الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تطور الانتاج الراسمالي والشيوعي ٤

حسقيل قوجمان

2012 / 12 / 19
مواضيع وابحاث سياسية



بعد ان ارسلت مقالي الاخير للنشر كان في نيتي ان اناقش تعليق الاخ طريف سردست حول المقال الاخير لانه تعليق موضوعي هام. ولكن التعليق الذي اضافه الاخ فؤاد اضطرني الى تاجيل الجواب على الاخ طريف والاجابة على تعليق الاخ فؤاد النمري الاخير لتعلقه بالمقال الاخير. تكون تعليق الاخ فؤاد الاخير من موضوعين هذا نصهما:
"أنت لم تناقش اعتماد الرأسمالي المتزايد على التقنيات أي زيادة نسبة الرأسمال الثابت إلى المتحرك أي مجموع الأجور وهو ما يؤدي إلى انخفاض معدل الربح
بل عدت تناقش تحقق فائض القيمة بفهم خاطئ يقول أن الرأسمالي يبادل سلعته بفيمة أكثر من قيمة العمل المختزن فيها"
ابدأ هذا النقاش في الموضوع الثاني. لا ادري اين قر أ الاخ فؤاد ان حسقيل يقول ان الراسمالي يبادل سلعته بقيمة اكثر من قيمة العمل المختزن فيها. كان عليه ان يقتبس عبارة او جملة واحدة كتبها حسقيل بهذا المعنى ولا ان يعزو الى حسقيل بهذا الخطأ دون ان يستشهد بعبارة تدل على ذلك في مقال حسقيل الحالي او في اي مقال حول الموضوع كتبه حسقيل. ان اتهاما كبيرا او غليظا اذا شاء كهذا بدون الاستناد الى نص يدل عليه اتهام غير عادل وغير صحيح.
ناقشت هذا الموضوع مع الاخ فؤاد مرات عديدة وبصور متعددة ولكنه لم يفهم الموضوع او لم يشأ ان يفهمه. المشكلة التي يعاني منها الاخ فؤاد هي انه لا يميز بين قيمة سلعة قوة العمل وقيمتها الاستعمالية.
لكل سلعة مهما كان نوعها قيمة وقيمة استعمالية. وقيمة كل سلعة تتحقق في السوق، في التبادل السلعي. وحسب قوانين التبادل السلعي يجري التبادل معادل لقاء معادل. ولا يمكن في السوق بيع او شراء اية سلعة باكثر من قيمتها اي ساعات العمل المختزنة فيها. لاننا لو فرضنا ان البائع يبيع سلعته باكثر من قيمتها فان هذا البائع يصبح شاريا وان البائع الاخر يبيعه سلعته باكثر من قيمتها.
كل سلعة لها قيمتها الاستعمالية. والقيمة الاستعمالية لاية سلعة لا علاقة لها بساعات العمل المختزنة فيها اي قيمتها. القيمة الاستعمالية للسلعة هي الفائدة التي يستفيدها شاريها من استعمالها بصرف النظر عن قيمتها اي ساعات العمل المختزنة فيها. فعندما يشتري انسان قميصا فانه لا يستعمل ساعات عمل في القميص بل يستعمل القميص بلبسها. ولا يجري استعمال القميص بموجب ساعات العمل المختزنة فيها اذ كل القمصان مهما كانت قيمها يكون استعمالها هو لبس القميص ولا استعمال مختلف لها حسب قيمتها.
سلعة قوة العمل كغيرها من السلع لها قيمتها المتمثلة بساعات العمل المبذولة في انتاجها اي مجموع الغذاء والكساء والسكن وغيرها. ساعات العمل المختزنة في المواد التي يستعملها العامل تشكل قيمة سلعته، قوة عمله، كما تمثل ساعات العمل المختزنة في القميص قيمتها.
