الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصمت العربي يدمر القدس

سمر أبوركبة

2012 / 12 / 18
مواضيع وابحاث سياسية



الصمت العربي يدمر القدس
أ: سمرأبوركبة
ان الصمت العربي يدل على مدى حجم التواطؤ والتخاذل والتامر على القضية الفلسطينية من قبل العديد من الانظمة العربية، وكذلك مدى العجز عند بعض الانظمة العربية، الغير قادرة على اتخاذ اية خطوات لمساعدة الشعب الفلسطيني، الذي يقصف على مرى ومسمع الجميع.
- تقوم إسرائيل بعمليات تهجير واسعة للمسيحيين والمسلمين، وتقديم الصراع على أنه صراع دينى – رغم أن ما ينفذونه من مخططات استيطانية صهيونية لا دخل للتوراة بها – فحسب إحصائية قدمها د. حنا عيسى، الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات – أن أعداد المسيحيين فى مدينة القدس انخفضت، حيث كان عام 2000 حوالى 11 ألف بينما صار عددهم اليوم أقل من 5000.. إن الغطرسة الصهيونية تخطط بكل الأساليب لتهجير المسلمين من القدس بدفع 120 ألف فلسطينى خارج الجدار العازل المحيط بالقدس، ومحاصرة الأنشطة الثقافية التى تعيد الهوية العربية الإسلامية للقدس.. ونزع الممتلكات وتطبيق "قانون الغياب"، ورفع مستوى الضرائب ورخص البناء بما لا يطيقه أى فلسطينى، والاستيلاء على الممتلكات الشخصية والوقفية الفلسطينية، وانتهاك المقدسات الإسلامية، فقد نفذت إسرائيل هذا العام حفريات تقدر بـ 470 حفرية حول المسجد الأقصى وقاموا باقتحام أكثر من 10 آلاف من ساحات المساجد، ولكنهم فشلوا فى الحصول على أى أثر يهودى.
إسرائيل تستهدف المقدسات المسيحية أيضًا، حيث تعرضت الكنائس للهجوم والانتهاكات لترهيب المسيحيين وإخراجهم من القدس، وتقديم القضية الفلسطينية للعالم على أنها قضية صراع دينى بين اليهودية والإسلام، وليس صراعًا سياسيًا – فيقل التعاطف معها – فالكيان الصهيونى يسعى لتهويد القدس والمقدسات والإنسان، وإعطاء المدينة الصبغة الحقيقية كعاصمة لدولة صهيونية، لكنهم لن يستطيعوا خدش العلاقة الإسلامية المسيحية بفلسطين، فكلاهما يجمعهما نضال مشترك من التآخى والنضال.. فالشعب الفلسطينى جزء واحد لا يتجزأ
فهناك مشروع قانون يدرس بالبرلمان الإسرائيلى، خاص بتقسيم أيام الصلاة فى الأقصى بين اليهود والمسلمين، وهو خطر كبير يهدد الأقصى، فلابد من توحد الفلسطينيين والبعد عن الانقسامات لمواجهة الانتهاكات الإسرائيلية، وتخصيص صندوق لدعم المقدسيين لتثبيت وجودهم فى القدس، وترميم المساجد والكنائس لتحقيق تكافل اجتماعى.
- وأمام هذه الأوضاع المؤلمة والحرب اليومية لتدمير الهوية الوطنية والإسلامية للقدس.. هناك ما هو أفظع.. السكوت المهيمن التآمرى لكل الدول العربية والإسلامية والعالمية عن هذه الجرائم غير المرخص بها لأى دولة عدا إسرائيل.. مؤامرة الصمت والاستكانة للعدو وعملائه والخضوع للضغوط الدولية سياسيًا ماهو الااستسلام كامل، وتَخَلٍ مطلق عن القدس، وإطلاق اليد للعدو ليفعل ما يشاء فى حين تبقى القدس أمام الشعوب للخطب والمنابر فقط.
أمام التنازلات التي فرضها تاريخ من التوسع الأستعماري، والنهب والابادات، صارت العبارة منسية, صار أي حق مقبولاً وأية عدالة مطلوبة، فإسرائيل ومن وراءها الولايات المتحدة دولة قوية لديها التكنولوجيا وأسلحة التدمير، ولديها قدرة فائقة على النفاق. وآخر نفاق يضرب على الأعصاب هو الشكل الذي يصوغ به ساساتها موقفهم.
ونظراً لما تقوم به الصهيونية من اعمال ضد الانسانية فإن من الواجب اعلان الحرب عليها وعلى امريكا زعيمة الارهاب والنفاق واللصوصية في العالم وفي التاريخ المعاصر.
نحن ننتبه الى الصمت العربي عما جري في جنوب لبنان، لا ُيشبهه إلاّ الصمت العربي عن ذبح الفلسطينيين في بيروت...؟ والصمت العربي عندما ُفرض على الفلسطينيين المتاهة في الصحراء الليبية...؟ وعن الصمت العربي امام كل استفراد استعماري بقوة عربية شريفة ، لا للصمت المتواطىء. ونعم للدم العربي الذي يغلي ثورة وكرامة وشهادة وانسانية. نعم للعدالة التي تتجدد وهي تتهيأ للقتال. ونعم لموقف يحسب حساب الحق وحده وينسى كل ما له علاقة بالربح والخسارة.
ان العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة المحاصر يأتي استهتاراً بالانظمة العربية،‌ مؤكداً ان الصمت العربي حي ان الحرب على غزة وصمود المقاومة وتصديها للعدوان الصهيوني، والمفاجأت التي اقدمت عليها بوصول القذائف الصاروخية والصواريخ الى قلب تل ابيب والقدس، واسقاط طائرتين، وكذلك الارادة الصلبة للشعب الفلسطيني واسر طيارين اسرائيليين، فاجأت النظام العربي الرسمي بحالة الصمود هذه، وبالتالي الانظمة العربية انكشفت امام هذه الحرب وانشكفت امام حالة الصمود التي يقوم بها ابناء الشعب الفلسطيني، امام الة الحرب الصهيونية.

فاذا كان التصعيد الاسرائيلي على قطاع غزة ياتي بمثابة اختبار للانظمة العربية الجديدة قد يكون اختبار من جانب، ومن جانب اخر هو استهتار بهذه الانظمة العربية التي تدعي ادعاءات فارغة ومؤسفة وهي تستهتر بمواقف هذه الدول ولا تحسب لها حساب.
ان تحرير القدس هو واجب ديني وانساني ،فالشعوب العربية والاسلامية لابد ان تتيقض وتتضحي بالغالي والنفيس من أجل القدس وفلسطين ، حتى تتحقق الدولة الفلسطينية الحرة المستقلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محمود ماهر يخسر التحدي ويقبل بالعقاب ????


.. لا توجد مناطق آمنة في قطاع غزة.. نزوح جديد للنازحين إلى رفح




.. ندى غندور: أوروبا الفينيقية تمثل لبنان في بينالي البندقية


.. إسرائيل تقصف شرق رفح وتغلق معبري رفح وكرم أبو سالم




.. أسعار خيالية لحضور مباراة سان جيرمان ودورتموند في حديقة الأم