الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مام جلال قيمة وطنية لا يمكن تعويضها

مالوم ابو رغيف

2012 / 12 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


لا نعتقد بان الازمة الصحية لرئيس الجمهورية الاستاذ جلال طالباني كانت مفاجأة لاحد، اذن انه وفي الآونة الاخير تحديدا، لم يكن في احسن حالاته، لقد تدهورت صحته بتدهور الوضع السياسي العراقي، كان المؤشر يتجه لكلا الوضعين نحو السالب. فقد كان مام جلال في لب تيار الاحداث وفي فوران الازمة، منشغلا عن وضعه الصحي الخاص بانتكاسات وتدهورالوضع السياسي العام.
الرئيس جلال الطلباني لم يعد قادرا على مزاولة مهامه كرئيس جمهورية، حتى وان نهض وتعافى من الازمة الصحية التي يمر بها، فمنصب الرئيس، وان كان منصبا تشريفيا مثل ما يراه البعض، الا ان الاستاذ جلال الطلباني ، بخبرته وحنكته وحياده، قد استطاع تحويله الى واحة للسلام لا يمكن الاستغناء عنها، حيث يلتقي كل المتخاصمين حول مائدة الرئيس، قد يجهل المتخاصمون الوافدون الى الواحة، ما يكابده وما يعانية مضيفهم في لملمتهم وجمع شملهم واقناعهم على ضرورة الحوار، فالاحمال الثقيلة تقع دائما على كاهل المًضيٌف ولا يشعر باثقالها الضيوف.
ربما لم يكن منصب رئيس الجمهورية بتلك الاهمية السيادية، لو لم يكن الرئيس هو مام جلال، فرؤساء الدول ذات الانظمة البرلمانية عادة ما يكونون مغمورين غير معروفين عالميا، وربما حتى وطنيا، لكن الرئيس مام جلال{ماموستا} جلال، كان الشخصية المحورية في جميع الشؤون العراقية، اكان في مجال الدولة او في مجال العملية السياسة، كان هو لولبها ومحركها الرئيس والجامع لكل مكوناتها، لقد كان مركز الدائرة في الحيادية وفي الرؤية الحقوقية للصراعات.
كما ينبغي الاشارة الى ان شخص الرئيس، وكونه من الشعب الكوردي، يحمل دلالة رمزية عميقة وعظيمة ليس على مستوى الاعتراف بنضال الشعب الكوردي من احل الخلاص من الدكتاتورية ومن اجل الديمقراطية وحقوق الانسان فقط، انما على المستوى التربوي و التهذيبي الوطني في تقبل الاخر رغم اختلاف الانتمائات.
مام جلال هو امتداد للتاريخ العراقي الشعبي والسياسي النضالي في كافة مراحله التطورية وانعطافاته في وجدان الشعب العراقي، هو الماضي بكل تشعباته متداخلا في الحاضر بجميع ارهاصاته، هو ليس مثل غيره من الطارئين على السياسة، الذين لولا مراكزهم لكانوا في عداد المجهولين، ليس لنقص فرص الشهرة، انما لانعدام القدرة، وقلة الكفاءة وضحالة الخبرة،الحقيقة التي لمسها ورأها الشعب العراقي متجسدة في الخراب والدمار الذي احدثوه حيثما تسلموا مركزا سياديا او موقعا قياديا.
نتمنى لمام جلال الصحة وطول البقاء، فهو قيمة وطنية ونضالية للشعب العراقي لا يمكن تعويضها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاخ غدير نعمة: الصراعات السياسية
مالوم ابو رغيف ( 2012 / 12 / 20 - 16:49 )
لاخ العزيز غدير نعمة، شكرا لك عزيزي للكلام الجميل: في اي نضال مهما كان نوعه لا يمكن تجنب الاخطاء والسلبيات، لكنها تقع ضمن اطار الصراع السياسي الذي قد يتحول الى تناحري في ظروف التعقيد. السياسة لا تعرف القطيعة.. فلا يوجد حزب او منظمة دون اخطاء، فلو اعتبرنا الاخطاء تستوجب القطيعة، لما كانت هذه العلاقات بين الاحزاب.. اذكرك في الصراع بين الديمقراطي الكوردستاني والحزب الشيوعي قبل الجبهة الوطنية والقتال الذي نشأ بينهم.. كذلك كانت الحال بين البارتي وبين الاتحاد الوطني..
لا زلت اتذكر القصيدة الرائعة للشاعر الرائع عريان السيد خلف بعد استشهاد كوكبة من رفاق الحزب على يد عيسى سوار في مطلع السبعينات يقول
اشما دمكم يسفك دمنا
كل احنا قلوب بوسط المحنة
وننزف دم
وضوكوه اشكد مر الدم
تحياتي


2 - الاخ جميل محمد: السياسة فن الممكن لا فن القطيعة
مالوم ابو رغيف ( 2012 / 12 / 20 - 17:37 )
الاخ جميل محمد، لا اجادلك في ما ورد بمشاركتك، اذ ان كل ما ذكرته هو عبارة عن جملة من الحقائق الواقعة، لكن هذه الوقائع والحقائق هي من الصفات المشتركة لاغلب الاحزاب العراقية، انها امراض مستوطنة لبيئة السياسة العراقية التي لم تعرف الاستقرار، من الصعب جدا ان تجد حزبا واحدا قد خلى من السلبيات.. والسبب لوجود مثل هذه الاخطاء الكبرى، التي ليس من الصحيح تحميل عواقبها الوخيمة على كاهل رجل واحد، هو طبيعة الصراع الذي يخلق اجواءه وحالاته الخاصة.. السياسة هي فن الممكن كما تعرف وليس فن القطيعة،
وعلى العموم اننا عندما نتحدث عن المام جلال، فاننا نشير الى تفرده الهادئ وفي تحليه بروح السلاسة في معالجة الازمات، انا لا اعتقد ان احد يستطيع ملأ فراغه، فساحة السياسية العراقية تفتقر الى الرجال المحنكين من نوعيته....
تحياتي لك

اخر الافلام

.. الهدنة التكتيكية للجيش الإسرائيلي تفضح الخلافات مع السياسيين


.. قمة سويسرا: السلام في أوكرانيا يستدعي إشراك جميع الأطراف| #غ




.. بركان خامد.. حزب الله أقوى وكلاء إيران


.. نتنياهو وغالانت سارعا لنفي علمهما بقرار الهدنة التكتيكية وبن




.. خطيب العيد بالبرازيل: غزة تقدم دروسًا للعالم في التضحية والف