كذلك توجد لسلعة قوة العمل قيمة استعمالية. وكما لا توجد في استعمال القميص اية علاقة بساعات العمل المختزنة في انتاجها لا توجد في استعمال قوة العمل اية علاقة بساعات العمل المختزنة في انتاجها. فكما في استعمال القميص يستطيع الشاري لبسها مرة واحدة او ان يلبسها لمدة سنة كذلك يستطيع الراسمالي استخدام السلعة التي اشتراها ساعة واحدة او عشر ساعات او حد اقصاه اربع وعشرين ساعة اي اليوم الذي دفع ثمنه. هذا الفرق بين قيمة سلعة قوة العمل اي ساعات العمل المختزنة فيها، المواد التي يستهلكها العامل من اجل خلق قوة عمله اي قدرته على العمل في اليوم التالي، وبين القيمة التي يخلقها عمل العامل في المصنع لانتاج سلع جديدة للراسمالي عند استعمالها. فساعات العمل المختزنة في انتاج سلعة قوة العمل تستهلك لاعداد قوة العامل للعمل. والراسمالي لا يستعمل ساعات العمل المختزنة في قوة العمل بل يستعمل القيمة الاستعمالية لقوة العمل، العمل في ادوات الانتاج التي يقدمها للعمال. وما يستلمه الراسمالي هو ساعات العمل التي يشتغل فيها العامل لانتاج السلع من ادوات الانتاج التي يقدمها له. والسلعة التي يعرضها الراسمالي للبيع في السوق ليست ساعات المختزنة في سلعة قوة العمل وانما ساعات العمل المختزنة في السلعة التي انتجها العامل له اثناء عمله.
منذ العصور المتقدمة من المشاعية البدائية اصبح الانسان قادرا على الانتاج في عمله اليومي اكثر من المواد التي يستهلكها من اجل معيشته. كان هذا واضحا في امكان الانسان ان ينتج موادا تكفي لاعالته ولاعالة اشخاص لا يعملون. وكانت هذه هي الظاهرة التي ادت الى عدم قتل اسرى الحرب بل الى ابقائهم احياء وجعلهم عبيدا وتحول المجتمع الى مجتمع العبودية.
وتطورت هذه الخاصية البشرية تطورا هائلا منذ العبودية حتى الراسمالية طبقا لتطور الانتاج ووسائله هذا التطور الهائل. وهذا التطور هو الذي خلق امكانية الاتجاه الى التحول الى انتاج راسمالي. فالاساس الاقتصادي لتحول النظام الى الراسمالية هو ان الراسمالي يستطيع عند شراء قوة عمل الطبقة العاملة حسب قيمة انتاجها ويستطيع عند استعمالها الحصول على القيمة التي تخلقها الطبقة العاملة عند استخدامها في الانتاج. ولولا هذه الظاهرة لما امكن نشوء الانتاج الراسمالي.
لقد ميزت في مقالي نوعين من العلاقات. علاقة الراسماليين بالراسماليين وعلاقة الراسماليين بالعمال. فعلاقة الراسمالي بالراسماليين عند شراء جميع المواد اللازمة لانشاء المصنع واعداده للانتاج علاقة تسري بموجب قوانين التبادل السلعي. وبينت ان هذه العلاقة هي علاقة بين طرفين متعادلين والمعاملة بينهما تسري وفقا لقوانين التبادل السلعي ولا يمكن التلاعب بها. وكذلك عندما يعرض الراسمالي السلع التي انتجها له العمال في السوق هي الاخرى علاقة بين طرفين متعادلين والعلاقة بينهما تسري وفقا لقوانين التبادل السلعي ولا يمكن التلاعب فيها. وهذا بالضبط عكس ما اتهمتني بقوله في تعليقك.
