الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عالم لا نعرفة جيداَ

ثائر وشحة

2012 / 12 / 19
أوراق كتبت في وعن السجن


عالم دون قمر ولا يوجد لديهم نجوم ، ولا تصلهم الشمس الا قليلاً ولا يرون السماء دون أسلاك وقضبان حتى أنهم أصبحوا يتخيلونها ويرسمونها بذاكرتهم انها هكذا، مليئة بالأسلاك والقضبان يتمنون ان يروها صافية وان يروها مساءً بلحظات المغيب ، ان يحلموا بها صافية ، هم من في هذا العالم يعشقون الحياة ويقدسونها ، لأنهم يدركون جمالها ، ولكن حياتهم تختلف عن حياة من هم أحرار.
فهم يمارس ضدهم كل إشكال القمع والاستفزاز والعنصرية للنيل من إرادتهم وكرامتهم وشموخهم ، فهم من يتم حرمانهم من أبسط إشكال الحياة وبحقوقهم الغير قابلة للنقاش يتم التفاوض معهم على ابسط مقومات الحياة .
اعتقد ان هناك الكثير من العالم لا يعرف معنى ان يكون الانسان أسيرا لدى الاحتلال الصهيوني الذي يمارس ويبتكر كل إشكال العنصرية بحقهم ، هل تشعرون كم مؤلمة هذه الحياة وكم صعبة ان تمنع من ممارسة كل شيء انساني .
لن تشعروا بقيمة ان تستيقظ من النوم دون عدد، ودون فوضاء وصراخ بلغة لا تفهمها وغريبة على مسامعك، لا اذ كنت قد عشت تجربة الاعتقال.
ولا اجمل من ان تستيقظ من نومك بشكل طبيعي دون إعلان حالة الطوارئ واقتحام القسم بحجة التفتيش الروتيني ، ولا أروع من ان تستيقظ من نومك وتمارس حياتك بشكل طبيعي دون استفزاز او حرمان من ابسط حقوقك فلا اقبح من ان تجد نفسك بحاجة الى اذن لمغادرة غرفتك ضمن أوقات محددة وان لا يسمح لك بالاستحمام الا في أوقات الخروج الى الساحة وانك ممنوع من ممارسة الرياضة الا ضمن شروط وبوقت معين ، لتجد نفسك ممنوع من كل شيء ومن ابسط الاشياء.
وفي حالات المرض لا يوجد امامك سوى خيارين اما التحمل والمكابرة واما اخذ حبة أسبرين لكل الإمراض التي عرفتها البشرية فلا ادوية أخرى
حياة مليئة بالقصص والحكايات التي لم تكن تستطيع ان تتخيلها حتى بأفلام الرعب مليئة بالإحداث المؤلمة تفوق كل القصص التي كنت قد سمعتها ممن عاش هذه التجربة لان كل الكلمات لا تستطيع وصف ما يحصل في سجون الاحتلال الصهيوني ولانه هذا المحتل يعمل ليل نهار بكل الوسائل والتكنولوجيا التي عرفها الانسان على ابتكار وسائل جديدة أكثر عنصرية عما سبق للنيل من أرادة أسرنا واسيراتنا وذويهم وعقابهم على انتمائهم ودفاعهم عن وطنهم المسلوب ،فهم لا يدركون بأن هؤلاء الاسرى والاسيرات يرفضون اي احتلال بتفكيرهم وأحلامهم وضميرهم لذلك ليس بمقدور اعتى قوة بالتاريخ ان تحتل إنسانيتهم.
ولذالك لن يانهزموا ومصيرهم النصر الحتمي على هؤلاء من لا جنسية لهم على من هم لمامة أوروبا، ولأنهم يدركون بأن النضال والتضحية في قاموس الفلسطيني وكل من هو مناضل واجب ثابت ولا يمكن التراجع عنه فهم الاقوى من كل جبروت هذا المحتل .
ولان قناعتهم راسخة بان الاحتلال والحياة لا يمكن ان تستمر لانهم نقيضين وان حرية الوطن رديف للحياة ولا يمكن فصل اي مفردة عن الآخرة ، وان عصر العبودية اندثر ولا رجعة له وخصوصاً لدى كل من يؤامن بعدلة قضيتنا .
ولذالك سيبقى الأسير الفلسطيني مهما زادت الضغوط علية ومهما ازداد ظلام الليل سيبقى ينتظر شروق الشمس ولن ييأس وسيقى يضحي ويقاتل من اجل استرجاع ارضه ووطنه الذي سرق منه كي يحيا حياة جميلة كوطنه .
ولانه يتمتع بكل هذا الإيمان بعدالة قضيته سيبقى يتمتع بحريته اينما كان وبأي ظروف وجد وسيبقى اقوى واسعد واجمل من سجانه وحر أكثر منه لأنهم لا يدركون ولا يعرفون معنى الحرية بشكل حقيقي واعتادوا ان يعرفوها بشكلها المزيف والمستورد فالحرية لا تهدى ولا تباع وانما تنتزع انتزاعاً ، ولا يمكن ان تتعايش الحرية مع الاحتلال والاستبداد والعنصرية ولذالك الاحتلال والاستبداد الى زوال .
ثائر وشحة
18/12/2012
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اتهامات للاتحاد الأوروبي بتمويل اعتقال المهاجرين وتركهم وسط


.. مدعي الجنائية الدولية يتعرض لتهديدات بعد مذكرة الاعتقال بحق




.. مأساة نازح فقد فكه في الحرب.. ولاجئون يبرعون في الكوميديا بأ


.. صلاحيات ودور المحكمة الجنائية الدولية لمحاسبة مرتكبي جرائم ا




.. كلمة أخيرة - أمل كلوني دعمت قرار الجنائية الدولية باعتقال نت