الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المهمه الآنيه والعاجله أمام قوى اليسار الوطني العراقيه...

نمير شابا

2005 / 3 / 19
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ما أفرزته الأنتخابات الأخيره من نتائج تعبر وبموضوعيه عن واقعية الأنسان والمجتمع العراقي هذه الواقعيه الآنيه والغير مستقره ما هي غير نتيجه حتميه لمجمل ممارسات النظام الدكتاتوري المقبور في المجالات السياسيه والأقتصاديه والأجتماعيه هذه النتيجه التي لم تتوقف عندها قوى اليسار الوطني وتحاول فهمها واستيعابها قبل دخولها الأنتخابات مما جعلها تستخدم خطابات سياسيه وأجتماعيه لا تتناسب والمستوى الذهني والفكري والسلوكي والنفسي الذي وصل اليه الأنسان العراقي( هذا المواطن البسيط الذي ذهب الى صناديق الأقتراع ليحدد أختياره بحريه ولمن سوف يمنح صوته وبمستوى من الوعي تشكل عبر فتره طويله من القهر بجميع انواعه مضافا الى ذالك المعانات اليوميه من لحظة سقوط الصنم وحتى يوم الأنتخابات ) هذه القوى التي ما زالت لحد الآن مؤمنه انه كان بمقدورها وبالتعاون مع القوى الأخرى اسقاط النظام الدكتاتوري من دون أي تدخل خارجي رغم ان الواقع الحالي ينفي نفيا قاطعا ذالك( وهنا لا أريد ان أنفي دور ألأحتلال في تأزيم هذا الواقع ). هذه القوى التي أعتقدت ان الوضع الذي هيأ لأنتفاضة الواحد والتسعين قد استمر واصبح اكثر نضجا أثناء الفتره التي سبقت دخول قوات الأحتلال والأجهاز على النظام الدكتاتوري العاتي وتناست او غاب عنها ان الطاغيه صدام عمل كل ما بوسعه وبسرعه فائقه لكي لا تتكرر مثل هذه الأنتفاضه. هذه القوى التي تشبثت بفكرة ان أزاحة او فك الحصار الذي كان مفروضا من قبل الأمم المتحده على العراق سوف يضعف النظام الدكتاتوري ويعجل من عملية اسقاطه من قبل قوى المعارضه ( رغم ان المستفيد الوحيد من هذا الحصار هو النظام والمتضرر الوحيد منه هو الشعب العراقي ). علما ان واقع الحال يقول انه فيما لو توفرت للنظام موارد ماديه أكبر أنذاك فسوف يستمر في استخدامها ضمن نفس النهج وباتجاه تخريب المجتمع اكثر فأكثر فهل كان يجب علينا الأنتظار لعدة سنوات اخرى( هذا فيما لو أفترضنا ان قوى المعارضه قادره على أسقاط النظام الدكتاتوري من دون أي تدخل خارجي ) لكي يكون الموروث الفاسد الذي انتجه هذا النظام اكبر بكثير مما نراه ونعيشه حاليا؟
ان بعض قوى اليسار الوطني كانت تمني نفسها وتطمئن قواعدها والملتفين حولها بان النظام ساقط لا محاله ان لم يكن اليوم فغدا او لم يبقى في عمر النظام غير كذا فتره وقد استمرت هذه الديماجوجيه لمدة اربعه وعشرون سنه وهي بعيده كل البعد عن الساحه وما يجري فيها. ومن المفارقات انها كانت ترقص وتهلهل كلما جرت محاوله لأغتيال الدكتاتور وكأن الرحم الذي طرح هذا الدكتاتور لا يستطيع ان يطرح غيره.
ولكي يتغير الخطاب السياسي والأجتماعي لهذه القوى فأنه لابد من تغيير أساسي يمس القائمين بصياغة هذا الخطاب وأذا كان هذا الأخير تعتمد في صياغته معلومات تنقل من المجسات التي هي في اتصال يومي مع الجماهير فيجب ان ينسحب هذا التغيير وعبر الشكل الهرمي الى تلك المجسات أي بكلمه أخرى لابد من التجديد في كل الكيان ولكي يأخذ هذا التغيير مساره الطبيعي والصحيح لابد من أنتهاج الديموقراطيه داخل هذه الكيانات. حيث لازال البعض من هذه الأخيره يعتمد في ان القمه او القياده تقوم بأتخاذ القرار ومن ثم تسعى الى أستمزاج رأي بقية الكيان. كما ان ضمن متطلبات هذا التجديد هواعادة الشباب لهذه الكيانات وذالك بالتركيز على قبول الشابات والشباب في كيانها وهذا يتطلب في كل مرحله خطابا يتناسب وتلك المرحله ( الواقع المعاش ) التي يعيشها هؤلاء الشباب مع تبسيط القواعد او الشروط المعتمده عند قبولها في هذا الكيان. وهنا لابد من التأكيد على ان سيادة الشفافيه والعلنيه داخل الكيان نفسه وأيضا عند التعامل مع الكيانات الأخرى يفرضه الواقع الحالي والمستقبلي للمجتمع.
أعتقد ان مجمل هذه التغييرات مع قرائه موضوعيه وصائبه لواقع ومستقبل القوى الأجتماعيه العراقيه وأمكانية تطورها ووجهة هذا التطور بالأرتباط مع اقتصاد السوق القادم سوف يزيد من تقارب قوى اليسار الوطني فيما بينها من جانب وسيعطيها امكانيه اكبر في الأنفتاح على القوى الأخرى والتقارب من أجل التحاور والأتفاق من الجانب الأخر. فهل من المعقول وبعد مرور عشر سنوات من الآن على سبيل المثال سيتواجد على الساحه اكثر من مئه وخمسين كتله سياسيه؟ لا بد من التوقف عند هذا السؤال الذي ليس هو بمحٌير أبدا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملثمون يوقفون المحامية سونيا الدهماني من داخل دار المحامين ف


.. نبض أوروبا: هل حدثت القطيعة بين بروكسل ومالي بعد وقف مهمة ال




.. الأردن يُغلق قناة تابعة للإخوان المسلمين • فرانس 24


.. المبادرة الفرنسية و تحفظ لبناني |#غرفة_الأخبار




.. طلاب جامعة هارفارد يحيون الذكرى الثانية لاغتيال شرين على يد