الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلامًا أيها الخفاجي المكابر ابداعًا.. سلامًا لروحك

حيدرعاشور

2012 / 12 / 19
الصحافة والاعلام


سلامًا أيها الخفاجي المكابر ابداعًا.. سلامًا لروحك

حيدرعاشور
غادرنا الشاعر محمد علي الخفاجي صاحب (ثانية يجيء الحسين) وهي مسرحية تتطرق للوقفة الحسينية العظيمة بوجه الظلم.. وهي مسرحية حداثوية راقية، ولغة ثرية وادارة فنية مدهشة للصراع الدرامي، حيث حصلت هذه المسرحية على الجائزة الاولى في مسابقة مهمة اقيمت في الجزائر من بين عدد كبير من الاعمال المسرحية المشاركة آنذاك من عموم العالم العربي.غادرنا الخفاجي الى بارئه تعالى، بعد ان واجه بقوة وصلابة مرضا عضالا اصابه منذ ما يقرب عاما ونصف. وللحقيقة نقول إن الشاعر الراحل لم يلقَ من الاهتمام ما يليق بقامة ادبية مثله سواء من الحكومة او من المؤسسة الثقافية والمنظمات الثقافية لاسيما اتحاد الادباء والوزارة المعنية بالثقافة.غادرنا الشاعر والفنان المسرحي والأديب والروائي و المبدع الرسول الذي نسج معاني الجمال بالحرف وبعث الروح في الكلمة التي كان يبنيها بالمعاني والدلالات والصور والأفكار والرؤى المتجددة. كان الشاعر يمتلك موقفاً أدبياً وجمالياً فقط اضافة الى موقفه الاخلاقي والانساني في تعامله مع الكلمة وفي تعامله مع الذات ومع الآخر ومع الأشياء في الواقع وخارج منطقة الواقع. هكذا هو الشاعر محمد علي الخفاجي فهو الى جانب كونه شاعرا ومسرحيا مبدعا فهو إنسان أيضا يتمتع بروح المحبة والسمو والأخلاق العالية. لم أره يوماً يحمل ضغينة او حقداً او كرهاً لأحد انه صديق الجميع. لم ينسَ مدينته كربلاء يوما وقد رحل عنها بفعل ظروف قاهرة ولم ينسَ أصدقاءه ومحبيه، كان يتفقدهم واحداً واحداً يسأل عن أخبارهم، إبداعهم، همومهم، أفراحهم. ورحيله شاعرنا الخفاجي شكل خسارة للأدب العراقي والعربي كونه كان واحداً من رواد المسرح الشعري. شاعرنا الراحل كان متعدد الثقافات فهو شاعر ومسرحي ولغوي وقبل كل هذا إنساني ولد في كربلاء عام 1946 عمل مدرسا للغة العربية بعد إكماله الدراسة الجامعية في كلية الآداب جامعة بغداد، شهدت له كربلاء قصائده الأولى في دواوينه؛ (شباب وسراب) عام 1964، (مهرا لعينيها) عام 1965، (لو ينطق النا بالم) عام 1967، ومسرحية (ثانية يجيء الحسين) التي استقاها من منابع مدينة كربلاء الثرة ومن أعظم ينبوع في التاريخ الإنساني فداءً وبطولةً وأدباً وثقافةً وحضارة، ملحمة الطف الخالدة والتي فازت بجائزة المسرح العراقي في يوم المسرح العالمي. ثم تواصل في شعره وكان ديوانه (لم يأت أمس سأقابله الليلة ) عام 1975 اما في المسرح النثري كان له (وأدرك شهرزاد الصباح 1972) و (الديك النشط 2002 ) وفي و (أنا وهواك خلف الباب 1970) و (يحدث بالقرب منا )2001و(البقاء في البياض أبدا )2005 و(الهامش يتقدم ) 2007، وهو حائز على قلادة الإبداع لجائزة الدولة الكبرى في الدراما السمعية 2002، وأصدر مجلة (الحرف) التي عنيت بقضايا الفكر المعاصر. شكل كل ذلك منعطفا جديدا في رؤاه الشعرية وانتقاله إلى القصيدة السياسية قصيدة الإنسان والحرية، قصيدة الموقف والكلمة الصارخة بوجه الظلم والعدوان والزيف والباطل إنصافاً للحق والعدل وحرية الإنسان وتحطيم قيود العبودية ومصادرة الرأي وِسجن الفكر التي تمرد عليها الخفاجي في شعره وحياته. سلاماً أيها الخفاجي المكابر ابداعاً.. سلاما لروحك وندعو الله سبحانه وتعالى ان يتغمدك برحمته الواسعة، ويلهم ذويك الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا بعد موافقة حماس على -مقترح الهدنة-؟| المسائية


.. دبابات الجيش الإسرائيلي تحتشد على حدود رفح بانتظار أمر اقتحا




.. مقتل جنديين إسرائيليين بهجوم نفذه حزب الله بطائرة مسيرة


.. -ولادة بدون حمل-.. إعلان لطبيب نسائي يثير الجدل في مصر! • فر




.. استعدادات أمنية مشددة في مرسيليا -برا وجوا وبحرا- لاستقبال ا