الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السلاح الكيماوي السوري ذريعة للتدخل

حسن محمد طوالبة

2012 / 12 / 17
الارهاب, الحرب والسلام


بعد تصاعد لهجة المسؤولين الغربيين من احتمال استخدام بشار الاسد للسلاح الكيماوي ضد الشعب السوري , اذا ما وصل الى حافة الانهيار والسقوط .وقد حذر الرئيس الامريكي اوباما من مغبة استخدام السلاح الكيماوي , او تسرب الى ايدي الجماعات المسلحة الدينية , مثل القاعدة او تفرعاتها . وتناغمت بريطانيا على لسان وزير الخارجية وليم هيغ , ومن ثم رئيس الوزراء ديفيد كامرون , الذي اوعز الى قائد الجيوش البريطانية بالتنسيق مع الحليف الاكبر الولايات المتحدة ودول الجوار السوري – الاردن وتركيا – لوضع خطط للتدخل السريع ميدانيا على الارض السورية بدعوى حماية الاماكن المخزن فيها السلاح الكيماوي , من ان تتسرب الى ايدي الجماعات المسلحة . ويبدو ان الاردن واسرائيل وتركيا واميركا ياخذون امر الاسلحة الكيماوية على محمل الجد , وان قواتهم العسكرية موجودة داخل الاراضي السورية لمتابعة الامر عن قرب . وهي على اهبة الاستعداد للتدخل عسكريا ومنع الاسد من استعمال هذه الاسلحة. وكان الرئيس الاميركي اوباما حذر الاسد بلهجة مرتفعة جدا من مغبة استعمال اسلحته الكيماوية, ورد النظام السوري فورا مدعيا بانه لن يستعملها في حال انها موجودة لديه.
رغم مخاوف الغرب من امكانية استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي ، الا ان احتمالات استخدامه غير مرجحة . واعتبر عضو مجلس الشيوخ الاميركي ( جون ماكين ) ان الولايات المتحدة والعالم العربي سيواجهان “قرارا صعبا جدا وهو قرار حول ما اذا كان يجب فعل شيء ما، وماذا يجب فعله بالتحديد لمواجهة خطر قيام بشار الاسد بتجميع اسلحة دمار شامل”.وقال نائب وزير الخارجية التركي ( ناجي كورو ) ان المخاوف حقيقية “لان النظام السوري فقد كل عقلانية وشرعية”.
بدورها اعلمت المخابرات البريطانية محطة (بي بي سي) ان اسلحة الاسد الكيماوية مخزنة في خمسة مواقع وجميعها مراقب عن قرب من الاميركيين والبريطانيين, وهناك استعدادات عسكرية كبيرة للتحرك في حال قرر الاسد استعمالها باي شكل من الاشكال.
وتقول ان الاسد بدا بتحريك اسلحته بعد ان جهزها للاستعمال وخصوصا غاز السارين. وانها بطريقها الى حلب لضرب الثوار هناك, وذكرت تقارير اخرى انها بالواقع سترسل ليس الى حلب بل الى المنطقة الساحلية والى جبل العلويين حيث سيلجأ الاسد مع القوى العسكرية الموالية له .


