الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالتي إلى الشيخ معاذ الخطيب - يوميات الثورة الرائدة رقم - 51

جريس الهامس

2012 / 12 / 20
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


يومياتالثورة السورية – رقم 51
رسالتي إلى الشيخ معاذ الخطيب ومواضيع أخرى :
 1 -
تقديم صغير : فيلسوفنا الخالد المعري الذي مثّل في عصره التمرد على إستبداد السلطة الإقطاعية واستبداد الظلامية الدينية وحمل مشعل التنوير وهو فاقد البصر ليؤكد أن رؤية البصيرة والعقل هي الأهم في حياة المثقف أياً كان موقعه واضعا كل وعّاظ السلاطين ومشعودي علم الكلام في عصره وكل خدم الإستبداد في قفص الإتهام بقوله الخالد :
يرتجي الناس أن يقوم إمام ....... ناطق في الكتيبة الخرساء
كذب الظن لا إمام سوى العقل .....مشيراً في صبحه والمساء
وقال في العدالة والإشتراكية ما قاله الشعراء الصعاليك وأزود :
لو كان لي أولغيري قيد أنملة ......من البسيطة خلت الأمر مشتركا
رحم الله شاعرنا الخالد أبي العلاء وحمى معرته الثائرة على عصابة الإستبداد المزمن الأسدية عصابة القتلة واللصوص وأنقذ البلاد من حقدها الأسود ...
- 2 -
إعتادت المخابرات المركزية الأمريكية منذ سنوات طويلة بعد الحرب العالمية الثانية , على إستخدام التيارات الظلامية الإسلامية بسهولة , لمحاربة حركات التحرر الوطني وثورات الشعوب الطبقية والقومية الثورية سابقاً حتى سبعينات القرن الماضي .. ثم بإستخدامها منفردة أو برفقة الإنقلابات العسكرية بعد السبعينات لتشويه شعارات الشعوب الطامحة للتحرر من الإستغلال والإستعمار وخصوصاً شعوب العالم الثالث المستعبدة ,, وبناء أنظمتها الوطنية الديمقراطية البرلمانية عبر صناديق الإقتراع الحر والديمقراطي .. واليوم بعد سقوط الأنظمة العسكرية والشمولية الكرتونية المستبدة تحت ضربات ثورات الشعوب وانتفاضاتها .. لاغرابة أن نرى المستعمرين الأمريكان اليوم الذين فقدوا الهيمنة الإستعمارية على العالم بعد تحولهم إلى نظام البورصة والإستهلاك والخدمات بقيادة البورجوازية " الوضيعة " النهّابة التي تقود همجية الرأسمال دون إنتاج وبالتالي دون الحد الأدنى من الأخلاق ..نراهم يعودوا لدفاترهم القديمة ..ليعتمدوا من جديد الإخوان المسلمين والسلفيين لضرب ثورات الربيع العربي والغدر بها - خصوصاً أن هذه الثورات جاءت إنتفاضات شعبية عفوية ,وغير محصنة بالتنظيم الدقيق والقيادة الموحدة والبرنامج الثوري الجلي - وعمد هؤلاء المتوحشون بعد تزويدهم بملايين الدولارات , و بشراء الذمم الرخيصة من التنظيمات الحزبية المفلسة والساقطة تاريخياً أو من مرتزقة ومتسلقين كانو قبل الثورة إما في أجهزة مخابرات النظام أو لاشيئيين يعيشون في المقاهي وزوايا الشوارع ..وهذا دور الرجعية السوداء دوماً ...لكن مسؤولية المنافقين السائرين خلف الإخوان المسلمين أكبر من مسؤوليتهم ... في 10 / 12
.-- 3 --
نص الرسالة التي أرسلتها إلى الشيخ -- معاذ الخطيب – المعيّن رئيساً لما يسمى ( إئتلاف وطني ) سوري .
وطلبت من الأصدقاء تعميمها إذا حازت قبولهم مع الشكر سلفاً , وهذا نصها :
إلى الشيخ معاذ الخطيب المحترم : تحية وبعد :
لئلا تنسى يا شيخنا معاذ . جئتُ أذكرك بأن أي سلطة لاتمثل شعبنا السوري البطل غير منتخبة , وغير منبثقة من طموحات ثورتنا الرائدة التي كادت بطولاتها وتضحياتها تعانق السماء . وغير منتخبة من إرادته الحرة وضميره الحي الذي لا يرحم المعتدين على إرادته لاتعيش أية سلطة مفروضة بقوة السلاح أوالمال ..والويل للذين يتجاوزوا حدودهم لفرض أجندات أجنبية على شعبنا وثورتنا , وتاريخنا الوطني الحديث المليء بالأمثلة أكتفي منها بمثالين إثنين :
 بعد أن حلّـت سلطات الإحتلال الفرنسي البرلمان السوري المنتخب من الشعب , وإستقالة الرئيس هاشم الأتاسي , وحكومة جميل مردم عام 1939 إستنكاراً لبيع الإستعمار الفرنسي لواء إسكندرون لتركيا ..شكّل المستعمرون الفرنسيون حكومة من أتباعهم أطلقوا عليها إسم : (حكومة المديرين ) لكن شعبنا المناضل أسقطها في الشارع بعد إضرابه الأربعيني ,, وبعدها عيّن المستعمرون الفرنسيون ( الشيخ تاج الدين الحسيني ) رئيساً للجمهورية السورية ..تابعاً للمفوض السامي الفرنسي .. فقاطعه السياسيون مع الشعب كله .. وأذكر هنا ماحدث له في التجهيز الأولى بدمشق ( ثانوية جودت الهاشمي اليوم ) كان مقرراً أن تستقبله فرقة الكشافة مع الموسيقا في مدخل المدرسة أثناء زيارته لها عام 1941 .
ولما وصل إليها , أمر قائد الكشفية طلابه بعدم عزف الموسيقا , وصاح بهم : إلى الوراء در ... فأداروا للشيخ تاج وموكبه ضهورهم بشجاعة شعبنا المعهودة ...؟؟ ثم أسقطه شعبنا بنضاله الدؤوب وتضحياته التي لاتعرف الحدود ..
كما أسقط اللبناني ( بهيج الخطيب ) الذي عينه المفوض السامي الفرنسي رئيسا ً للجمهورية السورية بعده ..
حتى تحققت الإنتخابات البرلمانية رغم أنف الإحتلال عام 1943 واعترفت فرانسا وبريطانيا باستقلال سورية بنضال شعبنا وصداقة الإتحاد السوفييتي الذي وقف مندوبه الموقف المشرف إلى جانب مندوب سورية فارس الخوري يومها لإنتزاع استقلالنا الوطني من فم ضواري المستعمرين القدامى ..وانتخب السيد شكري القوتلي رئيساً للجمهورية الذي تحقق الجلاء في عهده لأول مرة .
... فماذا يختلف اليوم التدخل السافر والوقح للإدارة الأمريكية ومخابراتها ومعها إسرائيل , في تعيين مجلس إسطنبول الذي سمي ( وطنيا ) أوإئتلاف الدوحة الذي ضمّ تجار الشنظة ومعارضة الصالونات في اسطنبول أو الدوحة والقاهرة وغيرها .
ماذا يختلف عن ما سبق ذكره من حماقات الإستعمار الفرنسي ؟ وماذا تختلف الحكومة التي تتحكم هيلاري وسفيرها روبرت فورد بتشكيلها في المنفى بإسم ( حكومة الإنقاذ ) لخدمة ماّربهم عن حكومة ( المديرين ) التي شكلتها حكومة ( فيشي ) النازية في بلادنا قبل سبعين عاماً .
ونحن لا نرضى لك شيخنا الطيب مصيراً كمصير ( الشيخ تاج الدين الحسيني ) أو كمصير أديب الشسشكلي وغيره من صنائع الأجنبي أبداً – مع تحياتي الصادقة ..... المحامي . جريس الهامس – – 15 /12
لاهاي – 20 - 12








