الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعدما رأينا وسمعنا عن لصوص اليوم : رضي الله عن -خير الله طلفاح - والي بغداد وأرضاه

جاسم محمد كاظم

2012 / 12 / 18
مواضيع وابحاث سياسية



اشتهر العرب عن بقية الأقوام باللصوصيه وسرقة الغير حتى ولو كان من أقارب الدرجة الأولى حتى أصبحت اللصوصية مهنة يمتهنها فرسانهم ووقفا احتكروه إلى يومنا هذا .
وكلما زادت شهرة هذا الفارس وقوته في كتب التاريخ كلما كان الاستنتاج المأخوذ أنة كان لصا محترفا .
وهذا ما دفع احد كتاب أبناء فارس وأدبائها في ذلك الزمن إلى تأليف كتاب اسماه " لصوص العرب " أورد فيه كل أسماء اللصوص الذين عرفهم التاريخ في ذلك الوقت .
وهذا ما دفع خير الله طلفاح إلى شتم هذا المؤلِف كثيرا واسماه بالزنديق في احد كتبة الطويلة العنوان :
" حديقة الأفكار في المآثر والسير والأخبار من تاريخ العرب والمسلمين الأخيار "
أبحر فيه في نقد كل شي من الزناديق حتى ماركس مرورا بماركيوز وسارتر وكأنة يحاكي اسم رحلة ابن بطوطة " تحفة النضار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار " .
جمع المؤلف في فصلة الأول كل كلمات الشتم ضد كل من ناوئ العرب وقدح في تاريخهم وأنسابهم ولم يسلم منة أكثر الشعراء شهرة في الأدب العربي كأبي نؤاس الذي يقول في العرب هاجيا :
" يبكي على طلل الماضين من أسدِ...لا در ك درك من بنو أسدِ"
ومن تميم ومن قيس ولفهما ... ليس الأعاريب عند الله من احد ِ"
وبشار بن برد الذي يسخر من العرب و قريش بالقول :
"أصبحت مولى ذي الجلال وبعضهم ...مولى العُريبِ فخذ بفضلك وافخرِ"
"مولاك أكرم من تميم كلها .... أهل الفعال ومن قريش المعشر ِ"
وختم خير الله طلفاح آخر كتابة بسيرته الشخصية ونضاله السياسي الذي تتفوق سطوره على نضال جورج واشنطن مؤسس الولايات المتحدة الأميركية .
وصل خير الله طلفاح في سيرته الوظيفية وآخر محطاته إلى محافظ بغداد في بداية السبعينات وأطلق علية العامة " والي بغداد " لأنة تصرف كما تصرف الولاة الأمصار في عهد الخلافة .
انشأ "شرطة الآداب" واشتهر بحملاته الليلية ضد ما يسميهم مخالفي الشريعة وان كان ظاهرها الخفي مكافحة المد الشيوعي في حينه .
وشاهدنا لخير الله طلفاح صورة تلفزيونية من على منابر الوعظ في بعض احتفالات الأوقاف بذكرى معركة بدر في مطلع الثمانينات والى هنا تنتهي الرسميات الموثقة ليبدأ قول القائلين .
في منتصف التسعينات لقبت احد إذاعات المعارضة والشيعية حصرا خير الله طلفاح "بحرامي بغداد" وراحت هذه الإذاعة تروي قصصا غريبة عن سرقات "الحجي ".
اشتهر خير الله طلفاح بحب التملك كما يقول "العامة" والشائعات واتفاق أكثر المتكلمين عنة واشتهر بحبة للبساتين ويقول عنة القائلون كلما أعجبه شي امتلكه لكنة (والشهادة لله ) كما يحلوا للمؤمنين بالله وأنبيائه وأوليائه أن يتفوهوا كان يدفع نقده "بالكاش" وان أخذة عنوة وبدون رضاء أهلة .
حتى اشتهرت في منتصف الثمانينات نكتة تتداولتها الألسن والأسماع سرا وهمسا يقول فحواها :
" امتلك خير الله طلفاح فيلا ابيض وكلما رأى بستانا ادخل فيه هذا الفيل ليلتهمه حتى أتى نعي ابنة وزير الدفاع فأتى إلية أصحاب احد البساتين التي تمتلكها منهم عنوة وبدل أن يقولوا في المأتم سورة الفاتحة كما هو مألوف ومتعارف علية قالوا " رحم الله من قراء سورة الفيل " التي يقول مطلعها " الم ترى كيف فعل ربك بأصحاب الفيل " .
ولم تزد قيمة وأسعار تلك البساتين المعدودة على الأصابع مابين ال10000الاف دينار عراقي إلى 20000 إلف دينار في وقت كان سعر سيارة السوبر الياباني 15 ألف دينار .
و في احد المرات شاءت الصدف والحديث أن جمعنا بأحد سائقي السيارات ممن يعمل عند "الحجي" كما يحلوا أن ينادوه وقال هذا السائق أنة يعمل في احد البساتين كسائق وان الحجي يدفع له من الراتب ما يفوق راتب مدير عام في زمنه .
ولم تظهر شائعات في تلك الفترة بان "الحجي" أو أي شخص غيرة من مسؤولي الدولة قد سرق شيئا من ميزانية الدولة وان قالت جريدة الوقائع العراقية بان راتب رئيس الدولة المهيب احمد حسن البكر " 350 " دينار فقط .
لان ميزانية الدولة في ذلك الوقت تحسب بالفلس ويشهد عليها اللقاء الذي أجراه رئيس تحرير مجلة "ألف باء" حسن العلوي آنذاك مع وزير المالية والمنشور في الصفحة 19-24 من المجلة وكان شعار المالية في ذلك الوقت " لا للصرف لا للادخار " والذي يقول فيه وزير المالية بالحرف الواحد ردا على سؤال رئيس التحرير "يحتل هامش لا نوافق على 90% إجابات وزارة المالية " .
فقال الوزير :-
" إذا حظيت المالية بالقبول ووافقت على كل شي فهذا يعني أنها وزارة ليست حريصة وإنها تعمل لتفليس الدولة "
"نحن ننسق باستمرار على أعلى المستويات باعتبار أن الميزانية الاعتيادية أداة في التنمية القومية وإن المالية هي المسئولة عن الصرف ورقابة الصرف على مشاريع التنمية التي تقوم بتنفيذها اعلي الدوائر والمؤسسات "

