الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مختبر السرد السياحى 2 :السياحة الخضراء والاقتصاد الاصلع

احمد قرة

2012 / 12 / 19
الادارة و الاقتصاد


فى معالجة تجريبية لمسرحية فاوست للكاتب الالمانى يوهان فولفانج جوتة ، قام بها الكاتب المغربى عبد الكريم برشيد، اطلق عليها " فاوست والاميرة الصلعاء ـ قال فاوست فى حديثة لمظلوم الشخصية التى تمثل الشر : ملعون انت يامظلوم حلمك مزيف وقضائك وهم وقبض ريح ، لقد خدعتنى ، فانت لاتقدم الطحين للجياع ولاتصنع خبزا بيد المحبة ، واميرتك ما هى الا صلعاء،،،،
وهكذا تصبح السياحة هى تلك الصناعة الصلعاء طالما لايوجد اقتصاد يستطيع ان يمنح الجياع حقوقهم فى الحياة ، بل لطالما كانت اهم الخدع التى ساقتها الراسمالية العالمية ان جعلت السياحة هى بريقها المزيف المعظم لحق الفرد فى الرفاهية والاستمتاع ، رغم كون هذا الفرد اذا كان جائعا ، فلا قيمة لاى استمتاع ، لذا ظللت السياحة ولعقود طويلة نشاطا ينظر الى بشديد من الحذر والكثير من الاستخفاف ، واصبحت من صناعات الصفوة والنخب الراسمالية ، رغم كونها حق للبشر جمعيا واحتياجا لاسبيل للاستغناء عنة مهما تنوعت صورة ، وكانت هذة الصورة الذهنية المغلوطة والتى ساهمت الولايات المتحدة بدور كبير فيها كونها تمثل مجتمع الوفرة منذ بدايات القرن الماضى ، الا ان ذلك المفهوم الخاطى ادى الى مزيد من الاثار المدمرة ، فنحن حين نتناول السرد السياحى وتقنياتة علينا اولا ان نؤكد ان صناعة السياحة مثلها مثل كل الصناعات لديها مكونين رئيسيين ، الاول يمكن ان نطلق عليه الهاردوير ،والثانى السوفت وير ، فالهاردوير يمثل المنتج السياحى بصورتة الطبيعية والصناعية ، من اماكن واثار وغيرها من المكونات المختلفة للجسم الصلب للصناعة ، والثانى هو السوفت وير هو يمثل البرامج الذى يمكن التعامل بة مع هذا الجسم الصلب للصناعة ، وهو السوفت وير هو الاصعب فى هذة المعادلة وهو الاكثر اهمية ، فكثير من دول العالم ربما تتصور كون لديها معالم واثار ومناطق طبيعية خلالة انها بقادرة على ايجاد الجذب السياحى ، ولعلنا لو قمنا ياجراء مقارنة بين مصر ودولة الامارات لاتضح الاهمية الكبرى فى السوفت وير للصناعة وبرامج ادارتها ، بل ربما تكون مدينة مثل نيويورك التى يزورها سنويا 50 مليون سائح او باريس التى يزورها 45 مليون سائح اكثر ممن يزورا افريقيا كلها ، واللذين يبلغوا 42 مليون بما لديها من حياة برية ومنتجات سياحية طبيعية لامثيل لها ، لذا كان التعامل مع السوفت وير للصناعة اهمية كبرى ، لانة من اثار السيادة الراسمالية للصناعة خلال قرن ماضى من الزمان اسقط الكثير من الافكار المتوحشة لتلك الراسمالية على الصناعة وجعلتنها عرضة لمزيد من التدمير ، فيما ظهر حديثا وعرف بازمة المناخ ، واعقب ذلك ظهور المزيد من الدراسات والمصطلحات واخرها الذى اطلقة الكاتب كونستانس كريست فى ناشيونال جيوجرافيك بمصطلح السياحة الخضراء والسياحة الايكولوجية ، والذى بدا فى الاتساع والنمو ، واصبح يخرج كثيرا عن خيارات التفضيل والاختيار الى الضرورة



لذا فان الطريق الى اتساع فكر السياحة الخضراء ، ليس فقط مجرد مفاهيم جديدة ،التى تشير الى اهمية البعد البيئى وتحفز علية فقط من خلال المؤسسات السياحية والمنظمات الدولية، بل ان هذا الفكر الاخضر كما يطلق علية عالميا هو الاطار الذهنى الى النمو الاخضر ومواجهة التصدى لتلك الاثار المدمرة التى تحاك بالبيئة وتهدد مستقبل البشرية، وعلى الرغم من ان تلك المفاهيم ظللت تزحف رويدا على موائد القرارات الدولية وفى اجتماعات المنظمات السياحية الدولية ، الا ان الجدوى الحقيقية المرجوة لم تصل الى درجة الطموح المطلوب ، وعلى الرغم من انة قد اتخذ فى سبيل ذلك الكثير من القرارات التى تعمل على دمج هذا النمو الاخضر فى البنية الاساسية السياحة ، الاان النتائج لم تكن على مستوى المستهدف باى حال من الاحوال ، بل انة يمكن القول وبصفة خاصة فى المنطقة العربية ،وخاصة مصر نجد ان هذا النمو الاخضر والفكر البيئى لايتجاوز مجرد امنيات واهداف قد يتشدق بها المسؤلين الرسميين دون ان يحددوا الطرق والاليات التى يجب ان تكون السبل فى الوصول اليها ، وذلك بسبب ان الاهتمام النمو الاخضر هو مجرد قرارات حكومية لم يصل بعدها الى النطاق الشعبى والى المبادرات للمجتمع المدنى ، والفكر والوعى المجتمعى ، لذا فقد كان سعى المنظمات الدولية الى التعامل مع قاعدة الهرم السياحى فى العالمى بافرادة ومنظماتة ومجتمعة المدنى ، لذا فان قيام البرفيسور جيفرى لبمان نائب السكرتير العام لمنظمة السياحة العالمية ، بانشاء المركز العالمى لشركاء السياحة International Council of Tourism Partners (ICTP). للتعامل على تفعيل النمو الاخضر من خلال هؤلاء الذين ليسوا على مائدة القرارات العالمية ، من خبراء السياحة والمنظمات والاكاديميون وتفعيل المبادرات المختلفة لمواجهة التحديات البيئية بطرق عملية ، لاتقف فقط عند حافة الامنيات او الاحتجاج بعدم تحقيقها ، بل بطرق عملية تتصدى بالضغط الكافى فى العمل على ترسيخ مفاهيم النمو الاخضر ،وتجعلة اداة تطوير وتنمية للمقاصد السياحية فى العالم ، وحيث اننى اتشرف بعضوية هذة المنظمة الدولية ورئيسا لاحدى منظمات المجتمع المدنى المصرى التى تعمل فى مجال الوعى السياحى ، اجد ان اهمية نشر هذا الوعى فى مصر يجب ان يكون من خلال عدة مسارات تخرج عن سياق المسارات الرسمية التى تعانى حاليا من مشكلة فى مصداقيتها فيما يتعلق بتلك الامور ، فالمبادرات الاجتماعية والثقافية فى مصر تجتذب مزيدا من المؤيدين باهمية زيادة النمو الاخضر ويمكنها ان تتعامل مباشرة فى مواجهة هذة التحديات البيئية ، طالما انها تحقق لها مردود ومنفعة مستدامة وعائد تنموى وتسويقى ، ويمكنها ان تزيد من قيمة التميز للمقصد السياحى المصرى ، ويمكنها ان يكون لديها من الاساليب لاجتذاب البراندات العالمية و المصرية بان تكون مساهمة بجديدة فى التعامل مع هذا النمو الاخضر، وان تراقب فيما تتخذة من طريق لتفعيل هذا النمو الاخضر فى اطار الفكر البيئى، وهذا اصبح الان رهان على العالم ان يسعى من خلال ، طالما اصبح الهدف من توفير الطحين للجياع وصناعة خبر المحبة خو صناعة سياحية بامتياز








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - خالد أبو بكر عن تصريحات الخبير الاقتصادي محمد العري


.. سعر الذهب فى مصر يتراجع 30 جنيها وعيار 21 يسجل 3050 جنيها لل




.. الليبيون في مواجهة أزمة اقتصادية خانقة وارتفاع جنوني للأسعار


.. الأزمة الاقتصادية في مصر.. لماذا لم تنجح السياسات بإيجاد حلو




.. أسعار الذهب اليوم الأربعاء 01 مايو 2024