الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكاية التي سكنت الروخو تجسيد لآدميون يركبون السيارات وعفاريت مجسمة خلف الهضبة

عقيدي امحمد

2012 / 12 / 19
الادب والفن


الحكاية التي سكنت الروخو هو كتاب للكاتب جيدل بن الدين صدر عن المؤسسة الوطنية للكتاب –الجزائر يحمل بن طياته العديد من القصص المتنوعة منها ، جثت مدفونة في قلبي ، صرت كبير ، مقاطع من مهرجان الشيطان ، الزمبريطو ، الرؤية التي تشوهت ، قدور الطراباندو ، هموم دحمان المصدوع ......الخ هذه المجموعة القصصية التي جسد فيها بن الدين العديد من النماذج والصور البشرية لعفاريت مجسمة خلف الهضبة وادميون يركبون السيارات الفاخمة ، وهنا تراودني أفكاري الى ادب موليار في قصة القراوي المتمدن هذا القروي الذي مهما تطور ، ومهما كسب من اموال يبقى قراوي الافكار "بليد" والجميل في الكتاب المتواضع هو تجسيد لواقع معاش يعيش فيه ، الجاهل ، والنية ، والفقير ، والغني ، والمتفطن هو سيد الموقف ، الكاتب يجسد دور الخرافات في تركيب النفسية البدوية ، فالخرافات من يصدقها عادي ، ومن لا يصدقها عادي في مجتمع ريفي البطل فيه صاحب المال ، مثل هذا المقطع " خارفتكم ...ماخارفتكم ..مخارفة الشيطان على الاوطان ..عن قوم بني عامر حين اصبح راعيهم مكان السلطان "
القصة تجسد كيف تستغل الطبقة المتفطنة الطبقة الجاهلة هذه الفئة من البشر التي تعد خبزة صائغة في أنياب اصحاب الفطانة .
كما تعد قصة مقاطع من مهرجان الشيطان هذا المهرجان الذي يقام في القرية وإبطاله ومنشطيه أصحاب اربطة العنق المزركشة التي ترفرف حول الأوداج الدسمة ...تتمايل البطون والأرداف والتي تجسد شخصية شيخ البلدية او عزرئيل قباض الارواح ..الرجل رجل ياجماعة والموت واحد . الكل مخطؤن وحدي .اعرف امي امي علمتني لاضوء ولاماء لاشيخ بلدية ولاميرها ..هذه الهموم نحملها نحن الدجاج والخراف والبشر واولئك شياطن الورق العفاريت المجسمة خلف الهضبة .
رغم بساطة الاسلوب في القصة لكنها تحمل العديد من المفاهيم وهذه القصة موجهة لآشخاص يفقهون معاني الكلمات ، فالبساطة تصنع المعجزات ، والعظمة تبدأ من لاشئ ، ورغم مكان يعاني منه الكتاب في السبعينات من مشاكل نشر ، وتوزيع استطاعوا ان يصنعوا أدبا راقي وهذا نتيجة لا جددنا الذين زرعوا فينا الحب ، والشهامة ، والقوة ، والإرادة والعزيمة ، والصبر ، وعندما أقراء القصة التي سكنت الروخوا ونشاهد ما يجري في عصرنا اليوم من متناقضات اشعر وكأني واقف على الأطلال . وكم انا خائف اليوم لو يعود أجدننا ذات يوم ويسمعون ان القيم والشيم التي زرعوها في أنفسنا شعيت في المقابر وأصبحت اطلال .وكم نالت إعجابي المقدمة الرائعة للاستاذ مخلوف عامر الذي وصف فيها ادب الكاتب بن الدين متحدثا في احدى العبارات منها ان الكاتب في هذه المسيرة القصصية يبحث عن الخلاص ويحاول ان يجيب عن هذا السؤال المحير ومن خلال المعادلة بين الواقع والممكن ، لم يؤمن باستحالة الخلاص ، ولم يقبع في زاوية ما لاجترار الماضي ولم يقتنع بان الصعود نحو الأعلى يكون بالتشبث بتلابيب الأغنياء، كل ذلك لانه يحمل دوما بصيصا من الامل ، والامال غذاء ضروري للاديب والا سقط في هاوية الانتحار المادي او المعنوي .
هكذا قدم لنا الكاتب شرائح مختلفة ، تشكل المعانات قاسما مشتركا بينهما ، ويشكل استشراق المستقبل طموحها الاوحد ، يقدم لنا صورا من الواقع الحي في لغة سليمة تمثل الجمل القصيرة الموحية سمة اساسية فيها ويشكل التراث الشعبي أحد روافدها.
يمتاز الكاتب بواقعيته في الكتابة على انه واقعي ايضا خارج الكتابة ، ولديه من المؤهلات ما يسمح له بتأصيل هذا التميز وتطويره نحو الارق اذا هو شد هذا الخيط الذي يربطه بالواقع ويحفظه من الضياع كما يقول برتولد بريخت "لايمكن للكاتب ان يكون واقعيا في الكتابة الاعندما يكون واقعيا خارج الكتابة ايضا "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أقرب أصدقاء صلاح السعدني.. شجرة خوخ تطرح على قبر الفنان أبو


.. حورية فرغلي: اخترت تقديم -رابونزل بالمصري- عشان ما تعملتش قب




.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث