الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فساد وإرهاب ... توصيفات وطنية

هفال زاخويي

2012 / 12 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


كل الأزمات المفتعلة والمتوالية كمسلسل لا تنتهي حلقاته تعدها المطابخ السياسية المتعددة في العراق ... هذه المطابخ التي لا تستطيع أن تطبخ إلا ما هو باعث على التقيوء وعلى التسمم، أمراء المال والذين هم من (الطبقة الجديدة) وحدهم الرابحون في كل ما يحصل ، وبالطبع لا أقصد بـ (الطبقة الجديدة) المستثمرين من أصحاب الشركات أصحاب رؤوس الأموال المخلصين والمتطهرين ، بل أقصد بها ، تلك الطبقة التي برزت وطفت على السطح بعد التحولات التي حصلت في العراق وخصوصاً بعد أن سقوط النظام السابق ، تلك الطبقة التي نتجت بسبب السياسات الخاطئة والحمقاء للنظام السابق وكذلك نتجت نتيجة نظرية (الفوضى الخلاقة) التي طبقتها الولايات المتحدة الأميريكية بحذافيرها في العراق لتجعل من هذا البلد حقل تجارب لإستراتيجيتها العالمية في الهيمنة التي حولت المنطقة برمتها الى محرقة وحمََامٍ للدم ، وذلك حفاظاً على أمنها القومي ! تلك الذرائعية المقيتة والمخجلة التي تتبناها هذه الدولة دون الأخذ بنظر الإعتبار النتائج الكارثية التي تدفع الشعوب ثمنها .
من نيسان 2003 والعراق يغرق ويضيع في قاع بحر من الفساد والإرهاب ، ودون أدنى شك فإن الفساد هو أحد أهم ركائز الإرهاب ومغذيه والسبب المباشر في ديمومته واستفحاله ، وهذه (الطبقة الجديدة) والتي قفزت فجأة وبحركة بهلوانية تتوسع بشكل أميبي خطير ، ورغم ضحالتها الثقافية وفقرها المدقع فكرياً ، وتقوقعها في عقلية البداوة لكن في ثياب المدنية تستطيع أن تكون مؤثراً وبشكل خطير في القرارات السياسية والتي تؤدي دائماً الى حالات فوضى عارمة وتخبط ملحوظ ،وتنتج أزمات خانقة.
ليست هناك لحد اللحظة إستراتيجية وطنية لمكافحة الفساد ، وليست هناك أية استراتيجية إصلاحية تشمل جميع مفاصل الحياة في بلد يغرق في وحل الفساد ، ولم تعد دروس التغيير تشكل عبرة للقائمين على إدارتنا بهذه الطريقة البائسة ، وبكل تأكيد فأنا أتحدث بشمولية تغطي مساحة العراق والتي تقدر بـ (438,446 كم مربع)* من أقصى كردستانه الى أقصى جنوبه ، وإن كان هناك شيء بخصوص الإصلاح فإنما هو كلام من قبل الزعماء والقادة لغرض الإستهلاك الإعلامي ، وليس هناك شيء ملموس أو على أقل تقدير إجراء جدى وناجع نستطيع أن نستشهد به .
الإرهاب هو الأبن الشرعي للفساد ، هذا الإرهاب الذي يعصف بالبلد ويختطف يومياً أرواح العشرات من مواطني العراق لتكون عوائلهم في مهب الريح ، نعم في مهب الريح بسبب الفساد واللصوصية ، فنحن لا نحظى بالتأمين الصحي ولا بالضمان الإجتماعي ولا بقوانين حماية المستهلك من جشع (الطبقة الجديدة) ولا بقوانين مكافحة المفسدين الذين هم كالفايروسات القاتلة والتي تتميز بدورة حياة طويلة الأمد .
أما فيما يخص التوصيفات المذيلة بالوطنية في هذا الخصوص فهي فعلاً مضحكة ومثيرة للسخرية مثل " الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد "... بقي أن أقول بأن تقرير الشفافية الدولية حول واقع الفساد في العراق صرخة مدوية وشهادة أممية عالمية على أهوال الفساد في العراق ، ولكن الغريب ان بعض النواب ينتقد منظمة الشفافية الدولية على احصائيتها ووضعها للعراق في ذيل قائمة الدول الفاسدة وهذا ما فعلته عالية نصيف عندما صرحت ان هذا التقرير غير منطقي قائلة:

"نحن لاننكر وجود حالات فساد داخل البلاد، لكن من غير المعقول لمنظمة الشفافية الدولية أن تصنف دولة قطر في التسلسل (28) في حين كان تسلسل بريطانيا وألمانيا (17) قائلة: من غير المعقول أن تكون شفافية قطر بقدر شفافية ألمانيا وبريطانيا".
ولكي يكون القاريء على بينة فقد ذكر هذا التقرير ان تحويلات الأموال القذرة الى خارج العراق بلغت في عام 2010 (22 مليار دولار) وفي 2009 18) مليار دولار) وفي 2008 (20 مليار دولار) فعن أي منطق وعن أية نزاهة تتحدث عالية نصيف ممثلة الشعب في مجلس النواب والعضو في لجنة النزاهة النيابية... ؟! وهل منظمة الشفافية الدولية جهة مغرضة ومتآمرة وتريد تشويه سمعة العراق ؟!

استدراك : "ويل لأمة إن لم تقل لمحسن أحسنت ولمسيء أسأت "
حديث نبوي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تطبيق يتيح خدمة -أبناء بديلون- لكبار السن الوحيدين ! | كليك


.. تزايد الحديث عن النووي الإيراني بعد التصعيد الإسرائيلي-الإير




.. منظمة -فاو-: الحرب تهدد الموسم الزراعي في السودان و توسع رقع


.. أ ف ب: حماس ستسلم الإثنين في القاهرة ردها على مقترح الهدنة ا




.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يلاحقون ضيوف حفل عشاء مراسلي البيت ا