وميزت هذه العلاقات عن العلاقات التي تربط الراسمالي والعمال. وبينت ان هذه العلاقات تجري بين طرفين غير متعادلين، الطرف الراسمالي قوي بامتلاكه ادوات الانتاج والنقود وطرف العمال الضعيف الذين لا يستطيعون العيش بدون الارتباط بادوات الانتاج التي يمتلكها الراسمالي.
بينت ان العلاقة الاولى هي عند شراء قوة عمل العمال في السوق حيث يستطيع الجانب القوي، الطرف الراسمالي التلاعب في شراء قوة عملها ولهذا ينشأ الصراع الدائم بين الراسمالي والعامل حول الاجور والظروف المرافقة لها.
وبينت ان العلاقة الثانية بين الراسمالي والعامل خارج السوق عند استعمال القيمة الاستعمالية لقوة العمل التي اشتراها. فبينما يرى الراسمالي من حقه ان يستعمل قوة العمل لمدة اربع وعشرين ساعة يرى العامل انه يحتاج الى تقصير يوم العمل وينشأ الصراع الدائم حول يوم العمل وهو صراع له تاريخه الذي يمتد عمره الى عمر الانتاج الراسمالي.
ترى عزيزي فؤاد ان ما عزوته الي من الادعاء بان الراسمالي يبيع سلعته باكثر من قيمتها، ساعات العمل المختزنة فيها، لا اساس له. واعتقد ان سبب هذا الاشتباه هو انك تربط بين ساعات العمل المختزنة في انتاج قوة العمل التي يشتريها الراسمالي وبين ساعات العمل المختزنة في السلعة التي ينتجها العامل اثناء العمل في المصنع وهما في الحقيقة شيئان مختلفان تمام الاختلاف.
بذلت كل جهدي في شرح هذا الموضوع باوضح وابسط طريقة استطيعها واعتذر من الاخ فؤاد وغيره من القراء اذا عجزت عن شرحه بما يكفي من الوضوح والبساطة لكي يفهموني.
اما الجزء الثاني من تعليقك: "أنت لم تناقش اعتماد الرأسمالي المتزايد على التقنيات أي زيادة نسبة الرأسمال الثابت إلى المتحرك أي مجموع الأجور وهو ما يؤدي إلى انخفاض معدل الربح" فهو يرجع الى ان موضوع مقالي هو شرح الفرق بين قانون انخفاض معدل الربح وهو قانون طبيعي يسري بالاستقلال عن ارادة الانسان وظاهرة الربحية التي تجري بارادة الانسان. ولم اجد حاجة الى مناقشة الراسمال المتغير والراسمال الثابت لان ذلك يخرجني عن الموضوع ولا يفيده.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاتمتة
زينة محمد ( 2012 / 12 / 19 - 17:22 )
الرأسمالي بالاتمتة لا يزيد لا معدل الربح ولا الربحية لان ارباح الرأسمالي تاتي من فائض القيمة وبتوسيع الانتاج يزيد الرأسمالي من ارباحه اذا ما استخدم عمال أكثر والربوت لا يزيد لا معدل الربح ولا الربحية انما العكس كونه يودي للاستغناء عن العمال وليس تشغيلهم.


