الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار متمدن وعلمي وديمقراطي

محمود يوسف بكير

2012 / 12 / 20
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


قبل تشرفي بنشر مقالاتي في موقع الحوار المتمدن كنت انشرها في مواقع اخرى لا يتسم العمل فيها بالمنهجية المؤسساتية، فما ان تعبر عن رأي مخالف لرؤية القائمين على الموقع حتى يفاجئك رد مثل " ان موقعنا لا ينشر مثل هذه الاراء أو الهواجس" كما حدث معي عدة مرات ، أو تفاجأ بحذف اجزاء من مقالك دون ابلاغك بهذا مقدماً. وأنت هنا امام خيارين فإما ان تنشر على هوى القائمين على الموقع وتفقد استقلالك الفكري وإما ان تمنع من الكتابة ، والخياران مؤلمان ولكن اقلهما الماً في هذه الاجواء هو ان تمتنع عن الكتابة طواعية حسب تجربتي الشخصية.

وكانت مصادفة سعيدة منذ نحو أربعة أعوام عندما ابلغني الأستاذ نادر قريط وهو واحد من الكتاب البارزين في موقع الحوار بوجود موقع اسمه الحوار المتمدن ينشر بحرية مطلقة للكتاب من اصحاب التوجهات الفكرية الليبرالية والعلمانية وهؤلاء كما هو معروف ممنوعون من النشر في معظم الدول العربية، وقال لي -اي الاستاذ نادر- انه بدأ بالفعل في نشر مقالات له في الحوار بعد مواجهة له مع مدير احد المواقع التي كان كلينا يكتب لها وقررنا التوقف بسبب التدخل السافر لهذا المدير .

وبعد اول زيارة لي لموقع الحوار ادركت انني امام موقع يدار بشكل احترافي ومؤسساتي وان المشرفين عليه يتمتعون بآفاق متسعة وعقليات منفتحة ومتسامحة مع كل الاراء وهو نهج غير مألوف في عالمنا العربي للأسف.

والآن وبعد عدة سنوات من التعامل مع الحوار المتمدن قراءة وكتابة أود ان اسجل الانطباعات التالية :

• أن الحوار المتمدن قد فتح نافذة كبيرة للفكر الليبرالي والعلماني المستنير استطاع عدد هائل من المعتنقين لهذا الفكر الإطلال من خلالها على العالم العربي لتصحيح الكثير من سوء الظن وانعدام الفهم لهذا الفكر الذي يمكن ان يساهم في نهضة العالم العربي من كبوته الحالية وتراجعه المستمر بسبب رغبة اصحاب الفكر الديني الظلامي في فرض معتقداتهم التي لا تقبل النقد أو التحليل أو حتى النقاش، والحوار المتمدن بهذا قد نجح في تحطيم قيد كبير على الفكر والعقل العربي وبالطبع فإن التغيير المنشود يحتاج إلى وقت طويل وتضحيات كبيرة كما حدث في اوروبا قبل شروق فجر النهضة.

• ان الحوار المتمدن قد اصبح كنز معرفي ومنارة علمية لا يوجد مثيل لها في العالم العربي وذلك بما يضمه من كتاب وباحثين يمثلون صفوة الفكر في العالم العربي وبما يحتويه من دراسات ومقالات وأبحاث وترجمات. والفضل في هذا يرجع الى ان مؤسسي ومديري الحوار المتمدن ـ الذين لا اعرف احداً منهم ـ قد قاموا بتصميمه وإرساء مبادئه على المنطق والواقع الحياتي والتاريخي الذي نلمسه جميعا والمتمثل في أن للحقيقة أوجه عدة والوصول إليها يمكن ان يتم عبر طرق مختلفة وليس طريقاً وحيداً كما تشترط المرجعيات الدينية .

• لقد اتاح هذا الموقع للعديد من المواهب الشابة في جميع انحاء العالم العربي الفرصة لإطلاق طاقاتها الفكرية في شتى المجالات دون اي قيود ، بل وأتاح لها فرصة نادرة كي تنال حظها من النقد والتعليق والتقييم من ألاف القراء من جميع انحاء العالم. والحقيقة انني أسعد جداً بالقراءة لهذه المواهب واعلق على ما أقرأه ما وسعني الوقت ، والحوار المتمدن يستحق الشكر والتقدير من هذه المواهب الشابة على كل هذه الخدمات التي لا تقدر بثمن .

• ومن جانبي فإنني أقر بأن الحوار المتمدن قد اتاح لي الفرصة لتكوين صداقات كثيرة مع مجموعة كبيرة من المفكرين والباحثين والقراء الذين لم التقيهم في حياتي ومع هذا أصبحت أتواصل معهم بشكل دائم وقد تعلمت ولازلت اتعلم منهم الكثير وأنا في غاية الشكر والعرفان للحوار المتمدن على هذا .

• إن الحوار المتمدن لم يتوقف عند عالم الفكر والسياسة والاقتصاد والفلسفة والأدب والتاريخ وغيره بل انه فتح ايضاً ملفات هامة في مجال حقوق الإنسان والعمال والمرأة والأقليات وغيرها في العالم العربي لم يجرأ أحد على تناولها بهذا القدر من الصراحة والحيادية .

• وأخيراً فإنني أود أن اشكر إدارة الحوار على سماحها بعودة نظام التعليقات من خلال الموقع، والحوار المتمدن هنا يضرب مثلاً طيباً في الديمقراطية فما ان لاحظت الإدارة ان اغلبية القراء والكتاب تطالب بهذا حتى استجابت لهم رغم ما في هذا من متاعب ومزيد من الجهد والوقت والموارد وهنا فإنني أود ان انبه إدارة الحوار الى وجوب عدم الانشغال كثيراً بالتعليقات غير المهذبة التي ترد من بعض القراء من وقت لآخر فهذه طبيعتنا كبشر ولن نبلغ الكمال أبداَ .
ولكن ما يستحق الاهتمام به بالفعل من جانب الادارة هو ضمان ان يستمر هذا الموقع في سياساته ونهجه الحالي بغض النظر عن اي تغييرات إدارية من خلال التخطيط للمستقبل بما يضمن الاستقرار الإداري وهو ما نسميه في عالم المال والاقتصاد بال Succession Planning

تحية من القلب وشكرا من الأعماق إلى مؤسسي ومديري وكل العاملين بموقع الحوار المتمدن والمتميز على جهدهم الكبير في إدارة وصيانة وتطوير هذا الموقع الكبير والرائد وكل عام وانتم بخير والمزيد من التألق والانتشار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -قد تكون فيتنام بايدن-.. بيرني ساندرز يعلق على احتجاجات جام


.. الشرطة الفرنسية تعتدي على متظاهرين متضامنين مع الفلسطينيين ف




.. شاهد لحظة مقاطعة متظاهرين مؤيدون للفلسطينيين حفل تخرج في جام


.. كلمات أحمد الزفزافي و محمد الساسي وسميرة بوحية في المهرجان ا




.. محمد القوليجة عضو المكتب المحلي لحزب النهج الديمقراطي العمال