفح الشمالي لحبل بوعروس، والسفح الشمالي لجبل تيزي ن تغانيمت فلا حديث عنه، ولا هو قادر على صنع أي دينامية بالمحيط.
ومن غرائب الصدف أن أهل الرأي في القضاء لم يكونوا قوامين بالقسط شهداء على معاناة المنطقة وما عرفت بين الاكتشاف الأول والثالث، من صلاحياتها وأهميتها في احتضان المعتقلات السرية. لقد حرموها أهل الرأي في القضاء من التمتع بسياسة القرب، الاقتراب من السجن المحلي بمدينة الرشيدية الذي يبعد عنها بحوالي 60 كيلومترا فقط، ومحكمة الاستئناف، والغرفة الجنائية. فسكان تالسينت مدعوين للسفر إلى مدينة وجدة، ولا شك أنهم يقطعون 500 كيلومتر، وسكان الريس وكرامة يقضعون بغية الحضور أمام محكمة الاستئناف، ونزول سجن تولال حوالي 300 كيلومتر، أو أكثر، وأما سكان أسول فإنهم يسافرون إلى ورزازات، ذلك ما حملته خريطة التقطيع القضائي في وقت متأخر، وهو من أسوأ ما عرفته المنطقة في تاريخها. إنها ضرب سافر لسياسة القرب وانتهاك حق المواطنين في التمتع في الولوج إلى خدمات سجن قريب، في حال ارتكاب الجريمة. وماذا عن التعليم العالي؟
القول في التعليم العالي السفر إلى مكناس وفاس ووجدة وأكادير. وأما الولوج إلى كلية الرشيدية المتعددة تخصصاتها فكان بعد ثلاث ساعات من المفاوضات في الموسم الدراسي الحالي، حيث قبل عميد تلك الكلية قبول تسجيل الطلبة المنحدرين من المناطق، الريش، وكرامة، وأسول.
إن جبال الأطلس الكبير الشرقي في حاجة إلى الاكتشاف الرابع والذي يحمل معه تعديل خريطة الولوج إلى الخدمات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سيبقى المهمشون مقصيين ما لم يأخذوا مصيرهم بأيديهم
كريم اعا ( 2012 / 12 / 17 - 23:35 )
ائما في الموعد أستاذنا الكبير. افتقدنا إطلالاتك التي أصبحت جد جد متباعدة. ورغم ذلك فأنت حاضر دوما في القضايا اليومية والمصيرية لبسطاء الجنوب الشرقي. أحيي فيك روح المثابرة والاستمرارية.

اخر الافلام

.. كيف ستؤثر شهادة مايكل كوهين في مسار قضية ترامب؟| #أميركا_الي


.. العضو المنتدب في شركة ألفا أدفايسوري: طرح ألف للتعليم في سو




.. بعد مجزرة رفح.. محللون إسرائيليون يحددون ثلاث سيناريوهات محت


.. شركة تركية للطاقة تبيع حصصها في إسرائيل تحت ضغط شعبي




.. الأهم منذ 30 عاما.. بدء عملية الاقتراع في الانتخابات البرلما