الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-يا جماعة عنا دولة-

ميساء ابو غنام

2012 / 12 / 20
مواضيع وابحاث سياسية



بالامس كنت في دردشة رسائل عبر الهاتف المحمول مع صديق عزيز علي حتى الساعة العاشرة مساء تقريبا،تحدثنا وضحكنا لدرجة ان طفلي قال لي ما المكتوب في الرسائل يجعلك تضحكين هكذا.......
وفي لحظة معينة شعرت بعيناي تقفلان فأرسلت له الرسالة الاخيرة"نايتي عيوني سكرو".......
منذ الامس وانا اعيش بقصة وحديث اليوم"الرئيس ابو مازن والدولة"،في ليلة الدولة اي يوم الاربعاء اتصلت بي ليلا معلمة طفلتي لتخبرني ان يوم غد الخميس عطلة للروضة لان الرئيس ذهب للامم المتحدة ليحضر لنا الدولة.......
في صباح الخميس هاتفتني اختي لترد طفلتي عليها فسألتها السؤال المتوقع"ليش مش رايحة على المدرسة"فأجابت ابنة الاربعة اعوام"ما عندي مدرسة لانو الرئيس راح يجيب الدولة"........
اتجهت بالامس الى بيت لحم وجلست في احد مطاعمها فجاء مدير المطعم ليسلم علي ومن خلال الحديث عن احتفالاتنا باستقبال الدولة قال بلهجته التلحمية"اي دولة هاي بلا مسخرة من غوش عتصيون لكريات اربع شارع بمر بحلحول وبيت امر والعروب" وووووواجاد في تحديد اماكن المستوطنات جغرافيا والتحامها ببيت لحم وضحك غاضبا........
اعود ليلة امس حين اقفلت عيناي على الدردشة ناسية ان موعد الخطاب الساعة الثانية عشرة ليلا واستفقت صباحا وقد نسيت ان اسمع الاخبار لافحص حصولنا على مقعد المراقب الى ان اتصل بي صديق لي من ام الفحم قائلا......
افتقدناك امس ليلا حيث كنت انا وزوجتي وصديقين نشرب النبيذ على نخب الدولة فمبروك دولتكم......قلت في نفسي علما انني لا احتسي الكحول كنت افضل ان احتسي النبيذ لانسى اننا نعيش في وهم الدولة ........
وزادت مكالمات الاصدقاء اليوم الجمعة مهنئين ضاحكين من اعجوبة دولتنا التي تنفرد بحدود غير اقليمية حاجز من الشمال ومستوطنة من الجنوب وجدار من الشرق والله المعين من الغرب........
صديقي اسماعيل على الهاتف ....."اسمعي ميساء اليوم عنا دولة،صرنا دولة مقابل دولة وانت يا اهل القدس ممنوع تفوتو على دولتنا قبل ما تختاروا وتتنازلو يا هوية دولتنا يا هوية اسرائيل والله لنفضح عرض اسرائيل والا شو صار عنا دولة"......

"استني شوي....في شرطي على المنارة بلا ما يخالفني مع حكم ذاتي ما كنا خالصين،هلا بدل ما المخالفة 500شيكل بتصير 1000شيكل.....
كان صباحي معطرا بعبق الدولة وضحكت حبا املا قهرا انزعاجا عتبا وخوفا من القادم،فبدأ اسماعيل يقنعني بالدولة قائلا،البيت موجود بس ناقصو شوية اشياء بحر وجو وارض.......يا شيخة المهم البيت موجود ولو يعملولنا دولة برام الله لحالها والنا سيادة عليها انا موافق المهم دولة.....
اغلقت الهاتف مباركة لنفسي بحلم الدولة......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ألعاب باريس 2024: اليونان تسلم الشعلة الأولمبية للمنظمين الف


.. جهود مصرية للتوصل لاتفاق بشأن الهدنة في غزة | #غرفة_الأخبار




.. نتنياهو غاضب.. ثورة ضد إسرائيل تجتاح الجامعات الاميركية | #ا


.. إسرائيل تجهّز قواتها لاجتياح لبنان.. هل حصلت على ضوء أخضر أم




.. مسيرات روسيا تحرق الدبابات الأميركية في أوكرانيا.. وبوتين يس