الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غُلامُ الحَدّادين الجميل ...

ابراهيم البهرزي

2012 / 12 / 18
الادب والفن


غلامُ الحدّادين الجميل ..


يَعرفُ أنَّ النار َ ظالمة جدّا ً ,
كما يعرفُ أنَّ يد َ مُعلّمهِ تسرقُ النارَ ,
ولا يحتارُ كثيراً ...
فاللّصُ مُعلّم ٌ أُلْعُبان ٌ , والظالم أَجيرٌ غَبيٌّ ,

ويعرفُ أنَّ الحدّادينَ قوًّة ً فولكلورية ً على الحديدِ ..
عَضل ٌ مفتولٌ يبرقُ فوقَ السندان ِ,
ويَذبلُ في مُعتركِ السُوق ...


وَأِنْ غَمَزَتْ مُومسٌ لمُعَلّمهِ
صارَ صَبيَّها الخَدوم َ
لانَّهُ يعرف ُ أَنَّ زوجةَ المختارِ , تلكَ المومس ُ,
, ستمنحَه ُ على الاقلِّ
وأِنْ سيكونُ ذاتَ يوم ٍ بعيد ٍ
عطرَ وَجاهة ٍ غابرة ٍ..
وهو َ الذي يدرك ُ بسَريرةِ الحَديد ِ
نُدرة َ المُهمَلِ من العُطور ...


غلام الحدّادينَ الجميل
مَنكوحٌ برِضاه ُ
مِن ْ مُعَلّمه ِ ومنْ شُراةِ المناجلِ ومُصَلّحي المطارق ِ المكسورة ِ
ومن صُنّاع ِ السيوفِ الجديدة ِ
من باعة ِ الفحمِ والنفط ِ , من متعهّدي تجهيزِ السلاسل ِ , من شَعّاري الصُنوجِ
من وكلاءِ الشركات ِ العامّة ِ للخُردَوات ِ , ومسابك الصَبِّ السوداءِ....
بلا غَضاضةٍ , ولا غضاضة
ووفقا ًلمتطلباتِ العَمل ِ,
كما ينبغي ,
كما يؤدي المؤذّنُ بشَرفٍ أداءه ُ العَلني ...


لنفترض
أنَّ الحداد المُعّلم َ ,سَيسقط ُ مذبوح َ القلبِ
بفعل النار والمضاجعات السريّة المُسرفة ِ
ويسقط ُ المختارُ قتيلاً بفعلِ الوشايات ِ
و|أَنَّ شُراة َ المناجلِ سيكيدونَ لمُصَلّحي المطارق المكسورة
وانَّ صُناّع َ السيوفِ وباعةَ السلاسل ِ والصنوج ِ
ومُشتريها
سيهبطونَ في موكبٍ للمبارزات ِ
غيرَ النبيلة ِ قَطعا
وأَنَّ كلَّ حديد ٍ
وحامل ِ حديدٍ
ومحمول ٍ على حديدٍ
سَيصدأ ُ فورا ً بفعل ِرطوبة ٍ كونيّةٍ عُظمى ..



فَمَنْ سيكونُ الوريث ُ
غيرَ غلامِ الحدّادين الجميل ؟
طالما وانَّكَ تدري
أَنَّ ما من وريثٍ شَرعيٍّ قَطْ ؟!

16-12-2012







التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي


التعليقات

1 - دراما
nedaa Aljewari ( 2012 / 12 / 18 - 21:44 )
تحية طيبة
هذي القصيدة يمكن أن تكون سيناريو لفلم درامي وقصة لحي أو مدينة صغيرة
تتمرغ بهاجس الأنا خارج حدود الفضيلة والأنسانية

2 - ألعبان وغبى
فاتن واصل ( 2012 / 12 / 19 - 10:10 )
المعادلة الذهبية لكل العصور ، ثم يرث الابن غير الشرعى الأرض وما عليها، ولم تنفع كل العضلات الفلكلورية اللامعة بل الكل باطل ونهب الريح ... حيرتنا أستاذ إبراهيم فى فك طلاسمك ورموزك .. ولا يسعنى فى نهاية الطواف بين سطورك اللغزية إلا أن أرفع يدي مستسلمة للوحة تنتمى للمدرسة الانطباعية ببراعة، وأنسحب موارية ظهرى كموجة بحر خسرت المعركة على شاطئ صخرى. تحياتى وتقديرى للقلم الماسى.

اخر الافلام

.. أون سيت - هل يوجد جزء ثالث لـ مسلسل وبينا ميعاد؟..الفنان صبر

.. حكاية بكاء أحمد السبكي بعد نجاح ابنه كريم السبكي في فيلم #شق



.. خناقة الدخان.. مشهد حصري من فيلم #شقو ??


.. وفاة والدة الفنانة يسرا اللوزي وتشييع جثمانها من مسجد عمر مك



.. يا ترى فيلم #شقو هيتعمل منه جزء تاني؟ ??