لكننا اليوم نرى شيئا عجيبا لم نراه ونسمعه في كل تاريخ العراق السابق وربما اللاحق من الفساد وانتشار اللصوص حتى وصلت حمى التصريحات والتراشق بالكلمات إلى قمة الهرم كلُ يشهر بصاحبة.
ووصلت أرقام السرقات إلى أعداد تتوقف عنها العمليات الحسابية فاقت رقم المليون ودخلت محيط "الترليون" والأرقام الخيالية منحت للعراق كاس العالم والمركز الأول بالفساد والسرقة وأدخلته كتاب وصفحات "جينس " الشهير .
وأصبحنا نسمع من بعض القنوات جملا هائلة عن امتلاك البعض لأصقاع وراضي وعقارات تجاوزت حدود محيط ميزوبوتاميا نحو ارضي القارة العجوز بفلل في لندن وشراء شوارع كاملة في أوسلو ووصلت اقدام النقد العراقي إلى سدني ونيويورك ليتحول إلى أسهم وأطيان كما يحب أن يقول المصريين .
وربما لا يحتاج تاريخ اليوم إلى مؤلف فارسي ليكمل صفحات كتابة القديم بلصوص فاقوا إلف مرة ومرة لصوص العرب وعصابة "علي بابا" والأربعين حرامي وربما لن يعترض علية الحجي هذه المرة ويصفه بالزنديق حتى وان ابتدأ كتابة بأبيات تذم العرب وتتوعدهم كما يقول احدهم وهو يذم احد الفقهاء بالقول :-
" ألا أيها القانت المتهجد ُ..... صلاتك للرحمن أم لي تسجد ُ"
"أما والذي نادى من الطور عبدة ُ..... ما لغير المال تقوم وتقعدُ "
ونحن نرى ونسمع كل هذا ونعقله فلا نزيد أن نقول للتاريخ رضي الله عن "خير الله طلفاح" وأرضاه وادخله فسيح جناته .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - زلمه
حمورابي سعيد ( 2012 / 12 / 18 - 08:08 )
اخي جاسم...شعار لصوص اليوم...اللي ما يبوك مو زلمه .تحياتي