2 - سؤال بسيط للرفيق حسقيل
رفيق عبد الكريم الخطابي ( 2012 / 12 / 19 - 17:37 )
تابعت سلسلة مقالاتك الأربعة وأعتقد أن الرد في المقال السابق كان كافيا للغاية ،أما ان تحاول إقناع من يرى ألا وجود لنظام رأسمالي حاليا. فعبثا تقنعه بالقوانين الفاعلة في ذلك النظام,,,ما يحيرني صراحة هو لماذا نصر على معرفة قوانين نظام نعتقد بموته ..ألن يكون الأمر محيرا لو أننا اليوم انغمسنا في نقاش حول قوانين الاقتصاد الاقطاعي أو العبودي مثلا ...لا شك ان الأمر سيكون اشبه بالثراء الفكري ليس إلا....إقناع السيد المحترم النمري تتطلب جملة واحدة تردد في كل مقال وهي : الرأسمالية ماتت وكفى الرفاق شر الحوار....أحيي مجهودك التنويري الرائع رفيقنا المميز حسقيل ونتمنى لك الصحة بما لا يحرمنا من إبداعك...تحياتي


3 - عفوا زينة
رفيق عبد الكريم الخطابي ( 2012 / 12 / 19 - 18:14 )
إن كنت تتحدثين عن الرأسمالي فسأعطيك مثالا بسيطا....قبل سنة مثلا كان رأسمالي يتوفر على وحدة إنتاجية بآلات استغنت عنها أوربا بعد الحرب العالمية الثانية تقريبا..يشغل حوالي 40إلى 50 عاملا ليلا ونهارا لإنتاج مثلا 1000وحدة من سلعة معينة...قام هذا الرأسمالي باقتناء آلة أخرى أكثر تطورا من الناحية التقنية لا تشغل إلا عشرة عمال تقريبا ...أصبح هذا الراسمالي ينتج 10000 وحدة من تلك السلعة...أي بامكان الرأسمالي أن ينتج في يوم ما كان ينتجه في عشرة أيام...هذه ملاحظة من الواقع العيني ويمكن القياس عليها ...كيف يمكن أن نقول أن تحسين وسائل الانتاج لا يزيد من الربح؟أما معدل الربح فذلك شيء آخر أنه نسبة مئوية للربح على الرأسمال، وكلما ارتفع الرأسمال أكان ثابتا أو متحركا ينخفض معدل الربح...وهو قانون يميز كل النظام الرأسمالي...مع الاعتذار من الرفيق حسقيل لأني تطفلت على ملاحظة ليست موجهة لي


4 - الى رفيق الخطابي
زينة محمد ( 2012 / 12 / 20 - 17:28 )
لم اقل ان تحسين الآلة لا يزيد الانتاج ما قلته ان زيادة الانتاج وتخفيض عدد العمال يقلل من ارباح الرأسمالي لان السلعة تبادل بقيمة العمل البشري المستهلك لانتاجها والرأسمالي يربح من فائض القيمة وليس من زيادة الانتاج هذه هي الماركسية يا رفيق رفيق


5 - معذرة رفيقة زينة
رفيق عبد الكريم الخطابي ( 2012 / 12 / 21 - 16:06 )
إنها ماركسية أخرى قد أجهلها ، وقد يفهمها الصديق النمري فقط...أما الواقع والماركسية ليست سوى علم هذا الواقع فلا علاقة لهما بالأمر...وبمنطقك أعلاه سوف نصل إلى النتيجة التالية....كلما زاد عدد العمال زادت أرباح الرأسمالي...وهذا في نظري حمق ...لأنه سيكون غباء من طرف الرأسمالي، تحسين وسائل الانتاج من أجل خفض الأرباح...سيكون الرأسمالي غبيا حين يسرح عماله ويقلل دوما من عددهم وزيادة استغلال من تبقى منهم في مؤسسته من أجل تقليل أرباحه...قد أتفق في حالة نقاش كل النظام الرأسمالي أي من الناحية الماكرو اقتصادية وليس الميكرو اقتصادية...زيادة الانتاج في الأحوال العادية لتطور الرأسمالية وليس فترات أزمتها تعني زيادة الأرباح طالما هناك من يقبل على استهلاك تلك السلع..وهذه مشكلة أخرى من تناقضات النظام الرأسمالي الدائمة

اخر الافلام

.. هنية: حماس والفصائل جاهزة لإبرام اتفاق يتضمن وقفا دائما لإطل


.. مؤتمر صحفي في ختام أعمال قمة سويسرا بشأن السلام في أوكرانيا




.. الحرس الثوري أعلن في وقت سابق عدم التدخل في انتخابات الرئاسة


.. انتخابات الرئاسة الأميركية.. في انتظار مناظرة بايدن وترامب ا




.. جيك سوليفان: وسطاء من مصر وقطر يعتزمون التواصل مع حماس مجددا