الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة تهدد مراكز الفساد والاستبداد

الحايل عبد الفتاح

2012 / 12 / 18
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


الرباط، 17 12 2012
الثورة تهدد مراكز الفساد والاستبداد
الرافضون للدستور المصري هم في غالبيتهم من كانوا يستفيدون من فساد نظام حسني مبارك. هم من كانوا راشين أو مرتشين، مفسدين ومستبدين داخل النظام. هم من كانوا يستفيدون من نوم وسبات الشعب قبل الثورة. وهويتهم معروفة داخل النظام البائد وخلال الثورة. خداعهم وسوء نيتهم وجشعهم يجعلهم غير آمنين على مواقعهم. لثورة خطر عليهم وعلى مواقعهم الهشة.
النظام السابق عودهم على رفقه بهم وغض الطرف عن فعلهم وتصرفهم. فكان يمنحهم فرصة مص دماء الشعب ونهب المال العام. أما الثورة وما حركت من وعي لدى الشعب ففيها خطر على ما ألفوه وتعودوا على اختلاسه وسرقته. فلا غرابة إن كانوا ضد الثورة وضد الدستور.
فهؤلاء يرفضون أن تتغير مواقعهم أو تمس امتيازاتهم. يرفضون أن يحل بهم وضع آخر يفقدون فيه مراكزهم ومقاعدهم المريحة ونعيم عيشهم الرغيد. استفادوا من النظام السابق بطرق عديدة ومتعددة ويريدون أن يستمر الوضع كما كان من قبل.
فمصالحهم كانت تمتد لكل القطاعات سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو القضائية أو الفنية أو غيرها من القطاعات... فلنظرب مثلا : فالموظف العام المرتشي في مركز معين ووظيفة معية ومكتب معين، حين يعتاد على قبض الرشوة مقابل خدمة عمومية موكول إليه يصعب عليه أن يتقبل الثورة. لأن الثورة خطر على مناسبات ووضعه كمرتش. فعلا، فدخله سيتغير ووظيفته ومركزه ومكتبه لن يدر عليه دخلا إضافيا. سيصبح مهددا بوضع جديد يمنعه من قبض الرشوة كما في الماضي. صعب عليه أن يتقبل ثورة شعب يريد أن يحاسبه ويراقبه بحق على المركز والوظيفة التي أسندت له. ومن ثم يتخيل للعديد من أمثاله أن الثورة ستحرمه من رشوته وفساده أو تفرض عليه نمطا آخر من السلوك السوي القانوني. لكل هذا فهم يبدلون كل ما في وسعهم للحفاظ على مراكزهم المريحة...
وحتى المتسول والصعلوك الذي كان يستفيد من عاطفتهم في مناسبات قد يصبح متعاطفا معهم ويصعب عليه أن يلفظهم؛ لأنهم هم أولياء نعمته.
فمن ثم فعليهم أن يناوروا وينددوا بالوضع الجديد أو المرتقب. ثم عليهم أن يتحينوا كل الفرص للتمسك بمركزهم وامتيازاتهم المكتسبة حتى ولو تطلب الأمر التنديد بالثورة والتصويت بلا ضد الدستور وضد الديمقراطية برمتها. الغريب في الأمر أن عددهم قليل لكن بأفكارهم الهدامة والمفسدة والكذابة، وبأموالهم الطائلة المسروقة، وباحتكارهم لوسائل التواصل مع الناس والتأثير فيهم، هم قادرون على التكاثر بأعداد متعددة كالشياطين. أخطبوط مفزع ومخيف. نعم فعددهم القليل تزكيه وتمططه مواقعهم السابقة وتخوف الناس من بطشهم وحوزهم للمال الكافي والعلاقات لتجييش البلداء والوسطاء من المفسدين.
وهناك من الناس من حولهم، من مؤيديهم، من هم في موقف حرج، ألفوا أن يخدموهم بمقابل أو بدونه. تعودوا على العبودية والولائية لهم. ومن الصعب أن يصبح فكر وإحساس العبد والسجين حرا طليقا. الإحساس بالمواطنة والحرية والعدل صعب التذوق. والديمقراطية ليست في متناول الجميع، قيمتها كثيرة جدا جدا ولا ينالها إلا الواعون بمحاسنها ومزاياها والقابلين لنتائجها. الديمقراطية تخيف المفسدسن والمرتشين والمتسلطين والظالمين.
الثورة أصبحت تهدد مراكز الفساد والإستبداد في كل مكان وفي كل ميدان وفي كل وظيفة وشأن...هي خطر على امتيازات رجال ونساء النظام السابق.

الحايل عبد الفتاح، محام من الرباط.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا


.. العالم الليلة | انتصار غير متوقع لحزب العمال في الانتخابات ا




.. Mohamed Nabil Benabdallah, invité de -Le Debrief- | 4 mai 2


.. Human Rights - To Your Left: Palestine | عن حقوق الإنسان - ع




.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم