الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوم طار حمام 20 فبراير

عبد الغني سهاد

2012 / 12 / 19
الادب والفن




أكاد أشك أن شباب 20 فبراير مطلع على خبايا ما وقع في يوم 16 نونبر في أبعاده التاريخية والوطنية من عودة محمد الخامس من منفاه وإعلانه عن انتهاء عهد الوصاية والحجر على المغرب .. لكننى متيقن بدراية شباب 2 فبراير بما يجري بالساحة وخلفيتها من ( جنان الحارثي ) (1) ...وحي النخبة المراكشية ( جيليز ) (2) ..الحي الأوروبي سابقا . بمقاهي ( نيكوسيا ) .. و ( الماكدونالد ) ... وما يعج بها من أحداث يومية غربية وشرقية غريبة ,,,,,
يتردد على ساحة 16 نونبر الشاب حسونة عاطل مجاز كل صباح متأبطا حاسوبه المحمول وحزمة من ( اللقط ) (3) .يشتريها ليوزعها على حمام الساحة المدلل...بأريحية متتبعا حركات الحمام في حله وترحاله بزوايا الساحة الجميلة .
في صباح يوم 20 فبراير سنة 2011 لم يصل حسونة ولم يجد الحمام مايلتقطه .. فظل مرابطا باشجار جنان الحارثي...و على جدران المقاهي المجاورة .. مستفسرا عن سر غياب هدا الشاب الطيب والكريم .
وفي غمرة الحيرة والسؤال طار الحمام في سماء الساحة مكونا اسرابا مرتبكة متناثرة ومفزوعة من صيحات شباب ثائر قادم من ساحة باب دكلة (4 ) ...حشود تتبع حشود من الشباب الثائر تصيح وتردد شعارات غاضبة...الشعب يريد...( سواء اليوم سوا غدا)(5) ...
طار حمام ساحة 16 نونبر مع ثورة شباب20 فبراير ..وغاب حسونة ولم يصل ( اللقط ) هذا اليوم إلى أصحابه...لكن اللقاء كان قويا بين 16 نونبر 20 فبراير .. لقاءا تاريخيا لرفض الوصاية والحجر على هدا الوطن وعلى شبابه الطموح إلى الحرية والديموقراطية وتكافؤ الفرص ..وأشياء أخرى لا يعرفها سوى حمام 20 فبراير ...لم تكن ذات يوم في خلد شباب 16 نونبر ...
ولم تكن نافورة المياه العذبة ..ولا القدور الحمراء .. قادرة على تلطيف حرارة شمش هدا اليوم المحرقة في الساحة الفسيحة ..لكن هده الاخيرة - الساحة - بزواياها الأنيقة استطاعت أن تحتضن كأم حنون فلول الشباب الغاضب ..و إسترجعت بذلك ما تبقى من نبض شعب يتطلع إلى الحرية ..
تزاحمت أفكاري داخل جمجمتي الصغيرة
وتساءلت عن غياب حسونة المجاز العاطل
وفي غمرة السؤال تفرقت الحشود الكبرى إلى جموع وأتخذت لنفسها مسارات ثلاثة وهي تردد نفس الشعارات : ( الشعب يريد... )
ركبت دراجتي الهوائية السوداء متوجها إلى البيت
متأملا في التقاء 16 نونبر ب20 فبراير ؟
و حمام السلام وشباب 20 فبرايرالمسالم... ..
واللحمة الجديدة بين الإسلاميين والعلمانيين ؟


عبد الغني سهاد



20/02/2011

----------------------------
(1) حديقة عمومية تاريخية في مدينة مراكش .
(2) شارع يوجد خارج سور المدينة القديم ؛ يمتد على مسافة كيلومترين ، تقريبا، ما بين باب «النقب» ، أحد أبواب مراكش التاريخية ، على الجهة المؤدية إلى ساحة جامع الفنا ، والبناية القديمة لمقهى «السفراء» ، المحاذية لشارع عبد الكريم الخطابي ، المفتوح بدوره على مناطق «بين القشالي» و«جبل جليز».
(3) مايقدم للطيور أكلا من قمح وغيره .
(4) عرفت ببابها التاريخي المطل على مناطق دكالة ، من أهم معالمها اليوم المحطة الطريقية للمدينة .
(5) مخيّـرا بين الأمس واليوم .
-----------------------------------------------------








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاظم الساهر: العاصمة الإدارية الجديدة مبهرة ويسعدنى إقامة حف


.. صعوبات واجهت الفنان أيمن عبد السلام في تجسيد أدواره




.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث لصباح العربية عن فن الدوبلاج


.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث عن أسباب نجاح شخصية دانيال في ل




.. فيلم ولاد رزق 3 بطولة أحمد عز يقفز لـ 193 مليون جنيه منذ طرح