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية لك ايها الرائع
سمير آل طوق البحراني ( 2012 / 12 / 20 - 07:31 )
انها والله الحقيقة. ان الاستعمار الامبريالي لا يهمه الشعب السوري الشقيق ومعاناته من الحكم الديكتاتوري بقدر ما تهمه مصلحته وهي تخريب سوريا وجيشها الابي كما فعل بجيش العراق خدمة للبنت المدللة اسرائيل.ان اي حكومة يتم تشكيلها تحت مباركة امبرالية لا تمثل الشعب السوري الشقيق والممثل الشرعي الوحيد هي المعارضة الداخلية الشريفة التي تناى بنفسها عن التحالف الامريكي السعودي القطري التركي الذي يريد تفتيت سوريا وتقسيمه الى كيانات مذهبية او اتيان بحكومة اخوانية تنفذ اهدافهم القذرة. ان الشيخ معاذ الخطيب لا يمكن ان يكون شيخا بقبوله الانضواء تحت عباءة الامرة الالمبرالية بل اصبح دمى وان كان عن طيب نية. فاذا كان حكم الاسد سيء فان اي حكزمة اخوانية ستكون اسوأ وما يجري في مصر خير دليل. عاش الشعب السوري وعاشت ثورته المباركة والخزي والعار للارهابيين من تنظيم القاعدة وجبهة النصرة ومن والاهم من الجيش السوري الحر وان الصبح لناضره قريب بعون الله.
هكذا يكونوا الشرفاء المدفعون عن اوطانهم.


2 - سلمت يداك
منير اسماعيل ( 2012 / 12 / 20 - 10:41 )
رسالة أكثر رائعة أستاذ جريس لكن للأسف أجزم أنه سيقذفها خلف ظهره خاصة أن الرجل كان لديه الوقت الكافي كي يطلع على رأي الشرفاء السوريين بالإئتلاف القطري قبل أن يقرر الإلتحاق به. ياسيدي سألتني ابنتي مرة عن المجلس الوطني بعد أن قرأت عنه فقلت لها أنهم صناعة قطرية فقالت لي وهل يوجد في قطر ديمقراطية؟ تخيل يااستاذ جريس أن هذه الفتاة ذات الـ 14 عاماً مكنها عقلها من الإهتداء إلى وجود خلل ما (وإن كانت لاتعرف أن تعبر أكثر). فكيف بالله عليك لم يكن معاذ أو غير معاذ قد اهتدى إلى مكامن الخلل التي اتيت على ذكرها برسالتك؟ عموماً أتوجه لك باسمي واسم عائلتي بالشكر على هذه الرسالة مع اطيب التمنيات لكم ولسوريا ولشعبنا الصبور.

اخر الافلام

.. ثلاثة قتلى إثر أعمال شغب في جنوب موريتانيا • فرانس 24


.. الجزائر: مرشحون للرئاسة يشكون من عراقيل لجمع التوقيعات




.. إيطاليا تصادر طائرتين مسيرتين صنعتهما الصين في الطريق إلى لي


.. تعازي الرئيس تبون لملك المغرب: هل تعيد الدفء إلى العلاقات بي




.. إيران .. العين على إسرائيل من جبهة لبنان.|#غرفة_الأخبار