2 - لم نشاهد نهائي بطوله امم اوريا
د.قاسم الجلبي ( 2012 / 12 / 18 - 11:34 )
السيد جاسم, كنا نتلهف لمشاهده نهائي بطوله امم اوربا في الثمانينات من القرن الماضي , كنا مجموعه من الشباب نترقب من شاشه تلفزيون الشباب لنقل هذه المباراه الحاسمه ,ولكن روعنه حكومه البعث ووالي بغداد خير الله طافاح حرمونا من هذه المتعه لآن القناتين لتفزيون بغدادفي حينه كانوا ينقلون لنا خطبه الوالي طلفاح عن معركه بدر وطالت الخطبه وفبها من الدجل والكذب والاطاله الممزوجه بالتعصب للقومبه العربيه شكرا لك لآنك ايقضت ذاكرتنا واستعدنا بعضها مما اصبنا من تعسف واحتقار لحقوق الانسان في عراق الماضي,وبعدها وعن طريق الاذاعات عرفنا النتيجه بفوز الجيك بضربات الجزاء 5 ضد 4, لعنه على الانظمه الشموليه الاديكتاتوريه والتي بدأت تظهر على السطح في عراقنا الحالي وبعوده اشكال اخرى للوالي طلفاح خير الله.


3 - الى ابو رقية الفراتي فيس بوك
جاسم محمد كاظم ( 2012 / 12 / 19 - 06:49 )
الرجاء قراءة المقالة جيدا والتمعن بها قبل النطق بالحكم
مع التحية ..


4 - التحيات العطرة للرفيق جواد
علي الأسدي ( 2012 / 12 / 19 - 10:03 )
رفيقي العزيز
لقد زدتني معرفة بلصوصية تصبح من يوم ليوم نظاما اداريا وسياسيا ، وهو من عجائب الدنيا التي لم تدرج بعد في قائمة الأعاجيب. ليس لأمثالي الا أن يترحموا على حرامي بغداد الذي لم أعاصاره لحسن حظي لأني لم أكن هناك حينها. وعندما عدت الى بغداد بعد سقوط الحرامي وأحفاده شاهدت العديد من اللافتات في منطقة الكرادة الشرقية تقول عادت البستان الى أصحابها ، وكذلك في الوشاش ، فكيف سيكون الحال بعد أن يتكرم الله علينا بحاكم يسرق بأصول.
شكرا على الجهد الذي لم يلاحظه جيدا الصديق المعلق ابو رقية. وتحيتي للأخت الرفيقة مكارم المحترمة
رفيقك
علي الاسدي


5 - تحية للكل من حمورابي إلى الرفيق الاسدي
جاسم محمد كاظم ( 2012 / 12 / 21 - 08:16 )
تحياتي للكل وعذرا لعدم الرد لعدم امتلاكي لخدمة الانترنت في البيت وتحياتي لكل الردود


6 - تحياتي للرفيقة مكارم ابراهيم
جاسم محمد كاظم ( 2012 / 12 / 21 - 08:19 )
تحية للرفيقة مكارم ابراهيم وعذرا لتاخر الرد وشكرا جزيلا على هذة المداخلة


7 - تحياتي للرفيق علي الاسدي
جاسم محمد كاظم ( 2012 / 12 / 21 - 08:21 )
تحياتي للرفيق علي الاسدي
ومشتاق لكم يارفيقي العزيز وربما يأتي اليوم الذي يكون مساويا لذلك اليوم الذي رأيت لكنة سيكون معاكسا له في الاتجاه مع أطيب تحية وأسمى اعتبار

اخر الافلام

.. 67,1 بالمئة.. تقديرات نسبة المشاركة في الدورة الثانية للانتخ


.. الفرنسيون يختارون: -برلمان معلق- أو تعايش صعب بين الرئاسة وا




.. حزب الله يرد على اغتيال إسرائيل أحد مقاتليه بعشرات الصواريخ


.. ما أهمية خطاب أبو عبيدة للفلسطينيين قبل جولة جديدة من مفاوضا




.. شبكات | لماذا حظرت برلين المثلث الأحمر المقلوب؟