ويرى بعض الخبراء ان السلاح الكيماوي “هو قبل كل شيء سلاح نفسي للترهيب”، وهو يسبب في حال استخدامه “حالة هلع لدى المدنيين”. “وان الفائدة الحقيقية من هذا السلاح في الحرب محدودة جدا، لانه لا يمكن استخدامه في مناطق تشهد انتشارا لقوات معارضة وتضم مدنيين يؤيدون النظام، كما لا يمكن استخدامه ضد مدنيين معارضين في منطقة تنتشر فيها قوات نظامية”. واضافة الى ذلك، لا يمكن استخدام السلاح الكيماوي الا من قبل بعض الوحدات الخاصة، كما ان استخدامه يتطلب “استخداما مكثفا للاسلحة الكيماوية في مكان واحد” من اجل خلق “غيمة كثيفة”، وهذه الغيمة معرضة لعوامل الطبيعة مثل الرياح. والمعلومات المتوفرة حول البرنامج الكيماوي السوري محدودة.
لقد اكثرت وسائل الاعلام الصهيونية من الحديث حول اسلحة الدمار الشامل السورية , وتخوفها من ان تستولي الجماعات المسلحة على هذه الاسلحة , واحتمال ان تستخدمها ضد الكيان الصهيوني .وذكرت بعض المواقع الالكترونية ان الثوار في سورية قد استولوا خلال الايام القليلة الماضية شرقي حلب تحديدا, على مصنع كلوريد وهو من اكبر المصانع السورية للاسلحة الكيماوية, وهو ايضا طبقا للموقع مخزن ضخم لصواريخ السكود المزودة برؤوس تحمل اسلحة كيماوية ومجهزة لضرب اسرائيل.
الحديث عن اسلحة الدمار الشامل السورية تشبه الى حد بعيد الحديث عن اسلحة الدمار الشامل العراقية قبل الغزو الغربي للعراق عام 2003 , فقد ضخمت الادارة الامريكية خطر اسلحة العراق , واعتمدت على معلومات فردية لعملاء الس اي ايه من العراقيين الذين كانوا يعيشون في عواصم الغرب امثال احمد الجلبي , وقد اتضح كذب تلك المعلومات التي شكلت للادارة الامريكية سندا لشن عدوانها وغزوها العراق .
ولو كان الزعماء الغربيون حريصين على سلامة الشعب السوري لعملوا بجد منذ الاشهر الاولى لانتفاضته التحررية على نصرة هذا الشعب بالفعل لا بالقول . وقدموا الدعم المالي والعسكري للمعارضين لنظام الاسد . ولكن الغرب ينفذ خطته الرامية الى اعادة تشكيل منطقة الشرق الاوسط , حسب رؤية صهيونية , اي تقسيم المنطقة الى كانتونات دينية وطائفية وعرقية , ليسهل على الكيان الصهيوني السيطرة على هذه الكنتونات الضعيفة , وتظل السيادة العسكرية له .
وكما حصل في العراق بعد ان تم تحطيم اركان الدولة , بدءا بحل الجيش الوطني صاحب التاريخ العسكري الناصع , وصياغة دستور قائم على المحاصصة الطائفية , فهاهو العراق اليوم يصنف في اخر سلم الدول المتخلفة في العالم , ورغم واردات العراق النفطية فان العراقيين يعانون من الفقر وانعدام ابسط مقومات الحياة الانسانية مثل توفير الماء والكهرباء والخدمات العامة .
وفي سورية اليوم بعد كل هذا الدمار الذي حل بالمدن والقرى السورية , وتشريد مئات الوف السوريين خارج ديارهم وخارج وطنهم الى دول الجوار , ما هو مستقبل سوريه بعد سقوط الاسد ؟ .وكيف سيحكم من يرثون بلدا مدمرا اقتصاديا واجتماعيا , ولاسيما مع كثرة الجماعات التي اشتركت في العمل المسلح ضد نظام بشار الاسد الظالم . ولنا في تجربة اصحاب التغيير في تونس ومصر وليبيا خير مثال ؟ .
لا يعني هذا التحذير دفاعا عن الاسد ونظامه الفاسد , بل تحذير من نوايا الغرب ازاء سوريه وازاء العرب عموما , فالغرب لا يريد الخير لامة العرب , بل يمعن في تفتيتهم وقتل بعضهم البعض , لسيهل قيادهم واخضاعهم لمخططات الصهاينة .
نظام الاسد الذي امعن في استخدام القوة المفرطة ضد شعبه ساقط لا محالة , ولكن الغرب بما فيهم روسيا والصين اطالوا من عمره لتفتيت الشعب السوري الى شيع واسباط متناحرة اثناء المقاومة المسلحة , وقد يستمر التناحر بعد سقوط نظام الاسد , وهو الخوف القاتل ان تتكرر تجربة الاخوة في بلدان ما يسمى بالربيع العربي الاخرى . ونامل من قوى المعارضة السورية ان تستوعب درس الاخرين وان تنأى بنفسها عن الاقتتال اثناء تسلم السلطة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخاوف من انهيار الهدنة بين حزب الله واسرائيل| الأخبار


.. الطوارئ في كوريا الجنوبية.. هل تقف كوريا الشمالية خلف التصعي




.. ما أثر عمليات المقاومة ضد جنود الجيش الإسرائيلي داخل غزة؟


.. حرائق وقنابل غاز في اشتباكات للمعارضة مع الشرطة في جورجيا




.. مستشفى المعمداني يستقبل مصابين بعد غارة إسرائيلية على محل تج